العالم يتلقى رسائل مصر الجديدة - بوابة الشروق
الأربعاء 11 يونيو 2025 9:11 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

العالم يتلقى رسائل مصر الجديدة

عابدين وهالة عبداللطيف وسمر سمير
نشر في: الإثنين 2 يوليه 2012 - 11:10 ص | آخر تحديث: الإثنين 2 يوليه 2012 - 11:10 ص

حزمة رسائل وجهها الرئيس المصرى الجديد، محمد مرسى، إلى الخارج فى أول خطاب رئاسى له أمس الأول. وهى الرسائل التى تلقتها الدول المعنية بها، وهيمنت فى اليوم التالى على الصحف فى تلك الدول الغربية والعربية.

 

ووفقا لهذه الصحف، حاول الرئيس مرسى، «القيادى الإخوانى»، طمأنة الكثير من الأطراف وإزالة مخاوفها من وصول الإسلاميين إلى السلطة، بفضل ثورة 25 يناير 2011 وضمن مد ثورات الربيع العربى، وذلك بداية من إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة، ومرورا بالسياح والمستثمرين الأجانب، ووصولا إلى أنظمة الخليج العربى الملكية.

 

 

لم تعد الدولة التى نعرفها

 

 صحف إسرائيلية: مصر تتغير أمام أعيننا.. ومرسى لن يوتر العلاقات بمختلف توجهاتها، أبرزت الصحف الإسرائيلية أمس تعهد الرئيس المصرى الجديد، محمد مرسى، باحترام بلاده للمعاهدات الدولية، والتى تتضمن اتفاقية السلام مع إسرائيل، وذلك رغم دعمه المعلن للقضية الفلسطينية فى وجه الاحتلال الإسرائيلى.

 

وقالت «هاآرتس» إن نظام الحكم الحالى يختلف عن سابقه؛ نظرا لهيمنة الإسلام السياسى، لكنها شددت على أن «الثوار وبالطبع الجيش سيكون لهم دور محورى داخل مصر». ونقلت عن  السفير الإسرائيلى السابق فى القاهرة، إسحاق ليفانوف، أن «مصر تتغير أمام أعيننا».

 

فيما يرى سلفه زافى مارزل أن «الجيش لم يعد قويا سياسيا بالقدر الكافى»، متوقعا أن «يحقق الإخوان المسلمون فوزا آخر فى الانتخابات البرلمانية المقبلة على غرار الانتخابات البرلمانية والرئاسية».

 

ورأت الصحيفة أن «الأزمة المعضلة أمام مرسى هى كيفية الملائمة بين كونه رئيسا لكل المصريين وبين انتمائه لجماعة الاخوان المسلمين»، مستشهده بقول ليفانوف «فى أى قرار يتخذه لابد أن يحصل على موافقتين واحدة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة والأخرى من المرشد العام للإخوان، محمد بديع».

 

فيما يتعلق بعلاقات مصر، تحت رئاسة مرسى،  مع إسرئيل، قالت ميرا تزوريف، من معهد موشى ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا بجامعة تل أبيب، إن الإخوان المسلمين لا يسعون لإقامة دولة دينية فى مصر، ولا فى المنطقة العربية. ووفقا لمصدر سياسى رفيع المستوى بالقدس المحتلة، فإن إسرائيل لا تتوقع تغيرات فى العلاقات الأمنية مع مصر فى الوقت الحالى. كما حظى تعهد مرسى بالالتزام بالمعاهدات الدولية باهتمام صحيفتا جيروزاليم بوست ويديعوت أحرونوت، وموقع إذاعة صوت إسرائيل.

 

وقبل أيام، بعث رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، برسالة شخصية الى الرئيس المصرى الجديد، هنأه فيها بفوزه فى الانتخابات، ودعاه إلى دعم معاهدة السلام مع إسرائيل لما فيه مصلحة البلدين، بحسب ما نقلته هاآرتس عن مسئول سياسى.

 

وأضاف هذا المسئول أنه بعد استشارة الإدارة الأمريكية تراجع مسئولون إسرائيليون عن السعى حاليًا لترتيب محادثة هاتفية بين نتنياهو ومرسى، كذلك أرسل نتنياهو مبعوثه الخاص لعملية السلام مع الفلسطنيين، إسحاق مولوخو، إلى القاهرة، حيث التقى رئيس المخابرات، مراد موفاى، ومسئولين آخرين.

 

وشددت الصحيفة على أنه ليس مؤكدا أن يكون مولوخو قد التقى مساعدين للرئيس مرسى. ويرى مسئولون فى القدس المحتلة أن مرسى ليس الشخص الذى سيعمل على توتير العلاقات بين البلدين، بل سيترك هذا الملف فى أيادى الجيش والمخابرات.

 

 

مصالحنا لن تتضرر.. فى البداية

 

 

اهتم الأمريكيون أمس الأول بمتابعة مراسم تنصيب الرئيس المصرى الجديد، محمد مرسى، وتابعوا خطابه الرئاسى الأول، وهو الخطاب الذى قوبل بارتياح لكونه طمأن إدارة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما.

