مستثمرون يطالبون الحكومة بخطة واضحة للطاقة خلال السنوات المقبلة
مصانع الأسمدة عانت شللًا تامًا بسبب توقف ضخ الغاز نهائيًا الأسبوع الماضى
الحكومة: العام الحالى سيكون الأخير فى الأزمة والاكتشافات والفحم يساهمان فى تحسن الوضع
علقت شركتان كويتيتان استثمارات بقيمة 5 مليارات دولار فى قطاع الأسمدة، بعد توقف الحكومة تماما عن إمداد مصانع الأسمدة بالغاز خلال الأسبوع الماضى، وفقا لعضو فى الجمعية المصرية الكويتية فى تصريحات لـ«الشروق».
وأضاف المصدر أن الاستثمارات كانت مخصصة لإجراء توسعات لمصانع أسمدة، لكن تم تعليقها لحين استقرار الوضع وحصولها على خطة مفصلة من قبل الحكومة.
«الوضع بات مقلقا للغاية، والشركات العاملة فى القطاع الخاص، المحلية منها والأجنبية، تترقب وضع الطاقة بقلق، وتعلق بعض التوسعات الخاصة بها»، قال المصدر الذى يمتلك إحدى شركات الأسمدة، مشيرا إلى أن عدة شركات طالبت الحكومة بتقديم خطة مفصلة لوضع الغاز والإمدادات البترولية خلال السنوات المقبلة، لدراسة الوضع واتخاذ القرار المناسب.
وكانت الشركة القابضة للغازات «إيجاس» قد توقفت تماما، الأسبوع الماضى، عن توريد الغاز من مصانع «موبكو، والمصرية 1و2، والنصر، وحلوان، والإسكندرية، وإيبك، وطلخا» للأسمدة، نتيجة استمرار تزايد استهلاك محطات الكهرباء للوقود.
وهذه ليست المرة الأولى التى تتوقف فيها «إيجاس» عن ضخ الغاز لشركات الأسمدة، وإنما عانت الشركات طوال أشهر الصيف من انقطاعات متتالية مما أثر سلبيا على حجم إنتاج الأسمدة فى السوق.
«الشركات الخاصة نالت الجزء الأكبر من المعاناة، إذ أعلنت الحكومة تفضيلها لشركات القطاع العام لأنها تورد منتجاتها للسوق المحلية، لكن هذا أضر بنا كثيرا، وتكبدنا خسارة كبيرة، ولو لم يتحسن الوضع، سيتقلص نشاط جزء من شركات الأسمدة، وسيغلق الجزء الآخر» بحسب شريف الخشن، أحد موردى الأسمدة فى السوق المصرية.
ويقول شريف الزيات، عضو غرفة صناعة الأسمدة فى اتحاد الصناعات: «تقدمنا بأكثر من معادلة للحكومة، من أجل ضمان توريد الغاز حتى مقابل زيادة فى السعر، ولكن لم يحدث شىء حتى الآن».
وفى نفس السياق، كشف مصدر مسئول فى اتحاد الصناعات عن أن أصحاب شركات الأسمدة يعدون مذكرة لرفعها إلى مجلس الوزراء لحل هذه المعضلة، والمطالبة بإعطاء أولوية للمصانع من أجل الحفاظ على مناخ الاستثمار فى مصر.
وبحسب المصدر، وعدت الحكومة بإصدار خطة محددة للاستهلاك وأسعار الطاقة خلال الفترة المقبلة، قائلة إن السوق سوف تشهد انفراجة خلال السنوات المقبلة مع بدء استخدام الفحم والاكتشافات الجديدة»، وأن هذا العام قد يكون الأخير فى أزمة الطاقة، لكنها رفضت تحديد موعد محدد لعودة ضخ الغاز لمصانع الأسمدة.
وارتفع استهلاك محطات الكهرباء إلى 3.53 مليار قدم مكعب غاز يوميا خلال الأسبوع الماضى، على الرغم من انخفاض درجة حرارة الجو، فى ظل سياسة «الكهرباء» لتخفيض استهلاكها من المازوت بدلا من الغاز.
ووفقا لأرقام إيجاس، يتم ضخ نحو 138 مليون قدم مكعب غاز يوميا لمصنع أبوقير للأسمدة التابع للقطاع العام، وذلك من إجمالى 510 ملايين قدم إجمالى تعاقدات مصانع الأسمدة فى مصر.
ويبلغ إنتاج مصر من الغاز 4.3 مليار قدم مكعب يوميا، بالإضافة لتوريد نحو 500 مليون قدم مكعب يوميا من الغاز المستورد.