مطربة فلسطينية تتبنى مشروعًا غنائيًا للحفاظ على الهوية - بوابة الشروق
الثلاثاء 7 مايو 2024 10:19 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مطربة فلسطينية تتبنى مشروعًا غنائيًا للحفاظ على الهوية

سناء موسى
سناء موسى
وليد أبوالسعود
نشر في: الثلاثاء 4 أكتوبر 2011 - 10:50 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 4 أكتوبر 2011 - 10:50 ص

«أغانى الأم والجدة التى نسمعها فى طفولتنا شكلت وجداننا وتعلمنا كيف نحب الحياة والوطن هذا هو الشىء الطبيعى لأى طفل فما بالكم لو كانت هذه الأغانى هى جزء من خطة للحفاظ على هويتنا القومية من الانقراض».. هذه هى دوافع المطربة الفلسطينية الشابة سناء موسى، التى تؤكد أنها جمعت مجموعة من الأغانى التراثية، التى تعود لفترة الاحتلال التركى العثمانى للشام وبعدها الاحتلال البريطانى وحتى عام ١٩٤٨، وقامت بتوزيعها بأسلوب جديد لتقدمها فى ألبومها الأول والذى أصدرته بعنوان «إشراقات»، وهى التى تعرفها سناء بأنها ليست نظرة استشراقية بل مجموعة ومضات أو بلغة السينما فلاش باك على الماضى والتراث الفلسطينى وهى تحتوى على ١٠ اغاني كل منها يمثل حلما عربيا موجودا منذ الأجداد، ومنها اغاني مثل «لسكن مصر»، والتى تنتمى تراثيا لمنطقة الجليل الأعلى بشمال فلسطين، وهى تدعو وتحلم فيها بالوحدة العربية من خلال رغبة السكن فى مدن عربية مختلفة كالقاهرة وتونس ويافا و«طلت البارودة»، والتى تنتمى لقضاء رام الله وتعبر عن لوعة فقد الأب أو الزوج أو الأخ فى الحرب و«زمانك يا حبيبى»، والتى تنتمى للناصرة، وهى من أغانى الغزل، وتشير موسى إلى أن مشروعها ينتمى لغناء الأدوار والمونولوج، وهو القالب الذى تطور فى  مصر فقط حتى الثلاثينيات، وهى تبحث عن المونولوج فى التراث الفلسطينى، وتعبر فيها عن أحلامها بصراحة ونفت موسى سعيها للاستفادة من شهرة هذه الأغانى مؤكدة أنها لم تبحث عن اغاني مشهورة، ولم تقم فقط بتجميع الأغانى بل زارت شمال فلسطين، ومرت بكل قراها لتجميع هذه الأغانى التراثية، التى علقت بذاكرتها مع غناء جدتها لها، وعاودها حلم البحث عن التراث عندما مات جدها، ومن هنا قررت أن تستكمل مشوار جمع تراث فلسطين الغنائى، وهى تجمعه بمنهج وتعد من يستمع لألبومها بوجود عنصر رابط بينهما هو عنصر المناجاة، وراهنت على تقديم اغاني غير معروفة وغير مستهلكة خصوصا أنهم وبعد عام ٤٨انقطعت أوصال وطنها، وتوقف التبادل الثقافى، فمثلا أغانى الساحل الفلسطينى موجودة فقط بغزة التى كانت معزولة عن الضفة لفترة طويلة والتراث الفلسطينى تجمد منذ النكبة العربية خصوصا مع تهجير الفلسطينيين خارج بلدهم وتشعر سناء بأهمية التأريخ لتراث بلادها، مؤكدة أنها لا تقدم شيئا معروفا بتوزيع جديد هى تقدم شيئا غير معروف بطريقة خاصة وقدمت ١٠ اغاني من أصل ٧٠ أغنية جمعتها فقط من الشمال الفلسطينى وبعض القرى بالضفة وهى تؤمن بوجوب وجود مشروع غنائى يجمع بين عناصره رابط واحد، وهى هنا تبحث عن الهوية الفلسطينية الغنائية.

 

أكدت أنها تحتاج لعشرات السنين لرصد التجربة الغنائية الخاصة بفلسطين خصوصا أن ما جاء قبل عام ١٩٠٠ كان الكل يغنى فى بلاد الشام ولكن مع الاحتلال وبداية الهجمة العنصرية الصهيونية عليهم وجب تجميع أوصال وشتات والحاجة لتجميع تراثهم الغنائى خصوصا أنها تنتمى لدولة افتراضية حتى الآن، وهى دولة تعيش فى ضمير كل عربى وفى وجدانه وتعيش فى خيالنا أكثر مما تعيش على الأرض تراها فى ثوب مطرز تراها فى مقطوعة موسيقية أو قطعة شعرية، فالفن أيضا يبقى وطنا حيا، ومن هنا يصبح الفن واجبا علينا وليس رفاهية، وهو نوع من أنواع النضال، وهى ترى أن الفلسطينى واجبه أن يقاوم وليس اختياره فقط، وتهدى سناء ألبومها إلى كل أسرى شعبها فى سجون الظلام وإلى شتات شعبها الفلسطينى، وتناشد من يسمع أسطوانتها ألا يتعامل معها باعتبارها مجرد أسطوانة تراثية بل أن يتعامل معها باعتبارها تخيلا وعودة لموسيقى تراثية فلسطينية خزنتها فى ذاكرتها منذ سمعتها لأول مرة، وهى فى الثالثة من عمرها وبدأت جمعها، وهى فى العشرين من عمرها ثم ظهرت فى الثلاثين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك