أصبح الفنان التشكيلي الليبي المخضرم أخيرا يستطيع التعبير بحرية عما يشاء فاستخدم بقايا الذخيرة والشظايا مادة لإنتاج أعماله الفنية، أعمال الوكواك شأنها شأن العديد من المعروضات في متحف بنغازي، الذي يضمه قصر من عهد الملكية موضوعها الحرب في شهادة على جروح الانتفاضة التي استمرت ستة أشهر على حكم معمر القذافي.
وقضى الوكواك سبع سنوات في السجن، بعد أن رفض الاشتراك في حرب ضد تشاد في مطلع الثمانينات، كما سجن أخوه وابنه الذي عاد من طرابلس في الآونة الأخيرة بعد أن قضى سبع سنوات في سجن أبو سالم الرهيب، وذكر الوكواك أن الاعتقالات العشوائية كانت شائعة لدرجة أن معظم الليبيين كان لهم أقارب في المعتقلات.
لكن الفنان يأمل أن يعرض متحف بنغازي صورة أكثر إيجابية لليبيا في العهد الجديد، وقال الوكواك: إنه جمع بقايا الذخيرة التي أطلقتها قوات القذافي على بنغازي وصنع منها أعمالا فنية، ليدرك الناس والعالم كله أن ليبيا ليست بلد صراعات فحسب، بل فيها فنانون مبدعون، وجود المتحف الجديد في بنغازي يعتبره الفنانون المحليون نصرا لهم ودليلا على مستقبل مشرق للإبداع رغم اضطراب الأوضاع حاليا في البلاد.
ويضم المتحف قاعة غطيت جدرانها ببطاقات هوية "الشهداء" الذين قتلوا خلال الانتفاضة. كما يضم بين معورضاته لوحة عن مصور قناة الجزيرة التلفزيونية حسن الجابر الذي قتل رميا بالرصاص بالقرب من بنغازي في مارس. وبالقرب منها عمل فني عن قيس الهلالي رسام الكاريكاتير الراحل الذي تزين رسومه العديد من جدار بنغازي.
وذكر بعض زوار المعرض أن الأعمال الفنية التي يضمها أعادت إليهم ذكريات القصف والقنل في المدينة...وقال زائر يدعى حسن الجريدي إن بعض المعروضات ذكرته بالماضي ومنها صورة تضم أحد أصدقائه كان قد قتل في سجن أبو سالم. كما ذكرته بأحداث الانتفاضة على القذافي وقصف بنغازي بالطائرات يومي 20 فبراير و19 مارس. ويساهم متحف بنغازي في محاولات إعادة الحياة إلى طبيعتها بين سكان المدينة ولكن بدون سيطرة ورقابة نظام القذافي.