أصدرت مجموعة من الخبراء والنشطاء السياسيين التى تشكلت فى أعقاب انطلاق ثورة 25 يناير والتى أطلق عليها البعض حينذاك اسم «لجنة الحكماء»، بيانا حول الأحداث التى شهدها ميدان العباسية أمس الأول وأسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا بين شهيد ومصاب.
وأعرب البيان الصادر عن المجموعة التى تتواصل منذ انطلاق الثورة عن قلقها من التراجع الكبير فى مسيرة التغيير الثورى، الذى تمثل خلال الأسابيع الأخيرة فى تفرق القوى الوطنية وتشرذمها.
وأضاف البيان، أنه فى سياق الوعى المتزايد بخطورة ما يجرى من حولنا، خصوصا ما وقع خلال الأيام الأخيرة من صدام سالت فيه دماء مصرية عزيزة، فإنه لا يسع أعضاء اللجنة إلا أن ينبهوا جميع القوى الوطنية إلى أمرين لا يجوز تجاهلهما أو القفز فوقهما:
الأمر الأول، هو الوعى الكامل بأن أى تفرقة وتشرذم خلال هذه الايام الفارقة لابد أن يحمل معه أخطارا كارثية تهدد مصر فى صميمها. وبأن التوقيت الذى تصاعدت فيه هذه الظواهر يثير الشكوك حول حقيقة القوى صاحبة المصلحة فى انتكاس الثورة وإجهاضها، وأن تفويت الفرصة على هذه القوى ينبغى أن تكون له الأولوية فى برامج جميع الفصائل المختلفة.
الأمر الثانى، أن استعراض البرامج والسياسات المعلنة من جانب القوى التى شاركت فى مسيرة الثورة، يكشف عن وجود درجة كبيرة من التوافق الطوعى والحقيقى بين جميع هذه القوى فى العمل السياسى والوطنى.
ودعا البيان جميع قوى الثورة والقوى المجتمعية الحريصة على نجاحها إلى تذكر أن المسئولية عن تأمين هذه الثورة تستقر بين يدى مؤسسات دستورية قائمة، على رأسها وبالتساوى بينها، المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومجلسا الشعب والشورى اللذان تأسسا بعد جهد كبير على أساس ديمقراطى صحيح، والوزارة التى تنتهى مهمتها التى أدتها خلال المرحلة الانتقالية، بانتخاب رئيس للجمهورية.
وأبدى البيان أسفه ممن يرفعون شعار «التوافق» ولكنهم يمارسون «المغالبة» للاستئثار والاستحواذ حتى يشغلوا أكبر مساحة من الفراغ المتاح للتسابق والمنافسة.
فى الوقت نفسه شدد البيان على أن المنافسة مشروعة تماما بشرط أن تحكمها أولويات الحرص على التماسك والترابط فى وقت الخطر وألا تنزلق الى المغالبة التى تخسر بها جميع القوى.
واختتم الخبراء والنشطاء بيانهم بالقول «إن قيادات القوى المجتمعية أحزابا وجماعات وائتلافات مسئولة أمام الله وأمام التاريخ وأمام شعب مصر عن إدارة هذه المنافسة المشروعة إدارة تعلى المصالح القومية الوطنية فوق المصالح الفئوية والحزبية، فى وعى كامل بالتحذير الإلهى الموجه للعاملين فى كل زمان ومكان».