«لم أندم على مشاركتى فى 30 يونيو، ولو عاد الزمن سأشارك بها مرة أخرى، فهى ثورة شعب ضد ديكتاتورية الإخوان، وموجة مكملة لثورة 25 يناير، الذين يسعون للقضاء عليها حاليا. ونحن لا نبالى بسجونكم أو تعذيبكم، فالثورة مستمرة، وستنتصر»، بهذه الكلمات دافع الناشط السياسى أحمد دومة عن مشاركته فى 30 يونيو، فى شهادة خاصة لـ«الشروق»، مسربة من داخل محبسه.
دومة، هو حبيس كل العهود، وصدر بحقه حكم بالسجن ثلاث سنوات على خلفية مشاركته فى وقفة أمام مجلس الشورى رافضة لقانون التظاهر، وتعرض للسجن 12 مرة خلال عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وفترة حكم المجلس العسكرى إبان المرحلة الانتقالية الأولى، والرئيس المعزول محمد مرسى.
هو ناشط سياسى ومدون وعضو مؤسس بحركة «شباب من أجل العدالة والحرية»، وعضو سابق فى اللجنة التنسيقية لحركة «كفاية»، ومتحدث سابق باسم ائتلاف شباب الثورة، ونجل سعد دومة أحد قيادات جماعة الإخوان بالبحيرة، إلا أنه انشق عنها احتجاجا على موقفها السلبى من إضراب 6 أبريل منذ عام 2008.
«حظيرة الخرفان»، كلمات كتبها دومة على الأرض أمام مكتب الإرشاد بالمقطم، بصحبة عدد من شباب القوى الثورية فى مارس 2013، وتعرض بسببها إلى الاعتداء عليه بالضرب برفقة الناشطة ميرفت موسى.
ويقول دومة فى شهادته: إن 30 يونيو كانت زلزالا دمر تنظيم جماعة الإخوان، لمشاركة ملايين الشعب المصرى من مختلف طوائفه، استكمالا لثورة 25 يناير التى قامت ضد الفساد والظلم والقمع من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، بعدما حاول الإخوان بتصرفاتهم الغبية القضاء على الثورة، وإبعاد شبابها عن الحياة، واتهام المعارضين لهم بـ«الخيانة والكفر».
ويضيف أن الإخوان حاولوا السيطرة على مفاصل الدولة، والتحكم فيها من خلال تغلغل أعضائها داخل مؤسساتها، دون محاولة لإشراك معارضيهم، ما دفع الإرادة الشعبية لقسم ظهر الجماعة، التى لم تتوقع أن تخرج تلك الملايين ضدها.
وبحسب دومة، فإن 30 يونيو كانت انتفاضة للشعب ضد الإخوان، فلا أحد فوق إرادة الشعب المصرى، عزل نظاما ورفض ديكتاتورية حكم الإخوان بعد ثورة 25 يناير.
ويواصل دومة شهادته، قائلا: حسن شاهين، أحد قيادات حركة تمرد، حدثنى عن الفكرة، واقتنعت بها لأنها كانت البديل الحقيقى على التغير السلمى، بعيدا عن العنف أو الصدام الذى سيقع مع الجماعة فى ظل سلمية الثورة.
ويتابع: طبعنا الآلاف من استمارة تمرد، وتجولنا فى الشوارع، ورأينا روعة الشعب ومشاركتهم الكثيفة ضد الإخوان، مؤكدا «أن سعادته كانت لا توصف عقب سقوط نظام الإخوان».
«شاركت فى الجبهة الموحدة لـ30 يونيو التى ضمت 78 شخصية من النشطاء من بينهم محمود بدر وحسام مؤنس وخالد البلشى، وقمنا بالتنسيق مع حملة تمرد لعدد من الفاعليات والحشد ضد انحراف الإخوان عن أهداف الثورة يناير»، يحكى دومة.
ويقول مستدركا «الآن هناك الآلاف من الشباب المظلومين فى السجون، وأغلبهم شارك فى ثورة 25 يناير وموجة 30 يونيو، ويبدو أن الدولة تعاقبهم على مشاركتهم، وتتعنت ضدهم، وتقوم بتصفية حساباتها».
وعن أهداف 30 يونيو، يقول «لم تحقق أهدافها، بل عادت بنا إلى نقطة الصفر؛ والثورة مستمرة حتى تحقق أهدافها وتنتصر فى النهاية».