لم يدرك عم حمدان، بائع الخضار بحى مصر الجديدة أنه سيتحوّل فجأة لبطل شعبى، يتداول الجمهور صورته عبر مواقع التواصل الاجتماعى، ويهاتفونه من داخل مصر وخارجها من أجل شكره على ما قام به فى مواجهة أحد اللصوص فى ظل حالة من الغياب الأمنى تضرب أنحاء البلاد.
القصة التى جرت وقائعها قبل عدة أيام يرويها «عم حمدان» لـ«الشروق» قائلا: «كنت فى محل الخضار الخاص بى بميدان الذهبى بحى مصر الجديدة، وحينما جاء أحد زبائنى، ويدعى عماد، سائق إحدى السيارات بالمنطقة، فوجئت بمن يدفعه بعيدا عن السيارة ويدير محركها ليهرب بها بعيدا، فتشبث بها عماد وتعرض للسحل، واللص يجرى بالسيارة فى محاولة للهرب بها وسرقتها، فتبعته بسيارتى التى أعمل بها فى نقل الخضار وتمكنت بفضل الله فى توقيفه بشارع الميرغنى وقمنا بتسليمه لقسم شرطة مصر الجديدة واكتشفنا أن اللص مسجل خطر».
بعد نهاية الحادث، ودخول السائق عماد لأحد المستشفيات للعلاج، تداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعى، فيس بوك، صورة «عم حمدان» وبجوارها رقم هاتفه المحمول، وتلقى الأخير اتصالات عديدة تشكره على ما قام به من مختلف المحافظات مثل «الاسكندرية وبورسعيد والدقهلية».
وأضاف حمدان: «كما تلقيت اتصالا من اليمن، وكان من إحدى المصريات المقيمات هناك، وقالت لى إن مصر لا تزال بخير».
أكثر ما يزعج العم حمدان، هو غياب الأمن «نطالب المسئولين بالعمل من أجل رجوع الأمن للبلاد، فالموت أصبح خبرا معتادا، والناس جميعها فى حالة خوف، والبلطجية يعتدون على الناس ويخطفون الأطفال ويطلبون الفدية بدم بارد وهم يعلمون أن الأمن غير موجود».
ويختتم حمدان روايته: «سعيد جدا بما فعلت ولو لم أتمكن من ضبط اللص لشعرت بالفشل، سعيد أكثر بتقدير الناس، خاصة أن الدكتورة هبة السويدى، وهى واحدة من الشخصيات المعروفة بدعم ثورة يناير، بادرت بتكريمى ووضعت صورتى على صفحتها فى الفيس بوك»