 

إذ توقعت صحيفة «كريستسيان ساينس مونيتور» أن تستمر مصالح الولايات المتحدة فى مصر والمنطقة العربية، رغم أن جماعة الإخوان المسلمين، التى ينتمى إليها الرئيس مرسى، تأسست بالأساس لمواجهة النفوذ الغربى فى مصر وبقية الدول العربية.

 

وأشارت الصحيفة فى هذا السياق إلى تأكيد مرسى على استمرار معاهدة السلام مع اسرائيل، مشددا فى الوقت نفسه على أن هذا لا يعنى أن واشنطن تستبعد أن تطالب القاهرة بإعادة نشر قوات من الجيش المصرى فى سيناء.

 

وشدد المدير التنفيذى لمعهد واشنطن، روبرت ساتلوف، على أن صلاحيات مرسى ربما تكون مقيدة، إلا أنه من الخطأ التقليل من شأن قدرته فى التأثير على التغيير السياسى فى الداخل والخارج.

 

ومضى ناصحا إدارة أوباما قبل أن تحتضن الرئيس المصرى الجديد أن تقف بوضوح على الطريقة التى من المرجح أن تؤثر بها سياساته «القيادى الإخوانى» على مصالح الولايات المتحدة الجوهرية.

 

ورغم ذلك، ختم بأنه «من الصعب المغالاة بشأن التداعيات الإقليمية لفوز مرسى، لأن مصر ستستمر لبعض الوقت غائبة عن لعب أى دور فى محيط الدول العربية والأفريقية ودول البحر المتوسط وعملية صنع السلام».

 

هى الأخرى، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الرئيس مرسى بعث برسالة سلام، وكرر تعهده بالالتزام بالمعاهدات والاتفاقات التى أبرمتها مصر، فى إشارة إلى معاهدة السلام المصرية ــ الإسرائيلية القائمة منذ سبعينيات القرن الماضى. كما لفتت إلى تعهده بالعمل على تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، ودعم الثورة السورية على نظام الرئيس بشار الأسد.

 

وتخشى واشنطن، وفقا لـ«لوس أنجلوس تايمز»، من استمرار تمتع المجلس العسكرى، الذى يحتفظ حاليا بالسلطة التشريعية، رغم الانتهاكات التى ارتكبتها فى ملف حقوق الانسان منذ الإطاحة بالرئيس حسنى مبارك فى 11 فبراير 2011.

 

أما «واشنطن بوست» فذهبت إلى أن وصول مرسى للرئاسة ستكون له آثار عميقة على منطقة الشرق الأوسط بأسرها، حيث اجتاحت احتجاجات شعبية غاضبة شوارع العديد من المدن العربية ضد حكامها المستبدين على مدار عام ونصف العام، مطلقة قطارا من الأمل واليأس وانتصارات وهزائم.

 

 

لا تخافوا من الإسلاميين

 

 

قالت صحيفة «ليبرالسيون» الفرنسية إن الرئيس المصرى الجديد، محمد مرسى، وجه رسائل إلى الداخل، وخاصة للأقباط، وإلى الخارج، ولا سيما الدول الغربية؛ لطمأنة أولئك الذين يخيفهم وصول شخصية إسلامية إلى رئاسة مصر، وذلك بتأكيده على «مدنية» الدولة.

 

مرسى وجه أيضا، وفقا للصحيفة، رسائل طمأنة إلى العرب والمسلمين فى كل مكان، وإلى نصف المصريين الذى صوتوا لصالح منافسه، آخر رئيس وزراء فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك، الفريق أحمد شفيق، مشددا على أنه لن يكون هناك أى فرق بين مؤيد ومعارض.

 

أما «لا بريزون»، فركزت على محاولة مرسى طمأنة المستثمرين والسياح الأجانب بتعهده بالعمل على تشجيع الاستثمار والسياحة، وذلك ردا على مخاوف من أن تؤثر توجهات الإسلاميين الدينية على التدفق السياحى المستقبلى على مصر أو تشكل تهديدا للاستثمارات الأجنبية.

 

فيما رأى رئيس تحرير مجلة «لوموند دبلوماتيك»، الفرنسى الجنسية المصرى المولد، آلان جريش، أنه بتولى القيادى فى جماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسى، الرئاسة، ورفض الجماعة للإعلان الدستورى المكمل، تكون قد انتهت عزلة الإخوان، لكن علينا الانتظار لنرى هل ستحاول الجماعة التوصل إلى تفاهم جديد مع المجلس العسكرى، والكيفية التى ستتعامل بها خلال صياغة الدستور الجديد.

 

جريش شدد على أن انتخاب الإخوانى مرسى رئيسا يمثل علامة فارقة بالنسبة لمصر، لكنه حتى الآن مجرد خطوة واحدة على طريق طويل للانتقال إلى الديمقرطية بدأه المصريون بالإطاحة بالرئيس السابق، حسنى مبارك.

 

أما صحيفة «لو فيجارو»، فقالت إن مرسى استبق أداءه اليمين أمام المحكمة الدستورية أمس الأول، بأداء يمين رمزية قبلها بيوم فى ميدان التحرير، رمز الثورة المصرية منذ يناير 2011، فى لفتة ضد المجلس العسكرى، الذى يعمل على الحد من سلطات أول رئيس مدنى لمصر بعد ستين عاما من الحكم العسكرى.

 

 

قوة السلفيين.. ومدنية الدولة

 

«تحول للمنطقة».. هكذا وصفت صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية أمس تنصيب محمد مرسى، ذى المرجعية الإسلامية، رئيسا لمصر.

 

وبينما أكد الرئيس الجديد على «مدينة» الدولة، رأت الصحيفة أن رئاسته بمثابة اختبار، فهل ستتحول مصر إلى نموذج جديد خاص بها أم ستكون إيران أخرى، يوجد بها أقليات دينية، وتطبق الشريعة الإسلامية؟

 

وأضافت أن هناك مخاوف حقيقية من تطبيق الشريعة فى مصر، مشددة على أن التيار الوهابى السلفى له قوة حقيقية فى المجتمع المصرى، فهل سيتجاهله الرئيس الجديد ولا يطبق أحكام الشريعة أم لا؟.

 

وقد اتجهت الصحيفة البريطانية الى كاليفورنيا، حيث عاش مرسى عشر سنوات من حياته خلال الدراسة، والتقى بزملائه القدامى، وعلمت أن مرسى، الذى حصل على منحة فى جامعة كاليفورنيا، لم يشرب الكحوليات أبدا ولم يتأثر بثقافة المجتمع الأمريكى، بل كان محافظا يواظب على صلواته الخمس ويصوم رمضان، خاتمة بأنه فى نفس الوقت لم يعاد الولايات المتحدة سياسيا خلال فترة دراسته على أراضيها.

 

 

دعم لبقية العرب ولا تصدير للثورة

 

 

لفت انتباه صحيفة النهار اللبنانية أمس أن الرئيس المصرى الجديد، محمد مرسى، وفى أول خطاب رئاسى له كرر عناوين السياسة الخارجية التى كان قد تحدث عنها عند إعلان فوزه، وأمام جمهور ميدان التحرير الجمعة الماضية، وخصوصا لجهة احترام المعاهدات الدولية، ثم أضاف أمس الأول إعلان دعم الشعب الفلسطينى وحقوقه، والشعب السورى الذى يواجه «نزف الدم».

 

وشددت على أنه «فى 30 يونيو 2012، صار مرسى رسمياً الرئيس الخامس لمصر، لكنها مصر الجديدة، الجمهورية الثانية، فى ظل ديمقراطية حقيقية و«دولة مدنية وطنية دستورية حديثة».

 

بدورها، ركزت صحيفة «الأيام» الفلسطينية أمس على تأكيدالرئيس على أن «مصر اليوم داعمة للشعب الفلسطينى، وأيضا للشعب السورى»، وأنه «يجب أن يتوقف نزيف الدم الذى يراق للشعب السورى الشعب الشقيق.. نريد لهذا الدم أن يتوقف، وسنبذل قصارى جهدنا لأن يتوقف فى المستقبل القريب».

 

وقال سفير مصر لدى السلطة الفلسطينية، ياسر عثمان، إن السفارة تلقت رسائل من أطراف فلسطينية مختلفة تشيد بإعلان الرئيس المصرى الجديد فى أول خطاب رئاسى له عن دعمه للشعب الفلسطينى.

 

فيما زادت صحيفة «العرب» القطرية على ما سبق التشديد على قول مرسى إن «مصر لن تقبل أى انتهاك للأمن القومى العربى»، فى إشارة إلى حالة العداء بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية إيران ودول الخليج العربية.

 

وردا على مخاوف داخل دول الخليج الملكية من انتقال المطالب الشعبية بالحرية والديمقراطية إلى هذه الدول، شدد الرئيس الجديد على عدم السعى إلى «تصدير الثورة»، وذلك فى طمأنة لحكام تلك الدول، التى تتسم علاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين بالتوتر جراء خلفيات تاريخية.

 

أما «الوطن» السعودية، فرأت أن طى مصر لصفحة ستة عقود من الحكم العسكرى وثلاثة عقود من حكم الحزب الواحد، يعد إنجازا يضع رئيس مصر الجديد أمام مسئولية كبيرة واستحقاقات مهمة، لا مكان فيها لشارع أو ميدان، وترتضى حكم المؤسسة القضائية فى كل الملفات التى حسمتها.

 

هى الأخرى، رأت «الشرق» أنه بتسلم مرسى السلطة فى القاهرة من المجلس العسكرى بشكل رسمى يُنتَظر أن تدخل مصر مرحلة تنمية واستقرار تعطلت عنها بفعل اضطرابات سياسية وأمنية أطالت أمد المرحلة الانتقالية، مضيفة أن التعهدات المعلنة قد انتهت وبدأت مرحلة ينتظر فيها المصريون من رئيسهم أفعالا تحيل ما وعد به واقعا يسهم فى إرساء الاستقرار فى بلادهم ورفع معدلات التنمية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك