أظهرت الزيارة الأخيرة لجون كيرى، وزير الخارجية الأمريكي الجديد لمصر، العديد من الحقائق بالنسبة لعلاقة الإخوان المسلمين ومؤسسة الرئاسة بالإدارة الأمريكية ودعهما الواضح لهم وخاصة فيما يتعلق برغبة أمريكا في حصول مصر علي قرض صندوق النقد الدولي، لكي تظل للولايات المتحدة اليد العليا في توجيه السياسة المصرية، وذلك حسبما أكد معارضون لـ«الشروق».
قال المهندس معتز الحفناوى، القيادي بالحزب الشيوعي المصري "السياسة الأمريكية تعتمد في الأساس علي أن تظل القيادة السياسية والاقتصادية المصرية، في حالة اعتماد كبير علي القروض التي تعطي بموافقة الولايات المتحدة الأمريكية، سواء من المعونة التي تقدمها أو من المؤسسات الدولية، لأنه يعطيها اليد العليا في توجيه السياسة المصرية والتحكم في الاقتصاد الوطني، بما يخدم مصالحهم ويقتل فرص التنمية الذاتية التي تخرج عن الإطار المخطط له".
وأضاف الحفناوي "من المهم جدا لأمريكا أن تظل القوي السياسية بمختلف توجهاتها في حالة احتياج في أن تأخذ موافقة أمريكا، حيث أن الجانب الاقتصادي هو المؤثر في هذه السياسات وبالتالي، القيادة سواء أكانت إخوان أو غيرهم، تضطر أن تضع السياسة والمصالح الأمريكية في الاعتبار الأول بالنسبة لها".
وأشار الحناوي: "الخطورة هنا أن يتحول القرض من إنعاش الاقتصاد إلي قيد يظل علي مر الأجيال القادمة مكبلا لحرية البلاد".
وأوضح الدكتور ياسر الهضيبي، نائب رئيس حزب الوفد، أن أمريكا يهمها حصول مصر علي قرض صندوق النقد الدولي، لكي يخرج نظام الإخوان من عثرته الاقتصادية في إدارة البلاد، قائلا: "من مصلحة أمريكا أن يستمر نظام الإخوان، وهم يدعمونهم، لأنهم في عهد مرسي ستكون علاقتهم بإسرائيل علاقة طيبة ويظل الكيان الإسرائيلي في مأمن من النزاعات مع مصر".
وشدد علي أن أمريكا تناست حقوق الإنسان في ظل دعهما للإخوان، مضيفا "ظلت أمريكا علي مدار عقود تتشدق بحفاظها وحمايتها لحقوق الإنسان، وغضت الطرف عن كافة الانتهاكات التي تتم في مصر منذ تولي دكتور مرسي حكم البلاد وذلك لقناعتها التامة أن وجود الإخوان في الحكم يخدم مصالحها في المنطقة".
واستطرد: "زيارة كيري لمصر كانت فاشلة تماما بالنسبة للمعارضة، بالرغم من محاولته الضغط علينا لخوض الانتخابات ولكننا لن نرضخ له أو لأوباما شخصيا، ولكنها علي الطرف الآخر مثلت طمأنة كبيرة للإخوان المسلمين ومؤسسة الرئاسة وأوصلت رسالة أن أمريكا تقف ورائهم وتدعهم بكامل جهودها وإمكانياتها".