مليونية الثلاثاء الماضى الحاشدة لم تخف المحال وفروع الشركات الواقعة بميدان التحرير أو القريبة منه، على خلاف ما كان يحدث أثناء مليونيات ثورة يناير منذ ما يقرب من عامين، محال طعام، شركات صرافة، محال ملابس، شركات سياحة وغيرها فتحت أبوابها أثناء المليونية ولم تخش تدفق الجماهير إلى الميدان.
«كنتاكى» كان الأشهر أثناء ثورة 25 يناير، ورغم أن كنتاكى التحرير كان قد أغلق أبوابه طوال فترة الثورة وحتى التنحى، فإن أشهر شائعة روجها أنصار النظام البائد كانت توزيع وجبات كنتاكى على الثوار كنوع من أنواع الرشوة.
وعلى عكس المتوقع فتح كنتاكى أبوابه هذه المرة، ولم يخشَ المليونيات، العشرات يدخلون ويخرجون فى هدوء، يقول شعبان محمد مدير الفرع إن الفرع فتح أبوابه فى مواعيده العادية ولم يحدث أى مشاكل أو قلق رغم الأعداد الغفيرة التى كانت فى الميدان. ويؤكد صلاح الجزار بالإدارة العامة لشركة كنتاكى أن قرار فتح الفرع من عدمه مسئولية مدير الفرع فإذا كانت الأمور عادية استمر فى العمل وإذا رأى أن الأوضاع لا تبشر بخير يغلق الفرع على الفور، مشيرا إلى أن مليونيات التحرير الأخيرة كانت سلمية، والمشاركون كانوا من «نوعيات كويسة».
محمد مفتاح المدير التنفيذى لفرع الشركة المصرية للصرافة بميدان التحرير أن الشركة فتحت أبوابها وأغلقتها فى مواعيدها العادية رغم أن الميدان كان مكتظا بالمتظاهرين من مختلف الفئات والشرائح
«الناس المرة دى نظيفة ومحترمة بتوع الثورة بجد مش بلطجية»، يضيف مفتاح الذى يشير إلى أن الشغل كان ضعيفا إلا أن ذلك لم يدفعهم إلى الإغلاق مبكرا والاستمرار حتى العاشرة مساء دون أن يشعروا بأى خوف من المليونية.
مارينا عادل الموظفة بشركة تانيس للسياحة والواقعة بالقرب من ميدان التحرير قالت إن ما طمأننا ودفعنا إلى فتح أبوابنا هو الإعلان عن إلغاء مظاهرة الإخوان المسلمين لأن قيام هذه المظاهرة كانت ستؤدى حتما إلى اشتباكات بين الطرفين ووقوع ضحايا جدد وحدوث فوضى، وترى مارينا بدورها أن من كانوا بالميدان فى هذه المليونيات هم نفس النوعيات التى كانت به أيام الثورة الأولى، وتأمل مارينا فى إلغاء مليونية الإخوان التى أعلنوا عنها مجددا، وكان مقررا لها اليوم حتى لا تحدث كارثة مؤكدة أن محال التحرير سوف تغلق أبوابها فى هذه الحالة.
على العكس من ذلك أغلقت المجمعات القريبة من ميدان التحرير أبوابها وكذلك جميع المجمعات الواقعة بالميادين التى بها مظاهرات بالمحافطات أبوابها، وذلك بتعليمات من إدارات هذه المجمعات بهدف الحفاظ على المال العام بعد أن تعرضت بعض هذه المجمعات للسرقة أثناء الشهور الأولى للثورة.