محلل أمريكي: لماذا تساعد المكسيك في حل مشكلة الحدود التي تواجه بايدن؟ - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 11:29 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محلل أمريكي: لماذا تساعد المكسيك في حل مشكلة الحدود التي تواجه بايدن؟

واشنطن - د ب أ
نشر في: الخميس 2 مايو 2024 - 9:34 ص | آخر تحديث: الخميس 2 مايو 2024 - 9:34 ص

قال المحلل الأمريكي جورج تايلر نائب مساعد وزير الخزانة السابق والمسئول في البنك الدولي، إن النواب الجمهوريين في الكونجرس، رفضوا- بسبب ابتزاز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب- في شهر فبراير تشريعهم الخاص بأمن الحدود ليتخلوا بذلك عن مفاوضات حزبية استمرت عدة أشهر، لمجرد إثارة مشكلة للرئيس جو بايدن. وقد حققوا هدفهم تماما. فقد فشلت مجموعة مبادرات بايدن بشأن الحدود في تقليل إغراء بروتوكول "الاعتقال والإفراج" الأمريكي بالنسبة لملايين الأشخاص الساعين إلى حياة أفضل. وهذه هي أبرز قضية في حملة الحزب الجمهوري للانتخابات.

ووصف رئيس مجلس النواب مايك جونسون الحدود بأنها "مجاري مفتوحة". كما وصف ترامب المهاجرين غير الشرعيين بأنهم "حيوانات" وأن عبورهم للحدود هو "غزو" قام بايدن بتدبيره. وأصبحت الحدود قضية رئيسية في العديد من الولايات المتأرجحة، حيث يحمل 42% بايدن المسؤولية الكاملة، بينما يحمله 19% مسئولية جزئية.

وقال تايلر، في تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية، إن أفضل خيار لبايدن العاجز الآن لإبطاء عمليات عبور الحدود هو أن يقوم الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور بكبح جماح المهاجرين داخل حدود بلاده. وقد نجح بايدن في التودد للوبيز أوبرادور وهو ما أثار دهشة الجمهوريين. ومنذ ديسمبر، استجاب الرئيس المكسيكي بتطبيق سياسات قللت عمليات عبور الحدود في يناير مقارنة بشهر ديسمبر. ولأول مرة خلال سبعة أعوام، تراجعت حالات العبور أكثر في مارس الماضي، مما يشير إلى أن لوبيز أوبرادور قد اختار المرشح الذي سيدعمه في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل. إن الاستعانة بلوبيز أوبرادور (وربما بخليفته التي اختارها بنفسه كلاوديا شينباوم بعد انتخابات سبتمبر) لتحقيق أمن الحدود تمنحهما نفوذا كبير على بايدن. ومع ذلك فهذا يؤكد أيضا أن ترامب هو أسوأ عدو لنفسه.

ورأى تايلر أن بايدن وهو محاور دبلوماسي تقليدي متعاطف إلى حد ما مع تجربة المهاجرين، ومن المتوقع أن يقبل بعض آمال السياسة المكسيكية إذا أعيد انتخابه. وعلى العكس، فإن ترامب غير جدير بالثقة على الإطلاق من وجهة النظر المكسيكية. لقد أدرك لوبيز أوبرادور سريعا شخصية ترامب البغيضة خلال فترة رئاسته الأولى. ومنذ عام 2017، كان لوبيز أوبرادور يشعر بالإهانة من عنصرية ترامب وانتقاصه من إنسانية المهاجرين المكسيكيين وغيرهم من المهاجرين، باعتبارهم "سجناء وقتلة وتجار مخدرات ومرضى عقليين وإرهابيين، أسوأ ما عندهم".

وقال تايلر إن علاقة لوبيز أوبرادور خلال الولاية الأولى لترامب كانت خاضعة ومن جانب واحد تماما. وكانت زيارته الوحيدة للبيت الأبيض لدعم حملته الانتخابية في عام 2020. بالإضافة إلى ذلك فإن مكافأة ترامب الآن من خلال زيادة عدد حالات عبور الحدود لن تحقق شيئا. وإذا أعيد انتخاب ترامب، فإنه من المؤكد سيقوم بترهيب شينباوم بغض النظر عن ذلك، وسيطالب بإقامة حواجز داخلية مكسيكية صارمة لإبعاد المهاجرين عن الحدود. كما سيهدد بفرض رسوم جمركية جديدة وحتى تجديد الحديث عن توغلات للقوات الأمريكية في إعادة للتنمر الذي اتسمت به ولاية ترامب الأولى.

وأشار تايلر إلى أن الاعتبار الأخير بالنسبة إلى لوبيز أوبرادور هو أن بايدن أقل عشوائية بكثير من ترامب ويمكن أن يعمل كمتعاون فعال في التعامل مع الخطر الوجودي الذي تشكله عصابات المخدرات المكسيكية. إذ أن تلك العصابات الضخمة (التي يعمل بها 175 ألف شخص) التي تتسم بالمرونة والتي تعقد شراكات متزايدة مع منظمات الجريمة الصينية، تعد التحدي الداخلي الأهم أمام لوبيز أوبرادور لتحقيق سيادة القانون. فالابتزاز من جانب هذه العصابات واستيلاؤها على الشركات الشرعية وسلاسل الإمداد مثل مصائد الأسماك يستنزفان روح المبادرة والابتكار في البلاد، بالإضافة إلى الضرر الناجم عن تهريب الفنتانيل القاتل إلى الولايات المتحدة. إنهم لا يرحمون ، حيث ارتكبوا جرائم اغتيال لسياسيين إصلاحيين وما لا يقل عن 14 مرشحا سياسيا خلال ولاية لوبيز أوبرادور. كما أنهم مسئولون عن الفساد الحكومي المنتشر على نطاق واسع والترهيب الذي يستهدف حماية نموذج عملهم.

وقد تأكدت عدم فعالية وكالات الشرطة الفاسدة وعديمة الكفاءة في مواجهة العصابات التي لها جذور عميقة في مختلف جوانب الاقتصاد والمجتمع المكسيكي. ولذلك، فقد اعتمد لوبيز أوبرادور بشكل متزايد على انتشار موسع من الجيش، الأمر الذي أضعف الضمانات الديمقراطية. وعلى الرغم من ذلك، فإن معدل جرائم القتل في المكسيك يبلغ ثلاثة أضعاف المعدل في الولايات المتحدة، مع اعتقال عدد قليل للغاية من مرتكبي تلك الجرائم. وسيتسبب فشل سياسته في ترك سلسلة عنيفة ومعقدة من المشكلات لخليفته شينباوم.

واختتم تايلر تقريره بالقول إنه كما أشارت مؤسسة بروكينجز ، تحتاج المكسيك بشدة إلى ضخ موارد لتحسين مؤسسات إنفاذ القانون المحلية، بما في ذلك توسيع قدرات التحقيق والمقاضاة. كما أنها تحتاج إلى دعم الانخراط مع وكالات إنفاذ القانون الصينية. وتخشى العصابات من عمق وفتك أجهزة إنفاذ القانون في الولايات المتحدة ونزاهة سلطتها القضائية. ويبدو أو لوبيز أوبرادور قد تكهن (ولكن بشكل دقيق) أن إدارة جديدة بقيادة بايدن من المرجح إلى حد كبير أن تستجيب إلى تلك المحنة اليائسة بسياسات متزامنة ودعم واسع مقارنة بإدارة جديدة بقيادة ترامب.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك