اليهود يهربون من فرنسا.. وباريس تتصدر نسب الهجرة لإسرائيل - بوابة الشروق
الثلاثاء 11 فبراير 2025 11:33 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

اليهود يهربون من فرنسا.. وباريس تتصدر نسب الهجرة لإسرائيل

القاهرة – أ ش أ
نشر في: الإثنين 5 يناير 2015 - 9:55 ص | آخر تحديث: الإثنين 5 يناير 2015 - 9:55 ص

سجلت فرنسا خلال عام 2014 رقما قياسيا من حيث عدد اليهود المهاجرين إلى إسرائيل حيث وصلوا إلى أكثر من سبعة آلاف يهودي لتتصدر بذلك فرنسا – ولأول مرة – قائمة الدول من حيث نسبة المهاجرين اليهود إلى الدولة العبرية.

ووفقا لبيانات الوكالة اليهودية التي أعلنت عنها بداية العام الجاري، فإن عدد المهاجرين من يهود فرنسا إلى إسرائيل قد تضاعف خلال عام 2014 بعد أن كان عددهم 3,293 شخصا عام 2013، متوقعة أن يستمر تدفق اليهود الفرنسيين خلال عام 2015 وأن يتجاوز عددهم العشرة آلاف مهاجر.

وتعتبر الجالية اليهودية في فرنسا ثالث أكبر جالية يهودية في العالم بعد الولايات المتحدة وروسيا، وأكبر جالية في أوروبا، حيث يوجد الآن نحو 600 ألف يهودي في فرنسا من أصل 13.4 مليون يهودي في العالم.

ويرجع المراقبون السبب وراء زيادة معدلات هجرة يهود فرنسا لإسرائيل إلى العديد من الأسباب أولها تفاقم الاضطهاد العنصري في فرنسا خلال السنوات الأخيرة وافتقاد الشعور بالأمان لدى المواطن اليهودي.

فاليهود في فرنسا يعانون باستمرار من المضايقات والتهديدات والعداء، فهم مكروهون من قبل اليمين المسيحي المتطرف في فرنسا الذي يعتبرهم جزءا من "الغرباء" الذين ينبغي كبح نشاطهم، كما أنهم منبوذون من قبل "الجاليات الأجنبية" الأخرى المكونة بشكل أساسي من المهاجرين المسلمين من أصول شمال أفريقية، ويواجهون مضايقات مستمرة على خلفية الصراع العربي الإسرائيلي.

وقد شهدت فرنسا خلال الأشهر الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في عدد الاعتداءات على اليهود وممتلكاتهم بشكل ملموس، وسجلت وزارة الداخلية حتى صيف العام الماضى أكثر من 500 جناية ضد اليهود ، وشملت تلك الجنايات اعتداءات على المعابد اليهودية ومحلات البيع اليهودية.

وتزامنا مع ذلك، أظهرت دراسة أجرتها "وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية" حول ظاهرة معاداة السامية في أوروبا ، أن 52 في المئة من اليهود الفرنسيين يرون أن معاداة السامية "مشكلة كبيرة جدا"، بينما وجدتها نسبة 33 في المئة "مشكلة كبيرة إلى حد ما".

ونتيجة لذلك، فإن نسبة 49 في المئة من اليهود المتواجدين في فرنسا يأخذون بعين الاعتبار إمكانية الهجرة، حتى لو لم تكن بالضرورة إلى إسرائيل حيث أن كثيرين منهم باتوا يخشون التجول في الشوارع خوفا من أن يتم التعرف على هويتهم الدينية ويتعرضون للأذى.

وفي هذا السياق أولى الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند وحكومته أهمية خاصة لهذه الإشكالية وكيفية التعامل معها. ففي الخطاب الذي ألقاه بمناسبة العام الجديد، أعلن أولاند أن محاربة العنصرية ومعاداة السامية ستتصدر الأولويات الوطنية خلال عام 2015 مشددا في خطابه على ضرورة محاربة الحركات الخطيرة والشعبوية الآخذة في الازدياد خلال السنوات الأخيرة.

جانبه تعهد وزير الداخلية الفرنسي، برنارد كازينوف، بجعل جهود مكافحة معاداة السامية "قضية وطنية" مؤكدا أن بلاده ستدافع عن اليهود الفرنسيين "بكل ما أوتيت من قوة".

إلى جانب تفاقم العنصرية، تعد الأزمة الاقتصادية من بين العوامل أيضا التي أدت إلى زيادة معدلات هجرة يهود فرنسا إلى إسرائيل. فاستمرار أزمات الاقتصاد وارتفاع معدلات البطالة، التي تفاقمت في عهد الرئيس أولاند، أدت إلى زيادة الشعور بالخوف لدى اليهود الفرنسيين، خاصة فئة الشباب، مما دفعهم إلى الهجرة بحثا عن سبل جديدة لكسب الرزق في الخارج خشية من تعرضهم للفقر داخل فرنسا. وفي هذا الصدد أوضحت البيانات أن نحو ثلثي المهاجرين من اليهود الفرنسيين في العام الماضي كانوا من الشباب تحت سن 44.

وتعد الخطة الاستراتيجية، التي اعتمدتها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوائل 2014، من أبرز العوامل التي ساهمت في تشجيع هذه الهجرة وتعزيزها، فهي المرة الأولى التي تقدم فيها الحكومة الإسرائيلية مشروعا محددا لهجرة اليهود من فرنسا.

وهدفت الخطة إلى "إنقاذ اليهود الفرنسيين" أو استقطابهم كمهاجرين إلى إسرائيل بحيث يصل عددهم إلى أربعة آلاف مهاجر في عام 2014، وخمسة آلاف في عام 2015، وستة آلاف في عام 2016، وذلك في ظل تراجع نسبة المهاجرين وارتفاع معدلات الهجرة المعاكسة خارج إسرائيل، على أن تنفذ هذه الخطة بالتعاون مع منظمات يهودية في فرنسا على رأسها المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية.

وشملت تلك الخطة أيضا زيادة أعداد المبعوثين الإسرائيليين المسئولين عن الدعاية الإعلامية في فرنسا والترويج لمميزات الهجرة إلى إسرائيل حيث تعقد الندوات وورش العمل المخصصة لعرض المساعدات والإغراءات المادية للراغبين للهجرة إلى إسرائيل سواء المتعلقة بالسكن أو التعليم أو القروض بالإضافة إلى الاعتراف بالرخص والشهادات الفرنسية في أغلب المجالات وتسهيل الطريق أمام رجال الأعمال للقيام بمشروعات وتخفيض الضرائب عليهم وغير ذلك من التسهيلات التي تهدف إلى تيسير دمج المهاجرين الجدد في المجتمع الإسرائيلي.

وقد اعتمدت الحكومة الإسرائيلية ميزانية بمبلغ 3,8 مليون يورو لإزالة ما أسمته بـ"العوائق الإدارية"، وتسهيل اندماج الوافدين داخل الدولة العبرية.

ويتفق المراقبون على أنه في ظل تصاعد الشعور العنصري المناهض لليهود في فرنسا واستمرار تردي الأوضاع الاقتصادية فإن هذه الزيادة الملحوظة في معدلات الهجرة سوف تتضاعف خلال السنوات المقبلة خاصة مع تزايد شعبية اليمين المتطرف داخل فرنسا وهو ما قد يؤثر سلبا على صورتها الديموقراطية كدولة تحترم الحقوق وتحمي الحريات.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك