أقامت السفيرة الأمريكية بالقاهرة آن باترسون مساء الأربعاء، حفل استقبال بمقر السفارة بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال الأمريكي.
حضر الاحتفال اللواء محمد العصار- عضو المجلس العسكري، ولفيف من قادة ومسئولي الأحزاب والقوى والحركات السياسية والسفراء الأجانب المعتمدين بالقاهرة، ورجال الإعلام والصحافة ورجال الأعمال؛ حيث تم الاحتفال وسط استعدادات أمنية مكثفة أحاطت بمقر السفارة.
وأكدت السفيرة في كلمتها مستحضرة كلمات وثيقة إعلان الاستقلال التي كتبت قبل 236 عامًا، أهمية هذه المناسبة بالنسبة للأميركيين؛ موضحة أن الولايات المتحدة تؤمن بأن هذه الحقائق بديهية؛ وهي أن البشر خلقوا متساوين، وأن خالقهم حباهم بحقوق معينة لا يمكن نكرانها والتصرف بها؛ وأن من بينها الحق في الحياة والحرية؛ والسعي في سبيل نشدان السعادة؛ وأنه لضمان هذه الحقوق تنشأ الحكومات بين الناس مستمدة سلطاتها العادلة من موافقة المحكومين.
وأضافت باترسون، إن "هذه الكلمات تحمل معانٍ خاصة بالنسبة لنا هذا العام في مصر، حيث انتقلتم إلى الأمام في طريقكم إلى الديمقراطية".
وأشارت إلى أن الأمريكيين فخورون بالانجازات الديمقراطية ولكنها تتفهم أيضًا مدى صعوبة بناء أمة ديمقراطية. بالإضافة إلى الانتخابات المنتظمة لاختيار قادة جدد؛ فإن الأميركيين يعتمدون على حماية الحقوق والممارسات الديمقراطية في الحياة اليومية، فضلاً عن مؤسسات قوية؛ وإجراءات مرنة ومنظمات فعالة تنتمي للمجتمع المدني.. كما تعتمد أيضًا على قطاع خاص قوي لخلق النمو الاقتصادي لتحقيق توقعاتنا للمستقبل.
وقالت إنه مثل كل الديمقراطيات، ما زلنا نواصل جاهدين النضال من أجل تحقيق التوازن الصحيح بين الحريات المدنية والأمن، وبين دور الحكومة ودور القطاع الخاص؛ وبين الإنفاق على الاحتياجات الحالية للسكان أو الاستثمار في المستقبل.
وأشارت إلى أن قضايا الأعراق والهجرة كانت من بين القضايا الأكثر إثارة للجدل في تاريخ بلدها. كما أن دور الدين في الحياة العامة ظل مصدرًا دائمًا للجدل. إن الأمريكيين هم أول من يعترف بأننا ارتكبنا أخطاء في مسارنا؛ ولكننا نستلهم الطمأنينة من يقيننا بأنه في نوفمبر القادم سوف نقوم مرة أخرى بالمشاركة في الانتخابات الوطنية لاختيار رئيسنا ومؤسستنا التشريعية الكونجرس.
وقالت السفيرة الأمريكية بالقاهرة آن باترسون، إن "4 يوليو يعتبر مناسبة للأمريكيين كي يؤكدوا ثقتهم في قدرتنا على حل هذه القضايا بطريقة ديمقراطية؛ من خلال قادتنا المنتخبين وسلطتنا التشريعية؛ ومحاكمنا".
وأضافت أن الأمريكيين يؤيدون مصر هذا البلد الكبير والتاريخي في قلب العالم العربي وهي تمضي قدمًا في بناء الديمقراطية؛ قائلة إن "انتخابات هذا العام ألهمت الناس في الولايات المتحدة وحول العالم".
وتابعت "أنا كشاهدة مسجلة خلال انتخاباتكم؛ رأيت الخطوات الكبيرة التي خطتها مصر إلى الأمام العام الماضي؛ حيث اصطف الشباب والشيوخ والنساء والرجال في الطوابير لكي يدلوا بصوتهم.. في الأشهر المقبلة؛ سوف تضع مصر دستورًا يحدد توزيع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية الموافق عليها؛ ويفصل حقوق المواطنين".
وشددت على أن عودة برلمان منتخب ديمقراطيًا, بعد عملية يقررها المصريون, سيكون خطوة مهمة إلى الأمام. وعندما تكونوا جاهزين, ستجدوا الأمريكيين مستعدين لنشمر عن سواعدنا من أجل العمل للمساعدة في إعادة بناء الاقتصاد المصري, لأننا نعلم جميعًا أن نجاح التجربة الديمقراطية مرهون بقدرتنا على إعادة المصريين إلى الإنتاج مرة أخرى, ونمو الاقتصاد.
ومضت تقول "إنه وفى أوقات الأزمات الوطنية, أو الحرب, نفخر كأمريكيين بقدرتنا على التوحد من أجل أهداف مشتركة مهمة حتى عندما يكون لدينا خلافات سياسية عميقة. والمصريون أيضًا, قد ثابروا معًا من أجل عبور مرحلة صعبة ويحتاجون للبدء في العمل معًا من أجل مستقبل مصر".
وأضافت "إنكم ولكي ترسخوا ديمقراطيتكم وتشجعوا المستثمرين والسياح على العودة, فمصر تحتاج إلى مشاركة كل مواطنيها -نساء ورجالا. فالبلد التي تريد أن تأخذ مكانها الصحيح في الاقتصاد العالمي لا تستطيع أن تعوق نصف سكانها أو أن تميز ضد مجموعات من مواطنيها".
واختتمت كلمتها موضحة أن الولايات المتحدة -في ذكرى استقلال أمريكا- تبسط أيديها لأصدقائها هنا في مصر من أجل الشراكة في العمل الذي ينتظرنا، وقالت إن دعم التحول الديمقراطي في مصر هو واجبنا وفقًا لتاريخنا الديمقراطي. كما أن رؤية مصر تنهض و تزدهر مرة أخرى شرف لنا.