كيف خرجت البرازيل من خريطة الجوع العالمية فى 2014؟ - بوابة الشروق
الأربعاء 9 أبريل 2025 3:20 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

كيف خرجت البرازيل من خريطة الجوع العالمية فى 2014؟

البرازيل نجحت في تقليل معدلات الفقر - «أ.ف.ب»
البرازيل نجحت في تقليل معدلات الفقر - «أ.ف.ب»
حوار- ياسمين سليم
نشر في: السبت 3 يناير 2015 - 11:39 ص | آخر تحديث: السبت 3 يناير 2015 - 11:39 ص

- الحكومة تُقدم منحة تغطى بالكامل نفقات الأسرة من طعام وكتب مدرسية وملابس

- 14 مليون أسرة برازيلية استفادت من المنحة فى 2014 بتكلفة 1% من ميزانية البرازيل

- نصائح برازيلية: المرأة أفضل من ينفق... والفقراء ليسوا فى حاجة لتوثيق فقرهم.. ومصر قادرة على خفض معدل الفقر إذا كانت هذه أولوية الدولة

تعتبر التجربة البرازيلية فى مجال الدعم النقدى المشروط وغير المشروط، واحدة من أفضل التجارب فى العالم، فوفقا للنتائج التى حققها برنامج الدعم النقدى «منحة الأسرة»، أو «Bolsa   Famíli » الذى نفذته البرازيل فى أوائل 2003، خرج أكثر من 35 مليون شخص برازيلى من الفقر المدقع.

ويعد «منحة الأسرة»، أحد أكبر برامج التحويلات النقدية فى العالم، من حيث عدد المستفيدين به، لذلك حاورت «الشروق» المسئولين فى وزارة التنمية الاجتماعية ومكافحة الفقر البرازيلية، عبر البريد الإلكترونى، لمعرفة أبرز النتائج والتحديات التى واجهتهم وقت تنفيذ البرنامج، ونصيحتهم لمصر مع بداية دخولها مرحلة الدعم النقدى.

 

ما هو أكبر تحد واجهتموه عندما كنتم تعدون البرنامج؟ ومتى أطلقتموه؟

- أُطلق البرنامج فى أكتوبر 2003، فى بداية الفترة الأولى لحكم الرئيس البرازيلى السابق، لولا دى سيلفا، ويعتبر البرنامح واحدا من أكبر وأنجح برامج التحويل النقدى فى العالم، فضلا عن دوره الدولى المهم، وترتكز أهدافه على تخفيف وطأة حدة الفقر المدقع، من خلال تحويلات نقدية للأسر الموجودة تحت خط الفقر، حتى لا ينتقل الفقر عبر الأجيال، وذلك من خلال ضمان حق المستفيدين فى الصحة والتعليم، لذلك واجهنا عدة تحديات، منها على سبيل المثال كيفية الاستهداف والآليات والمراقبة وطرق وضع آليات مبتكرة ومثالية للتقييم وإدارة البرنامج.

وكان أول تحد واجهناه هو الوصول للأسر الأفقر، خاصة أن البرازيل بلد مساحتها كبيرة وتتسم بتعدد أعراقها وثقافتها، ولكى يتم التعامل مع ذلك، صممت الحكومة البرازيلية ونفذت برنامجا مبسطا يعتمد على بعض الأساسيات:

المرأة هى أفضل شخص فى العائلة يعرف كيف ينفق التحويلات النقدية، لأنها هى التى تعتنى بالأطفال.

المساعدات توجه للأشخاص الأفقر، الذىن يقل دخلهم عن خط الفقر المُصمم خصيصا لهذا البرنامج، وفى هذه الحالة لن يكون المستفيدون فى حاجة لتوثيق دخلهم، لأن المواطنين الأفقر يكسبون معيشتهم عن طريق وظائف صغيرة لا نستطيع إثباتها بالوثائق.

كيف استطعتم تحديد العائلات التى تستحق هذا الدعم؟

-المتطلب الوحيد للحصول على برنامج منحة الأسرة، هو دخلها، فالعائلات البرازيلية التى تحصل على 70 دولارا فى الشهر كمتوسط للدخل، يمكنهم الحصول على التحويلات النقدية، والعائلات التى تحصل على متوسط دخل شهرى ما بين 70 دولارا و140 دولارا ولديهم أطفال تحت 18 عاما، سيحصلون على التحويلات النقدية.

هل تعتقد أن فرض ضرائب مباشرة كان أفضل حل لتمويل البرنامج؟ أم أنه من الأفضل أن يتم تمويله مباشرة من الموازنة العامة؟

- لم نكن فى حاجة إلى فرض أو زيادة الضرائب لتمويل البرنامج، لكنه كان يُمول مباشرة من الموازنة العامة، ففى 2014 وصل عدد المستفيدين من برنامج منحة الأسرة، لنحو 14 مليون أسرة، بتكلفة بلغت1% من ميزانية الحكومة البرازيلية.

كيف ساعد البرنامج فى خفض معدلات الفقر فى البرازيل؟

-نجحنا فى الحصول على نتائج هائلة فى آخر 12 عاما، لقد تطور مركزنا فى معدل الفقر المزمن، استنادا لمعايير البنك الدولى، وتم الحد من عدم المساواة فى البرازيل، خاصة بين الطبقات الأفقر دخلا، ومختلفى الأعراق والفئات العمرية.

وتسبب البرنامج فى القضاء على الفقر المُدقع من خلال خطة البرازيل الوطنية، والتى أطلقت فى 2011 وهى عنصر مهم فى استراتيجة طويلة الأجل لسياسات الضمان الاجتماعى البرازيلية، وتسعى هذه الخطة إلى تحسين وصقل المهارات وتوسيع الفرص للأشخاص الذين يعيشون فى فقر مدقع، من خلال تحسين سياسات التحويلات النقدية، مثل «منحة الأسرة»، وزيادة فرص الحصول على خدمات الحماية الاجتماعية وتحسين نوعيتها، وتنفيذ مبادرات تستهدف مختلف الفئات الضعيفة مثل عمال القطاع غير المنتظم فى المناطق الحضرية، وأسر المزارعين، وهواة جمع المواد القابلة لإعادة التدوير، والمواطنين بلا مأوى، والمجتمعات المحلية التقليدية والشعوب الأصلية فى البلاد.

ومن خلال هذه الخطة سيتم إنشاء شبكة من الخدمات لتعزيز الحماية الاجتماعية، ووضع استراتيجية لمكافحة الفقر المدقع، ويركز مركز التدخل الحكومى الذى أنشئ لذلك، على تحسين أوضاع الحماية الاجتماعية ومساندة العاملين فى المناطق الريفية والحضرية فى مواجهة التغيرات التى طرأت فى سوق العمل.

إلى أى مدى استطاع البرنامج أن يغطى نفقات الأسر الأفقر فى البرازيل؟

- استطاعت «منحة الأسرة» أن تغطى بالكامل نفقات الأسرة الشهرية، فهذه المنح استخدمتها الأسر فى الطعام والكتب المدرسية والملابس، وواحد من النتائج الإيجابية للبرنامج هو أنه تسبب فى مضاعفة الناتج المحلى الإجمالى، فكل 1 دولار دفع للأسر تسبب فى حافز للنمو، بنسبة 1.78 دولار للناتج الإجمالى المحلى.

الحكومة المصرية تحاول ربط المساعدات النقدية بذهاب الأطفال للمدارس وحصولهم على الرعاية الصحية، مثلما تم فى منحة الأسرة، كيف ساعدت مثل هذه الشروط على إكمال الأطفال تعليمهم وتحسين صحتهم؟

- ساعدت «منحة الأسرة» البرازيل على الخروج لأول مرة من خريطة الجوع العالمية، بشهادة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو»، فما بين عامى 2002 و2014 كانت البرازيل ضمن افضل ثلاث دول فى مجال خفض عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية بنسبة 82%، كما انخفضت وفيات الأطفال بسبب الإسهال بنسبة 46% وانخفضت وفيات الأطفال الناجمة عن سوء التغذية بنسبة 58%.

كما حققت البرازيل نتائج إيجابية أخرى، منها زيادة أعداد المتمتعين بالرعاية الصحية قبل الولادة بنسبة 50%،  كما انخفضت معدلات الولادة المبكرة بـ 14%، ولذلك انخفض عدد الرضع الذين يولدون ناقصى الوزن، وأصبح 99% من الأطفال يحصلون على التطعيم، وانخفضت نسبة سوء التغذية لدى الأطفال الذين استفادوا من «منحة الأسرة» بنسبة 52% ما بين عامى 2008 و2011.

كما ساعد البرنامج الأطفال الذين يعيشون فى فقر على الانتظام فى المدارس، ففى الماضى، كانت مشكلة التسرب من التعليم مشكلة رئيسية، الآن البرنامج استطاع أن يمنح الحياة لـ 17 مليون طفل وتلميذ، وأصبح الحد الأدنى للانتظام فى المدارس بعد الاعتماد على البرنامج للأطفال من سن 6 إلى 15 عاما 85%، كما أصبح معدل التسرب من التعليم للمستفيدين من البرنامج أقل فى جميع مراحل التعليم الأساسى، ففى المرحلة الثانوية على سبيل المثال، بلغ مُعدل التسرب بين الأطفال المستفيدين من «منحة الأسرة»، نحو 7% بينما بلغ المعدل القومى حوالى 10.8%، والآن أصبح الأداء المدرسى ونسبة النجاح لهؤلاء الأطفال على نفس المستوى للأطفال الآخرين الموجودين فى شبكة التعليم العام.

كيف استطعتم حماية البرنامج من الفساد، أو بمعنى آخر ما الذى فعلتموه ليُصبح أكثر شفافية؟

-المنح تُدفع مباشرة للأسر عن طريق بطاقة بنكية، دون أى تدخلات أو وساطة، وفى كل شهر تنشر الحكومة الفيدرالية على موقع الإنترنت قائمة بالعائلات التى تحصل على «منحة الأسرة»، فضلا عن هذا فإن هيكل البرنامج يتضمن اللجان والحكومات المحلية، التى تشرف على عملية الدفع.

هل تعتقد أن مصر قادرة على النجاح فى خفض معدل الفقر من خلال هذه البرامج المشابهة لمنحة الأسرة.. وما هى نصيحتك لها فى هذا الشأن؟

-أى دولة تستطيع أن تنجح فى هذا، ولكنه من الضرورى أن تلتزم الحكومة بسياسات هذه البرامج بالكامل، وأن يتحول هدف الحد من الفقر إلى أولوية سياسية للدولة.

 نصائح برازيلية: المرأة أفضل من ينفق... والفقراء ليسوا فى حاجة لتوثيق فقرهم.. ومصر قادرة على خفض معدل الفقر إذا كانت هذه أولوية الدولة



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك