«إسحق شامير».. هكذا يكون الصهيوني المتطرف - بوابة الشروق
الأحد 8 يونيو 2025 8:10 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

بعد رحلة من التطرف يلقى حتفه في دار مسنين إثر إصابته بالزهايمر

«إسحق شامير».. هكذا يكون الصهيوني المتطرف

إسحق شامير
إسحق شامير
عبد الفتاح بدوي
نشر في: الأحد 1 يوليه 2012 - 11:15 ص | آخر تحديث: الأحد 1 يوليه 2012 - 11:31 ص

يميني متطرف.. هذا أقل ما يوصف به رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "إسحق شامير"، الذي لقي حتفه، مساء أمس السبت، عن عمر ناهز الستة والتسعين عاما، شامير الذي كان من مؤسسي "دولة إسرائيل" والمدافع الأول عن "الحلم الصهيوني" الرامي إلى امتداد دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات، وكان من أكثر المشجعين للاستيطان على حساب الشعب الفلسطيني والمزارعين البسطاء في ضواحي المدن الفلسطينية المحتلة.

 

"شامير" الذي وافته المنية، أمس السبت، عانى منذ سنوات طويلة من مرض الزهايمر الذي محى على ما يبدو تاريخه السياسي، وتسبب في وضعه في مصحة للمسنين في إحدى المدن الإسرائيلية، وذلك بعد أن كان من أكثر المعارضين وبقوة لأي انسحاب من الأراضي الفلسطينية التي كان شاهدا على احتلالها عام 1948 سواء في الضفة أو غزة أو القدس الشرقية، ولم يتورع عن إعلان الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 في كل من مصر ولبنان وسوريا وفلسطين جزءا لا يتجزأ من "أرض الميعاد"، وأنها لا يجوز التنازل عنها بأي حال من الأحوال، وغداة إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948 بقي شامير في الظل منتقلاً من السرية إلى جهاز الموساد الإسرائيلي.  

 

وقد تشبع شامير بهذه الأيديولوجية المتطرفة داخل المجموعات اليهودية السرية المسلحة في فلسطين تحت الانتداب البريطاني، قبل أن يخوض متأخرا الساحة السياسية عام 1970 استجابة لدعوة رئيس الوزراء الأسبق مناحيم بيجن الذي كان أيضا من أبرز شخصيات اليمين القومي المتطرف.

 

ولد إسحق شامير عام 1915 في بولندا، وفي وارسو انضم بعد أن درس القانون إلى حركة بيتار للشبيبة العسكرية التي أنشأها فلاديمير زئيف جابوتينسكي، رائد حركة الصهيونية الرجعية القومية، وصل شامير إلى فلسطين عام 1935 تاركا خلفه أسرته التي اختفت في غمار الاحتلال النازي لبولندا، وهي المأساة التي تركت فيه آثارا عميقة لدى انضمامه إلى حركة أيرغون، ثم مجموعة شتيرن التي اعتبرها البريطانيون "عصابة إرهابية"، والتي أدت الاعتداءات التي ارتكبتها إلى إعدام الكثير من أعضائها، وقد اعتقل شامير مرتين على يد البريطانيين، لكنه نجح في الفرار، وخاصة من سجن في إريتريا التي توجه منها إلى جيبوتي، وبعدها إلى باريس ثم إلى إسرائيل غداة إعلان قيامها.

 

وفي عام 1973 انتخب نائبا على قائمة حزب حيروت اليميني الذي سيشكل البنية الأساسية لليكود تحت قيادة مناحيم بيجن الذي كان مساعده الوفي، وفي عام 1977 كانت المرة الأولى التي يظهر فيها شامير تحت الأضواء أثناء استقباله في الكنيست الرئيس المصري أنور السادات بصفته رئيسا للبرلمان، لكنه تغيب بشكل ملحوظ عن البرلمان خلال التصويت التاريخي على اتفاقات كامب ديفيد التي أدت إلى توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979.

 

ثم في عام 1980 تولى منصب وزير الخارجية ثم خلف مناحيم بيغن على رأس حكومة الليكود عام 1983 بعد استقالة الأخير، في الوقت الذي كان فيه الجيش الإسرائيلي غارقا في حرب لبنان التي اندلعت إثر عملية عسكرية أثارت جدلا وبدأت في يونيو 1982.

 

مسيرة من نكران الحقوق وتاريخ من التطرف حظي به هذا السياسي الذي نعاه بنيامين نتنياهو في بيان مقتضب قال فيه: "إسحق شامير رحل عنا، إنه واحد من أبناء هذا الجيل الرائع الذي أنشأ دولة إسرائيل، ووفاؤه لأرض إسرائيل كان مثاليا، وكافح من أجل الشعب اليهودي".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك