إسعاف، سماد، تعيين، موظفون، عمال غزل ونسيج.. قطاعات وفعاليات عديدة ومختلفة، لم يجمع بينها سوى «الاحتجاج والتظاهر، والتجمهر، والشكوى»، رغم عدم الاتفاق المسبق، ورغم بعد المسافات بين المحافظات التى شهدت، أمس، موجة جديدة من موجات التعبير عن الغضب.
فى أقصى جنوب مصر، وتحديدا فى محافظة أسوان، نظم العشرات من العاملين فى مرفق الإسعاف، وقفة احتجاجية أمام ديوان عام المحافظة للمطالبة بضمهم إلى هيئة الإسعاف المصرية.
المشاركون فى الوقفة شكوا من «الأجور الزهيدة، رغم سنوات العمل المديدة»، وشكوا كذلك من «عدم التثبيت»، مطالبين بتحسين أوضاعهم والانضمام إلى هيئة الإسعاف، والمعاملة مثلهم مثل باقى العاملين فى الدولة، مهددين بالإضراب عن العمل، والاعتصام إلى حين «صدور قرار من وزارة الصحة بضمهم للهيئة».
الدكتور مجدى حجازى وكيل وزارة الصحة، فى المحافظة، قال لـ«الشروق»: «تمت الموافقة على ضم مرفق الإسعاف إلى الهيئة، وهناك لجنة من الوزارة من المقرر أن تزور أسوان فى 14 من الشهر الجارى، وتظل لمدة ثلاثة أيام لإنهاء إجراءات الضم».
وفى سوهاج، تجددت أزمة نقص الأسمدة الزراعية، واتهم المزارعون «عددا من المسئولين بصرف الأسمدة لأصحاب الحيازات الكبيرة فقط»، مشيرين إلى أن «الأزمة مستمرة بعد أن وصل سعر شيكارة السماد إلى 160 جنيها فى السوق السوداء، وتباع أمام مرأى ومسمع من مسئولى المحافظة».
المهندس مصطفى عبدالفتاح، وكيل وزارة الزراعة فى المحافظة قال معلقا على الأزمة: «رصيد الأسمدة الصيفية بالمحافظة بلغ 91 ألف 502 طن، لسد
احتياجات المزارعين مع زيادة الطلب عليها»، مضيفا: «تقرر زيادة حصة الأسمدة على أن يتم توزيعها طبقا لحصة المراكز وزمام القرى من خلال الجمعيات الزراعية وحسب المقررات لكل محصول بالسعر الرسمى».
وفى الشمال من سوهاج، حيث محافظة أسيوط، نشبت مشاجرة بين عمال النظافة المؤقتين المضربين عن العمل، وبين العمال المثبتين، الذين شكوا من منعهم من العمل من زملائهم المضربين لحين تحقيق مطالبهم والموافقة على التثبيت.
كان العشرات من عمال النظافة والورش العاملين بحى شرق وغرب ومركز ومدينة اسيوط، دخلوا فى اضرابا مفتوحا عن العمل للمطالبة بالتثبيت منذ 4 أيام، مما نتج عنه انتشار تلال القمامة والمخلفات بالشوارع الرئيسية بمدينة أسيوط.
وقال اللواء السيد البرعى، أنه قرر تشكيل لجنة برئاسة المهندس جمال آدم، السكرتير العام المساعد، بالتنسيق مع رؤساء الأحياء والمراكز لفحص موقف العاملين المؤقتين، ورفع مذكرة إلى التنظيم والإدارة لدراسة إمكانية تثبيتهم
وفى نفس السياق، واصل عمال مصنع كوكا كولا بالمنطقة الصناعية بعرب العوامر اضرابهم عن العمل لليوم الخامس على التوالى للمطالبة بصرف الحوافز والمكأفات، وتقليل ساعات العمل من 12 ساعة إلى 8 ساعات.
وقال مصدر من داخل المصنع إنه «حدثت اشتباكات بين العمال وبعضهم أمس، بسبب محاولة استئناف العمل، ما استدعى تدخل قوات من مركز شرطة ابنوب لفض المشاجرة».
على جانب آخر هدد العاملون فى صندوق تحسين الخدمة بالمدينة الجامعية للطلاب والطالبات ومركز البحوث الزراعية بفرع جامعة الأزهر بأسيوط، بالتظاهر أمام قصر الرئاسة والإضراب عن الطعام احتجاجا على قرار رئيس جامعة الأزهر «التعسفى» بفصلهم عن العمل منذ الأول من شهر يونيو الماضى.
وقال عدد من العاملين: «توجهنا الى مقر عملنا بالمدينة الجامعية ومركز البحوث وفوجئنا بقرار فصلنا من العمل بحجه عدم وجود أرصدة مالية بصناديق الخدمة».
وشهدت محطات السكك الحديدية بمحافظة المنيا، حالة شديدة من الارتباك، نتيجة انتشار الباعة الجائلين، وغياب الرقابة والأمن داخل القطارات، مما يتسبب فى تعطيل حركة القطارات لأكثر من ساعة يوميا.
ولليوم الثانى على التوالى، شهدت محطة مطاى، أمس، تعطل الحركة لأكثر من ساعة بسبب عبث بعض الباعة الجائلين بـ(صمام هواء) القطار لإجبار القطارات على التوقف فى المكان الذى يرغب البائع النزول فيه، وهو ما أثر بالسلب على حالة الركاب ومصلحتهم وخطوط السير والمواعيد.
فى محافظة المنوفية، اعتصم نحو 350 عاملا فى شركة النيل للغزل والنسيج الرفيع بمدينة السادات، داخل الشركة وأغلقوا البوابات، وطردوا الإداريين خارج الشركة للمطالبة بزيادة العلاوة الاجتماعية والتأمين.
العمال طالبوا المستشار أشرف هلال، محافظ المنوفية، بالتدخل لدى مسئولى الشركة لحل مشكلتهم.
وتقدم السيد على أحمد (38 عاما) المدير الإدارى بالشركة، ببلاغ إلى مركز الشرطة حمل رقم 2853 إدارى مركز السادات، يتهم العمال بالتوقف عن العمل وطرد الموظفين الإداريين وغلق البوابات أمام مسئولى الشركة.