هو وهى عنوان دراما واقع تعرض الآن على قناة mbc 4 تستعرض أسلوب حياة زوجين مصريين فى مقتبل العمر وفى بداية حياتهما الزوجية وما يتعرضان له من مشكلات حياتية هما وأصدقاؤهما، وهو برنامج ينتمى إلى ما يسمى بتليفزيون الواقع الذى انتشر فى العالم كله وتابع منها المشاهد العربى برنامج مثل «ستار أكاديمى» وهى موجودة فى الخارج فى قوالب برامجية متعددة منها برنامج «الأخ الأكبر» وغيرها، ويبدو أن التنافس بين القنوات العربية على الحصول على الفورمات البرامجية يشتد يوما بعد يوم وهو ما يجعلهم يبحثون دائما عن كل ما هو جديد منه.

يوميات نيروز وشادى الذى يعرض الآن تحت مسمى ـ هو وهى ـ فى موسمه الثانى فصيل جديد فى برامج الواقع فهو يأتى فى منطقة وسط بين برامج الواقع التى ترونها على مدار الساعة وبين البرامج المسجلة خاصة أنه يعرض بشكل إسبوعى وليس يومى وهو ما يشعرك بأنه ينتمى أكثر إلى دراما الواقع التى تشعر وأنت تشاهدها أنها مرتبة ومعدة من قبل وإن كانت غير ذلك على ما نعتقد.

الفكرة الجيدة  تستعرض حياة زوجين مصريين ومشاكلهما وهما ينتميان إلى طبقة موجودة فى مصر لكن عرضها بهذا الشكل يشعرك بالاستفزاز فى كثير من المواقف خاصة التى تتعلق بالحالة الاقتصادية والإنسانية لهذين الزوجين؛ فشادى الذى يبحث عن فرصة ليكون مطربًا مشهورا وزوجته نيروز التى تنتمى إلى عالم الصحافة تدور بينهما أحاديث بعيدة كل البعد عن الواقع الذى يعيشه أغلب المصريين فتخيل مثلاً أن حلقة كاملة ومشكلة كبيرة حدثت بينهما لأن شادى قال لزوجته التى خرجت من الحمل أنها ممتلئة وهو الشعور الذى ضايق نيروز لدرجة أنها قررت أن تقوم بعملية شفط دهون، وبالطبع قررت أن تقوم بإجراء هذه العملية خارج مصر التى رفضت صديقتها أن تقوم بها رغم أن مثل هذه العمليات والأكثر منها فى هذا المجال يقوم بها أثرياء العرب فى مصر بدليل سيل المطربين والفنانين العرب الذين تحولوا على يد أطباء مصريين إلى موديل.

وحلقة أخرى دار النقاش بها عن مشكلة عويصة كادت تعصف بعلاقتهما وهى لون الدهانات فى شقة شادى التى رأت نيروز أنها غير ملائمة لها، خاصة أن والدة شادى هى من أشرفت على تشطيب الشقة الكبيرة فى إحدى المدن الجديدة وهى شقة من طابقين وحجمها كبير جدا، وأصبحت المشكلة فى تشطيباتها، وربما نسى أصحاب البرنامج أن هناك معاناة كبيرة لشباب فى عمر شادى ونيروز لم يجدوا حتى فرصة للزواج فى شقة من شقق مشاريع الإسكان الاقتصادية المصرية!

والحقيقة أن مجتمع شادى ونيروز وإن كان موجودا ولا يمكن أن ينكر أحد ذلك إلا أنه لا يشكل نسبة كبيرة من غالبية المجتمع المصرى ولا نعرف سببًا لطرحه بهذه الصورة فى هذا التوقيت، وبعيدًا عن شادى ونيروز تشاهد دراما موازية لأصدقائهما وهى دراما أكثر استفزازا من حياة هو وهى أبطال البرنامج فصديقة نيروز التى تتحدث باللغة الإنجليزية هى وزوجها أكثر ما تتحدث بالمصرية لديهما مشكلة كبيرة تؤرقهما طول الوقت وهى ما حدث فى مصر بعد الثورة وشعورهما بعدم الأمان فى مصر لدرجة أن زوج صديقة نيروز غضب عندما علم أن زوجته حامل ليس لأنه علم بالخبر فى أحد الديسكوهات وزوجته ترقص وأحست بتعب فعلم بالخبر مصادفة ولكن لأنه لم يقرر بعد إذا كان سيعيش فى مصر أم لا وإن كان شعور عدم الأمان فى مصر وارد ويشعر به العديد من أبنائها بسبب الانفلات الأمنى وفوضى البلطجة المنتشرة فى الشارع المصرى لكن أظن أن أغلب أبناء مصر لم يفكروا فى الهجرة ويعرفون جيدا أن ما نمر به الآن لن يدوم، الطريف أن الاستفزاز الذى تشعر به فى حياة شادى ونيروز تشعر به أيضا على مساحة أكبر مع صديقتها ايمى وزوجها اللذين رفضا شراء شقة على النيل فى منطقة الزمالك لأن باب الأسانسير فى العمارة زجاجه مكسور وهو سبب لطيف إذا قورن بسبب رفضها لشقة أخرى لاحظت ايمى وهى تنظر من بلكونتها أن هناك رائحة كشرى! وهو شىء ترفضه تماما.

حالة الاستفزاز المتفشية فى البرنامج الأقرب إلى المسلسل تبدأ من المشكلات التى تواجه هؤلاء البشر وحتى طريقة كلامهم التى تشعر فيها أنهم يتحدثون من مكان آخر غير الفم ومرورا بالآراء غير الطبيعية التى يبدونها فيما يتعلق بالمجتمع المصرى ما بعد الثورة وهو ما يشعرك أن هناك شيئا ما مدبرا فى هذا البرنامج.