على مسافة قصيرة من ميدان التحرير، وسط العاصمة المصرية، القاهرة، والذي كان مركزًا للانتفاضة الشعبية، التي أطاحت بحكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك، يوجد مقر مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة، والذي يعد أول مهرجان فني دولي كبير، تستضيفه مصر منذ تلك الانتفاضة الشعبية.
ويقول أحمد العطار، المدير الفني للمهرجان، الذي تنظمه مصر ودول أوروبية: "إن الهدف منه هو وضع القاهرة على خريطة الثقافة المعاصرة"، موضحًا أن الوقت الراهن هو المناسب أكثر لتحقيق ذلك.
وقال العطار لتلفزيون رويترز "في الماضي وقبل الثورة (الانتفاضة الشعبية على حكم الرئيس السابق حسني مبارك) كانت الحكومة ممثلة في وزارة الثقافة أو هيئات حكومية أخرى هي التي تنظم جميع المهرجانات الرئيسية في مصر. وكانت تلك المهرجانات أداة دعائية أكثر منها وسيلة لابتكار حدث فني ولذلك لم تكن تلك المهرجانات فعالة ".
وتعهد العطار بأن يختلف هذا المهرجان عن مهرجانات الماضي مضيفا لتلفزيون رويترز " وكان عدم وجود برامج لتلك المهرجانات من أهم المشكلات الرئسية التي لديهم. لذلك قررنا ان يكون لدينا في هذا المهرجان -مثل كل المهرجانات- مسؤولو برامج. وعليه وضعت أنا برنامج العروض باعتبارها مجال تخصصي ووضع محمود رفعت برنامج الموسيقى ووضعت ميا يانكوفيتش برنامج الفنون البصرية وكلاهما متخصص في مجاله. وكان هذا قرار هام من البداية".
ويقول المنظمون انهم يرغبون في ان يرسوا سوابق لحرية التعبير الفني في مصر. ويضيفون انهم يخشون من ان تزيد حكومة جديدة يقودها الاسلاميون في البلاد الرقابة وتقلص الحرية الفنية وهي مخاوف يشاركهم فيها كثيرون من العاملين بالفنون في أنحاء البلاد.
وقال أحمد العطار لتلفزيون رويترز "أرى ان الوقت الراهن هام للغاية لتحديد المعالم في مصر. لدينا مستقبل سياسي غير واضح والناس قلقون بشأن القادم. البعض قلقون جدا بشأن الغموض الذي يعتري الفترة القادمة. لا نعرف. وأرى ان الوقت الراهن هو وقت تحديد معالم بعينها لنكون بدأنا شيئا ما تحسبا لتفاقم سوء الوضع مستقبلا".
ولم يستخدم مسرح سينما راديو مقر هذا المهرجان منذ نحو 20 عاما وأعاد مسؤولو المهرجان افتتاح المسرح قبل انطلاق المهرجان بنحو أسبوع بعد ان نظفوه على عجل.
وبالاضافة الى مسرح وسينما راديو الذي يستخدم لتقديم العروض الموسيقية هناك زهاء 15 مكانا آخر للفنون البصرية والرقص الحديث والأعمال المسرحية والعروض الأخرى.ويشارك في هذا المهرجان ما يزيد على 150 فنانا من مصر والشرق الأوسط وغيرها.
ويقدم في هذا المهرجان عرض "نحن لسنا من الفضاء الخارجي" وهو عبارة عن عرض موسيقي راقص يسعى لتجاوز الحدود الثقافية واللغوية والجغرافية ويركز على ما يوحد بني الانسان.
ويقول منظمو المهرجان من مصر والمانيا والبرتغال ان هناك احساسا بضياع هذه العناصر بالاضافة الى ضعف ثقة الناس في النظامين السياسي والاقتصادي بمصر.
ويشارك في هذا العرض الراقصون محمد عبد الله شفيق من مصر وريتا فيلهيناه من البرتغال والمقيمة في هولندا وتوماس بروكش من النمسا والمقيم حاليا في المانيا.
وحضر الفنانون بأفكار مختلفة عن العرض وما يثيره بشأن قضيتي الانسانية والهوية... وقالت فيلهيناه انها جاءت ولديها فكرة سلبية للغاية بشأن الوضع الانساني لكن بروكش قال انه حضر برأي ايجابي للغاية الأمر الذي سبب مناوشات بينهما أثناء الاعداد لتقديم العرض.وحاول الفنانون تجنب الموضوعات السياسية الا انهم اتفقوا على استحالة ذلك لاسيما في اطار الوضع بمصر.
وقال محمد عبد الله شفيق لتلفزيون رويترز "هذا ما أحاول أن... لأن كما ترون نحن مختلفون للغاية ومن مناطق مختلفة. لذلك أحاول ان أوضح هويتي لكني في النهاية وجدت ان هويتي مفقودة..فمصر مفقودة. هذا ما يمكنني قوله".
وقدم العرض في مكانين تابعين للمهرجان ويأمل الفنانون المشاركون فيه في ان يقدموه في أماكن أخرى لاحقا. وستدور عروض المهرجان ولن يقدم العرض مرتين في مكان واحد.ويستمر مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة حتى يوم 14 ابريل الجاري.