رسابلاس .. رواية تجسِّد رحلة الطامحين للحرية ضد أساطير الاستقرار - بوابة الشروق
الثلاثاء 24 يونيو 2025 1:43 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما توقعاتك لمعارك إسرائيل مع إيران؟

رسابلاس .. رواية تجسِّد رحلة الطامحين للحرية ضد أساطير الاستقرار

غلاف رواية (رسابلاس .. الخروج من أطلانتس)
غلاف رواية (رسابلاس .. الخروج من أطلانتس)
هدير المهدوى
نشر في: الجمعة 2 مارس 2012 - 1:25 م | آخر تحديث: الجمعة 2 مارس 2012 - 1:25 م

«قديما فقد العالم أطلانتس، اليوم تفقد أطلانتس العالم» بتلك الجملة الافتتاحية لرواية «رسابلاس» للكاتبين الشابين أحمد المنشاوى وكريم كامل، يجدان المدينة التى فقدتها الروايات والأساطير، بل ويسعى أبطالهما للهروب منها.

 

الرواية الصادرة عن دار ميريت للنشر، واحدة من التجارب القليلة التى يشترك فى كتابتها شخصان، تدور فى عالم غرائبى بأسماء بعضها أسطورى والبعض الآخر معتاد تجرى فى أزمنة مستقبلية، يسردان الرواية من خلال حوار دائر بين غريبين أحدهما بطل الرواية «ارجموند» قائد جيوش مدينة أطلانتس والآخر رجل عجوز يسكن كهفا بالغابات، تدور الرواية حول العالم الذى تعرض للهلاك والدمار نتيجة لتخريب البشر وطمعهم فهرب واحد من البشر «مالك» إلى تلك المدينة الخاوية «أطلانتس» ليعمرها ويسكن بها وينجو بمن معه من بشر.

 

يقتصر العالم بالنسبة للأجيال التالية من أهل المدينة قبل الدمار على بعض وريقات فى كتب التاريخ ولا تحكى حقيقة ما حدث أو حقيقة ما آل إليه العالم، فظلت تلك الحلقة المفقودة تثير فضول الكثيرين لمعرفة كيف هو العالم خلف أشجار الكافور التى تحيط بالمدينة فيحاولون الهرب، يحاولون التحرر من سجن أطلانتس فيعودون أشلاء، أما المدينة أطلانتس التى تقبع فوق قمة جبل فهى مدينة فقيرة جدا فى مواردها ينقسم المجتمع فيها بين طبقة الحكام ومعاونيهم، طبقة التجار، طبقة العلماء والمثقفين، وأخيرا بقاعدة الهرم طبقة «الفاريكانز»، وهم العامة الذين يعملون لدى الطبقات الأخرى ويتمردون بين الحين والآخر احتجاجا على تسريحهم أو قلة أجورهم، وهم أكثر من يخرج وراء حلم اكتشاف العالم الخارجى مدفوعين باليأس والفقر باحثين عن الأمل والحرية وعن فرص أفضل فى الحياة فيعودون أمواتا أبطالا بالنسبة للعامة وحمقى بالنسبة للحكام. فلا يوجد ما يمنع من الخروج هربا من المدينة سوى الهلع والخوف من المجهول.

 

أرجموند ابن العائلة الحاكمة يقتنع أن وظيفته هى حماية الأمن وذلك من خلال الحفاظ على استقرار الأمور فى المدينة وقمع أى سعى لتغيير الموازين وبالتالى يسعى مع سوء الأوضاع المعيشية فى المدينة وازدياد عدد من يحاولون الهرب من العامة إلى اكتشاف من يدعون بـ«المهرطقين» وهم أصحاب الدعوة إلى الخروج من أطلانتس فيتنكر وسط العامة ليحاول القضاء على النبوءة التى يستندون إليها ويثبت عدم صحتها، ينجح فى مقابلتهم فى النهاية متخفيا، وتتضح له النبوءة فمنذ أعوام بعيدة كان أحد العلماء يدعى «الراسى» وهو من العائلة الحاكمة كان قد اكتشف الطريق إلى «رسابلاس» التى مثلت الأمل والملاذ للخروج من سجن أطلانتس وأن تتحول رسابلاس إلى مركز لتعمير العالم وليس الهروب منه وخرج فى رحلة لاكتشافها لم ينج منها أحد فارتبطت هذه الرحلة بالشؤم فى ذاكرة المدينة، أما من يدعون بالمهرطقين فكانت دعوتهم هى اعادة إحياء هذه الرحلة بعد العثور على الخرائط والنتائج المفقودة التى توصل إليها الراسى فى رحلته الأولى، ولكن شيئا ما دفع قائد الجيش إلى التراجع عن هدم النبوءة للعامة استنادا على فشل الرحلة الأولى وانعدام أية مخطوطات تساعد على تكرارها، هذا الشىء كان هروب حبيبته «اسين» حفيدة الراسى مع مجموعة من المهرطقين متتبعين الخرائط والمخطوطات التى وجدتها بحجرة جدها القديمة، فيخرج وراءها أرموند بجيشه ومعاونيه حتى يصل إلى كوخ العجوز فيروى له قصته شرط أن يعرف حقيقة ما يحدث، فيبدأ دور العجوز فى سرد حقيقة الصراع الكونى بين الاستقرار والتغيير، فهو كان واحدا من تلامذة الراسى وخرج معه فى رحلته، كان الراسى مقتنعا ان أحد أهم دروس التاريخ أن الكل حارب التغيير سعيا إلى الاستقرار فكل من خرج عن الثوابت مات مقتولا أو منتحرا، بينما العالم كان قائما على أفكار لشخص مجنون أو لحظات لشخص متهور، قام وتطور باختصار على من قرر الركض فى الاتجاه المضاد للآخرين.

 

اكتشف الراسى أن العالم لم يتم تدميره بل تغير وتطور فقط بشكل مرعب حتى البشر تطوروا ففقدوا عقولهم وزادت غرائزهم وتشوه شكل أجسادهم، فمن هنا كان سعيه للذهاب إلى رسابلاس لتعمير العالم من هناك، اكتشف الراسى معاهدة سرية بين حكام أطلانتس وحكام العالم كان الهدف منها إبقاء العالم بعيدا وإبقاء أطلانتس داخل أحزمة الكافور، ولأن الراسى اكتشف ذلك قتل على يد حكام أطلانتس مثلما قتل كل من عرف الحقيقة وحاول العودة لإخبار أهل المدينة ليظل الخوف من الموت هو الحاجز الأقوى لمنع الخروج من المدينة. ينتهى الكاتبان عند تلك الحقيقة مشيرين إلى جزء ثان ربما يرويان فيه عن ذلك العالم الخارجى أو عن الانتصار لدعاوى التغيير على دعاوى الاستقرار التى يروج لها من الحكام غالبا من أجل السيطرة على البشر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك