محاكمة مبارك ومرسي بين استعطاف المصريين ومحاول إظهار الثقة بالنفس - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 2:22 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محاكمة مبارك ومرسي بين استعطاف المصريين ومحاول إظهار الثقة بالنفس

مبارك و مرسى-ارشيفية
مبارك و مرسى-ارشيفية
كتبت - إيناس حامد
نشر في: الثلاثاء 5 نوفمبر 2013 - 3:38 م | آخر تحديث: الثلاثاء 5 نوفمبر 2013 - 6:03 م

عاصر المصريون خلال عامين محاكمة رئيسين، أولهما أطلقوا عليه "الرئيس المخلوع" وهو حسني مبارك، والآخر لقب بـ"المعزول" وهو محمد مرسي. حيث بدأت أولى جلسات محاكمة مبارك في الثالث من أغسطس 2011، أما محاكمة مرسي بدأت محاكمته أمس الرابع من نوفمبر الجاري.

محاكمة "مبارك" كانت تبث على الهواء مباشرة أمام ملايين المصريين، في حين اكتفى التليفزيون المصري بعرض عدد من اللقطات المسجلة لمحاكمة "مرسي"، الأمر الذي يصفه دكتور محمد شومان، عميد المعهد الدولي للإعلام بالقرار غير الحكيم لأنه يحرم المواطن من حقه في المعرفة والاطلاع على كافة المعلومات التي تخص محاكمة رئيسه السابق، مما سيزيد من فرصة إطلاق الشائعات حول ما جرى بالمحاكمة وسيقلل من ثقته بالسلطة الحالية ومدى حرصها على حرية الرأي وحرية تداول المعلومات بعد 30 يونيو.

كان وصول مبارك لحضور أولى جلسات محاكمته بواسطة طائرة عسكرية نقلته إلى أكاديمية الشرطة، حيث دخل ممدًا على سرير طبي وهو يرتدي بدلة السجن البيضاء بصحبة ولديه جمال وعلاء مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي؛ ليواجهوا جميعًا تهم بالفساد وقتل المتظاهرين، في حين أظهرت إحدى لقطات محاكمة مرسي وصوله منفردًا بسيارة "ميكروباص"، ليواجه تهمة قتل المتظاهرين بأحداث قصر الاتحادية، ودخوله قفص الاتهام على رجليه مرتديًا بدلة عادية.

وتعليقًا على هذه اللقطات، قالت رغداء السعيد الخبيرة في لغة الجسد، إن ارتداء مبارك البدلة البيضاء تشير إلى قبوله بالواقع الجديد كونه متهمًا، في حين جاء وصوله إلى مقر المحاكمة ممددًا على السرير، ليكسب تعاطف المشاهدين، رغم أنه كان يرتدي حذاء أسود وهو ممددًا على السرير، مما يعني أنه يستطيع الحركة وكان يمشي بشكل طبيعي قبل وصوله.

وأضافت خبيرة لغة الجسد، أن الأمر مختلف في حالة الرئيس المعزول محمد مرسي، لأنه جاء مرتديًا بدله سوداء مما يدل على حالة من الإنكار للواقع الذي أصبح عليه، فضلا عن عدم اعترافه بمحاكمته واقتناعه التام بأنه رئيس مصر الشرعي، كما أن وقوفه قبل دخول المحكمة لعقد زرار الجاكيت بكلتا يديه دليل على رغبته في إظهار ثقته لمن حوله، ودخوله إلى القفص رافعًا رأسه لأعلى تدل على استعلائه على المحكمة، وابتسامته الخفيفه تشير إلى رغبته في إضاعة فرحة من تهللوا باعتقاله كونه لا يكترث بالمحاكمة.

وعلى جانب آخر، أشارت السعيد إلى أن الحركة الجسدية لنجلي مبارك داخل القفص كانت تدل على توترهما، ومحاولتهما الوقوف أمام مبارك لإخفائه عن الكاميرات وإيصال رسالة له أننا بجانبك نحميك، ولن نتخلى عنك، أما في حالة مرسي فقد قام أنصاره داخل القفص بالتصفيق له أثناء دخوله، مما أعطى انطباعًا أنهم صامدون وكذلك لإيصال رسالة لمؤيديهم بالثبات.

من ناحيته، قال دكتور عمار علي حسن، أستاذ العلوم السياسية، إن محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك كانت أكثر تأثيرًا في نفوس المصريين، حيث انتظرها الملايين بشغف كبير ليشاهدوا لأول مرة رئيسًا حكمهم 30 عامًا داخل قفص الاتهام، بالإضافة إلى أن تنحي مبارك شابه الكثير من الغموض خاصة في الساعات الأخيرة لحكمه، وكان المصريون يتوقعون من متابعة محاكمته أن يعرفوا ماذا حدث مع مبارك.. هل تخلى عن السلطة بإرادته أم تنحى رغمًا عنه بتدخل أجنبي أو من خلال انقلاب الجيش عليه.

وأضاف حسن أن عدم إذاعة محاكمة مرسي قد يكون بسبب خشية متخذ قرار منع البث من ترديد مرسي قوله أنه الرئيس الشرعي للبلاد، وأن ما حدث انقلاب لا يعترف به فيكون عاملا مؤثرًا على المجتمع الدولي ضد مصر، أو قد يكون السبب حتى لا يكون هناك إشارة معينة بين مرسي وأنصاره يقومون بها خلال المحاكمة توجههم نحو تصرف معين يضر بالبلاد.

وأوضح أن محاكمة مرسي لم يكن لها هذا الشغف أو الرغبة في المتابعة من المصريين خاصة بعد الفيديوهات التي أذيعت للفريق أول عبد الفتاح السيسي وكذلك حواره بإحدى الجرائد المصرية، والتي كشف بها عددًا من الأمور التي جرت قبل عزل مرسي، فلم يكن لدى المصريين اهتمام كبير بمتابعة محاكمته.

ويختتم أستاذ العلوم السياسية بالقول: أن محاكمة مبارك شهدت إجماعًا من غالبية المصريين على وجوب محاكمته على ما ارتكبه من جرائم في حقهم، وكان أنصار مبارك يمثلون شريحة صغيرة في المجتمع لكن محاكمة مرسي تأتي وسط انقسام بين المصريين حول إدانته بما نسب إليه من تهم، فحظي بشريحة كبيرة من المؤيدين له.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك