بيت من ثقوب بين معايير الفن واثارة الحواس - بوابة الشروق
الخميس 2 مايو 2024 3:59 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بيت من ثقوب بين معايير الفن واثارة الحواس

القاص الأمريكى نيكلسون بيكر
القاص الأمريكى نيكلسون بيكر
نيويورك - أ ش أ
نشر في: السبت 1 أكتوبر 2011 - 9:25 ص | آخر تحديث: السبت 1 أكتوبر 2011 - 9:25 ص

 "الفن يبغض المباشرة" مقولة خالفها بشدة القاص الأمريكى نيكلسون بيكر فى قصته الجديدة "بيت من ثقوب" فجاءت القصة التى تقع فى 262 صفحة رحلة حسية صادمة قد تحظى بنسبة مبيعات عالية لكنها لن تحظى بالخلود الذى يتمناه وينشده اى كاتب مبدع لأعماله الأدبية.

 

نعم الفن عدو المباشرة حتى لو اختار الكاتب الحديث عن هوس اشخاص غير طبيعيين بالعرى وتلبية رغباتهم الحسية فيما راح القاص نيكلسون بيكر يوظف قلمه وقاموسه لاستجداء اقبال القراء الذين يميلون لهذا النوع من الكتابة وجماهير المراهقين.

 

وبدأ نيكلسون بيكر راغبا بشدة فى اثارة الحواس وسعى لاشاعة كثير من البهجة المصطنعة فى هذا العمل الذى لم ينجح فى الافلات من فخ الأدب المكشوف حتى لو حظى باقبال كبير من قراء بعضهم يرغب فى الهروب من هموم عديدة بكلمات عارية وصور فاحشة لتتحول الحياة ككل الى نوع من العبث.

 

والغريب ان هذا القاص له اعمال جيدة وكتابات سردية سابقة تشهد على قدراته الفنية وامكاناته ككاتب مثل: "علبة ثقاب" و"الحاجز" و"الميزانين" و"الطيات المزدوجة" و"درجة حرارة الغرفة" و"مقياس الأفكار" غير ان مشكلته تكمن فى نكوصه لأعمال ذات طابع حسى مباشر و"تسليع للمرأة" كانت تشكل مرحلته الأولى فى الكتابة.

 

والواقع ان هناك العديد من المسالك والطرق لبيت الثقوب غير انها كلها طرق مليئة بالعثرات والخيبات والاخفاقات الفنية فيما تزعق بالمشاهد الحسية وآهات اللذة المصنوعة او المصطنعة وان كان بعض النقاد سعوا لالتماس العذر لنيكلسون بيكر بأنه يكتب فى زمن حافل بغير الأسوياء وعصر بات كم القبح فيه اكبر من القدرة على التجاهل.

 

والطريف ان هذا القاص كان قد وعد من قبل فى مقابلة صحفية بأنه لن يعود للكتابات الحسية لأن الشيب بدأ يغزو مفرقه ولأنه يريد ان يدخل تاريخ الأدب الأمريكى كقاص صاحب روائع قصصية لكن من المؤسف ان ينكث بوعده فى قصته الأخيرة "بيت من ثقوب".

 

هكذا تتحول الحان الوصال الى فحيح الجوعى ووحوش الغلظة فى غياب الفن بأدواته المتعددة وحيله الفريدة وهكذا يبقى الفن المعيار الواضح للتمييز بين الغث والسمين وبين الروائع والنفايات فى عالم الأدب.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك