لقي فيلم بعنوان "العودة إلى الميدان،" إعجاب العديد من النقاد والعاملين في الأوساط الفنية، بالإضافة إلى عدد من نشطاء حقوق الإنسان، وذلك بعد عرضه في مهرجان روتردام للأفلام في 29 من يناير الماضي.
الفيلم المبني على قصص واقعية، يروي خمس قضايا ظلم غير مبررة لأفراد بسطاء، كانوا ضحايا للظلم في مرحلة ما بعد الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، أو ما بات يُعرف بمرحلة مصر الجديدة.
القصة الأولى التي يرويها مخرج الفيلم بيتر لوم، تتناول قضية المدون مايكل نبيل 26 عامًا، والذي قضى 302 يوم خلف القضبان، على خلفية نشر مدونة على موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، ينتقد فيها المجلس العسكري الذي تولى زمام الأمور بعد تنحي الرئيس السابق حسني مبارك.
نبيل الذي أطلق سراحه في 24 من يناير، بعد إضراب عن الطعام امتد إلى 130 يومًا، هو واحد من بين 1900 سجين، أخلي سبيلهم بأمر من رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، المشير حسين طنطاوي، احتفالا بمرور عام على ثورة 25 يناير.
وركز الفيلم على الحملة الكبيرة التي قام بها مارك، شقيق مايكل نبيل من أجل إطلاق سراحه، ليتمكن مايكل أخيرًا من نيل حريته وحضور العرض الأول لفيلم "العودة إلى الميدان،" في مهرجان روتردام.
ويروي الفيلم قصة نبيل وكيف تمكن من الصمود لمدة 130 يومًا يشرب الماء والحليب في بعض الأيام، وأيام أخرى لا يتناول أي شيء.
وعلق نبيل: "لم أتناول الطعام ولم أشرب الماء مدة 10 أيام، ولمدة 39 يومًا شربت الماء فقط، وشربت الحليب والعصير في الـ 81 يوم المتبقية...وأضاف: "كانت هذه تجربتي الأولى في الإضراب عن الطعام، كنت أكتشف قدرات جسدي في كل يوم جديد، وبالفعل كانت هذه الوسيلة ناجحة وفعالة لإيصال صوتي المطالب بالحرية واستعدادي للموت في سبيلها."
الفيلم الذي تم اختياره ليكون أول الأفلام المعروضة في مهرجان العالم الواحد للأفلام الوثائقية الإنسانية، في العاصمة التشيكية، براغ، يروي قصة أخرى لشاب يبلغ من العمر 15 عامًا، والذي كاد أن يقتل بعد التغرير به للمشاركة في ما بات يعرف بموقعة الجمل، ودخول عدد من راكبي الخيول والجمال إلى ساحة التحرير لتفريق المتظاهرين.
ويروي الفيلم أيضًا قصة أحد الرجال من ذوي السوابق الإجرامية، وطريقة إجباره على المشاركة في المناوشات ضد المتظاهرين السلميين في ميدان التحرير إلى صف رجال النظام السابق أو ما يعرف بـ "البلطجية."
ويختتم الفيلم برواية قصتين عن سيدتين مصريتين، بطلة القصة الأولى هي إحدى المشاركات في المظاهرات السلمية في ميدان التحرير، وكيف تم إجبارها على التقدم لفحص العذرية، على خلفية مشاركتها جنبًا إلى جنب مع الرجال من أجل الحرية، بالإضافة إلى قصة سيدة تم اعتقالها أثناء أحداث الثورة، وكيف تم إجبارها على شهادة الزور ضد زوجها.
وقال المخرج لوم: "مع متابعاتي للأحداث في مصر وانتقائي للقصص المراد تصويرها، بات واضحًا لي وبشكل جلي، وجود كم هائل من القصص التي يتغلغل فيها الظلم وانتهاكات حقوق الإنسان وبشكل سافر أثناء الثورة، وخصوصًا في الأيام التي تلت نزول الرئيس مبارك عن سدة الحكم."
وأضاف لوم: "رؤية الشاب نبيل وهو يسجن ويعذب، فقط لأنه عبر عن رأيه، تبعث في نفسي القشعريرة، لرؤية هذا الصمود والإصرارعلى التعبير عن الرأي، وتحمل كافة العقبات القاسية لبلوغ الهدف."