رأت صحيفتان غربيتان، صدرتا اليوم الأثنين، أن التحرك الإيجابي من جانب روسيا وإيران تجاه دعوة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، معاذ الخطيب، لإجراء محادثات مشروطة مع الحكومة، ساهم في انبثاق بصيص من الأمل بكسر جمود الأزمة الدبلوماسية في سوريا.
فمن جانبها، قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، "إن المجتمع الدولي ينظر إلى روسيا وإيران باعتبارهما المتحاورتين الدوليتين اللتين تستطيعان ممارسة ضغوط على الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تعهد بعدم التنحي على الرغم من استمرار الثورة الشعبية ضده لفترة تقرب من عامين، وهو ما خلف عشرات آلاف من القتلى وترك الملايين بدون مأوى".
وعلى الرغم من ذلك، ذكرت الصحيفة، في تقرير لها أوردته على موقعها الإلكتروني، أن دعوة الخطيب لإجراء محادثات مع الحكومة السورية تسببت في اندلاع موجة من ردود الفعل العنيفة من جانب المنشقين عن النظام، والذين اشترطوا تنحي الأسد قبل الدخول في أي محادثات، حيث ذهب البعض منهم لاتهام الخطيب، المهندس السني الذي ينتمي لعائلة دينية معروفه، ببيع قضيتهم المقدسة.
ورجحت الصحيفة ألا تستجيب الحكومة السورية لشروط الخطيب لإجراء المحادثات، والتي تتمثل في إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وتجديد جوازات سفر العديد من المعارضين المغتربين في الخارج، مشيرة إلى أن دمشق لم تصدر حتى الآن ردا رسميا على دعوة الخطيب، وقالت "إنه على الرغم من دعوة الأسد للحوار مع المعارضة إلا أنه استثنى منهم ما أسماهم ب"الإرهابيين"، وهو المصطلح العام الذي استخدمه الرئيس السوري ضد المعارضة المسلحة ومؤيديهم السياسيين".
وأضافت "لوس أنجلوس تايمز"، أنه في الوقت الذي اعتبرت فيه روسيا وإيران أن عرض الخطيب يعد تطورا إيجابيا، أبدى مسئولون من كلا الطرفين الروسي والإيراني مخاوفهم في جلسات خاصة من أن الخلاف مع الأسد، ربما يؤدي إلى عواقب وخيمة إذا ما أطيح بالأسد في نهاية المطاف.
كان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قد ذكر أن عرض الخطيب أثبت أن الواقعية قد سادت في النهاية، وأشار في الوقت ذاته إلى أن هذا الأمر لا يعني أن الحوار سوف يبدأ في أقرب وقت، نظرا لعدم امتلاك المعارضة فريقا تفاوضيا.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن مبادرة الخطيب تعد خطوة جيدة إلى الأمام ،لافتاً إلى قيامه بعقد اجتماع جيد للغاية مع الخطيب في ميونخ على هامش المؤتمر الأمني، وجدد موقف بلاده بضرورة إجراء محادثات تجمع الحكومة السورية والمعارضة وتهدف لإجراء انتخابات في سوريا.
وأفادت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن انبثاق الآمال بشأن إجراء محادثات في سوريا تزامنت مع صدور تقارير جديدة تؤكد مقتل ما يقرب من 5 آلاف مواطن سوري خلال الشهر الماضي وحده، ما يؤكد تصاعد الأعمال القتالية في بلد يفر منها آلاف كل يوم، واعتبرت الصحيفة ،في تعليق لها أوردته على موقعها الإلكتروني، أن هذه الأرقام السيئة، والتي صدرت من قبل المرصد السوري لحقوق الانسان في وقت تتفاقم فيه أزمة اللاجئين على المخيمات الحدودية في الدول المجاورة ، أكدت الضرورة الماسة لإيجاد شكل من أشكال الانفراجة الدبلوماسية.
ورأت أنه على الرغم من أن دعوة الخطيب للحوار مع الحكومة السورية ساهمت في تحقيق تقدم طفيف، لم تظهر حتى الآن أي بادرة توحي بانفراجة قريبة في المسألة المهمة، والتي قسمت مجلس الأمن الدولي وحالت دون إجراء محادثات سلام سورية، وهي مصير الرئيس بشار الأسد.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى إعلان نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن دعم واشنطن الكامل لموقف المعارضة بعدم قبول أن يكون الأسد جزءا من الحكومة الانتقالية القادمة بعدما امتلأت يداه بالدماء، وقال" من منطلق الاقتناع بأن الأسد يعد طاغية يتشبث بالحكم فإننا نرى أنه غير مؤهل لقيادة الشعب السوري لذا ينبغي أن يرحل".
وأوضحت "الجارديان" أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك كان أقرب لتأكيد التقارير التي تحدثت عن قيام الجيش الإسرائيلي باستهداف شحنة أسلحة سورية كانت متجهة إلى حزب الله من خلال غارات جوية عندما قال" إن ما حدث في سوريا قبل عدة أيام أثبت أننا عندما نقول شيئا فإننا نعنيه تماما".