قال مراسلون لرويترز، في موقع الأحداث: "إن مقاتلين أطلقوا صواريخ وطلقات أسلحة من أعيرة كبيرة، اليوم الأربعاء، في اشتباك قرب بلدة زوارة الغربية الليبية لليوم الرابع من الصراع بين ميلشيات متنازعة."
وكشف القتال عن مدى الاضطراب الذي تعانيه ليبيا بعد ستة أشهر من إنهاء انتفاضة شعبية مسلحة لحكم معمر القذافي، وعن مدى معاناة القيادة الجديدة لفرض سلطتها على البلاد.
وقال سكان محليون لفريق رويترز، الذي دخل زوارة، التي تبعد نحو 120 كيلومترًا إلى الغرب من العاصمة: "إن القتال تراجع عن اليوم السابق". وقالت الحكومة الليبية أمس الثلاثاء: "إن 14 شخصا قتلوا وأصيب المئات".
لكن أصوات الصواريخ روسية الصنع، من طراز جراد، كانت تُسمع بشكل متقطع على مسافة إلى جانب أنباء عن إطلاق النار من البنادق والمدافع المضادة للطائرات التي عدلها المقاتلون لضرب أهداف على الأرض.
وقال مسؤولون في العاصمة طرابلس، إنهم يرسلون قوات لاستعادة النظام في زوارة. وقال بعض السكان في البلدة: "إن بعض هذه القوات وصل بالفعل لكن العلامة الوحيدة الظاهرة على الوجود الأمني الحكومي، كانت طائرة تابعة لسلاح الجو الليبي، تحلق فوق البلدة".
وقال يونس الفونيس، الطبيب الجراح في مستشفى زوارة: "لقد هدأت الأمور لكننا لا نعرف ما سيحدث... استمر (القتال) طوال يوم أمس من الثامنة صباحا حتى وقت متأخر من الليل". وأضاف أن المستشفى الذي يعمل به، قدم العلاج خلال الأيام القليلة الماضية لعدد 125 مصابًا في القتال، وأنه سجل 8 وفيات. وتلقت إصابات أخرى العلاج في أماكن أخرى غير هذا المستشفى.
وقال الفونيس: "كطبيب ومما يمكنني رؤيته من المصابين الذين يأتون هنا (فالقتال) عنيف". ودار القتال بين ميلشيات من زوارة ومقاتلين من منطقتي الجميل ورقدالين المجاورتين على مسافة قريبة إلى الجنوب.
ويتكون سكان زوارة بصفة غالبة من الأمازيغ الذين عارضوا حكم القذافي خلال الانتفاضة، التي جرت خلال العام الماضي، أما جيرانهم في الجنوب فأغلبهم من العرب الذين كانوا موالين للقذافي.
وقال إسماعيل إفتيس، القائد الميداني في زوارة الذي كانت وحدته قريبة من خط المواجهة بجنوب غرب البلدة: "إن اليوم كان هادئا نسبيا لكن إطلاق النار لم يتوقف". وسُمعت أصوات إطلاق نار متفرقة، بينما كان يتحدث. وأضاف أن الهدوء الذي شهده اليوم ربما كان الهدوء الذي يسبق العاصفة.
والقتال الذي اندلع حول زوارة التي تقع على ساحل البحر المتوسط من نفس نوع الصراعات القبلية والعرقية، التي تتفجر منذ سقوط القذافي. وفي أغلب الحالات يكون العنف نتيجة لمزيج من الخصومات الثأرية التي تعتمل منذ عقود والانتشار الكثيف للأسلحة منذ الثورة، وغياب سلطة مركزية قوية.
وقال مسؤول في وزارة الداخلية لرويترز: "إن المواجهة بدأت يوم الأحد، عندما أطلقت مجموعة من رجال زوارة يقومون بالصيد النار على شخص من الجميل دون قصد. واحتجزوه لفترة قصيرة، ما أثار غضب سكان زوارة."
وفي مواجهة أخرى، أبرزت مدى هشاشة الوضع في ليبيا، قتل نحو 150 شخصًا في اشتباكات خلال الأسبوع الماضي، بين قبائل متناحرة في مدينة سبها بالجنوب.