* غيرتى على مصر تدفعنى لرفض كل عروض الغناء فى الدول التى تسىء إليها.. وأتمنى أن يلتمس لى الجمهور العذر لأن أخطائى غير متعمدة
* لست مطربة «كسولة».. و«نساى» تأخر 4 سنوات لأنى لا أعمل بمنطق «تعبية الأغانى»
* لن أسمح لأحد أن يخدعنى مرة أخرى.. وحسام حبيبى يساعدنى على الاستثمار فى نفسى
* زيارة زياد الرحبانى لمنزلى وسام على صدرى.. وأتمنى أن يجمعنى به عمل فنى قريبا
* الغناء فى دار الأوبرا المصرية شرف لأى فنان.. وليس صحيحًا أننى أشترط مبالغ ضخمة للوقوف على مسارحها
* أتمنى أن تقيم الدولة مسرحا كبيرا فى العاصمة الإدارية الجديدة يكون قبلة لنجوم الغناء فى مصر والعالم.. وأطالب بتسهيل التصوير فى الأماكن السياحية والأثرية
* كنت أمزح عندما قلت أننى أقص شعرى عند «حلاق» زوجى.. لكن حصول الكوافير على 3 آلاف دولار «حرام»
* حديثى عن «رفع البطانة» فى حفل رأس السنة كان حقيقيا وليس سخرية من رانيا يوسف
مع كل حفل غنائى تحييه الفنانة شيرين عبدالوهاب، تثير الجدل ببعض الجمل التى تطلقها باعتبارها مجرد «نكتة» لتضحك الجمهور، بينما يكون صداها على أرض الواقع كبيرا يصل إلى تعرضها لاتهامات بالإساءة لمصر.
«الشروق» التقت الفنانة الموهوبة شيرين عبدالوهاب عقب حفل رأس السنة التى أقامته فى أحد فنادق القاهرة، فى حوار شامل، تتحدث فيه عن الأزمات المتكررة التى تتعرض لها بسبب «زلات» لسانها، وكذلك عن ألبومها الأخير «نساى» الذى طرحته أخيرا، كما تكشف سبب زيارة زياد الرحبانى لمنزلها.
تقول شيرين: فى كل مرة، أصاب بالرعب من ردود الأفعال التى تحدث على ما أقوله، فأنا خلال الحفلة أعتقد أننى أقول جملة تضحك الجمهور فى الفواصل بين الأغانى كنوع من التواصل، لكنى أكتشف أن الموضوع كبير جدا.
لكن ليس من المعقول عندما أقول «نكتة» يتهمنى أبناء بلدى بأننى لست وطنية، الحقيقة عندما أقرأ أو أسمع هذا الكلام تصعب على نفسى، فالتشكيك فى وطنيتى يؤلمنى، خاصة أن الجميع يعلم أننى أكون حسنة النية عندما أتحدث.
وتابعت متسائلة: هل طبيعى أن يتم التشكيك فى وطنيتى، وأنا رفضت إقامة أى حفلات فى قطر أو أى دولة تسىء لبلدي؟!
ولا أذكر ذلك من باب استعطاف أحد، ولكنى بالفعل مثل كل مواطن يحب بلده ويغار عليها، لا يمكن أن أغنى فى أى بلد تسىء إليها.
* إذا كنتِ تشعرين بحجم المشكلة فلماذا لا تتعلمين من أخطائك؟
ــ ما أقوله لا يعجب شريحة كبيرة من الناس، لذلك يجب أن أتوقف عن اطلاق هذه النكات بالحفلات، لأننى لا أريد مضايقة أحد، وأتمنى أن أكون مثل «النسمة»، ويأتى اليوم الذى لا يشتكى منى أحد.
لكن الواقع يقول إننى حتى الآن أقع فى أخطاء غير مقصودة، وأتمنى أن يلتمس الجمهور لى العذر، لأن هدفى يكون إسعاد الجمهور وليس مضايقته.
* لكنك تعمدت السخرية من رانيا يوسف عندما قلت «3 ثوانى علشان البطانة اترفعت»؟
ــ أقسم بالله أننى لم أقصد السخرية من رانيا يوسف، لأن البطانة بالفعل «اترفعت»، فاستأذنت الجمهور حتى أضبطها. وبالمناسبة أنا لست من الذين يتصيدون لأحد الأخطاء، فرانيا يوسف بنت بلدى، ومن المستحيل أن أجرحها بالسخرية من موقف تعرضت له، لأن الجميع يخطئ، ولابد أن يكون المجتمع متسامحا ورحيما.
بالمناسبة، الشىء الوحيد الذى قلته فى حفل رأس السنة، وكنت أتعمده، هو حديثى عن الكوافير الذى يحصل على ثلاثة آلاف دولار، لأنى أرى ذلك «حرام»، فهذا المبلغ يمكن أن يغير مصير أسرة تحتاج اليه، يمكن أن يجهز عروسة، يمكن أن يساعد مريضا، يمكن أن يحل أزمة مواطن، فأنا سيدة مسئولة، وربنا يجعلنى سبب فى أن تظل هذه البيوت مفتوحة.
ورغم أن الناس فهمت كلامى خطأ بأننى بالفعل أذهب لنفس «الحلاق الرجالى» الذى يذهب إليه زوجى حسام حبيب، وهذا لا يحدث، إلا أن ما كنت أقصده من هذه «النكتة» اننى قصصت شعرى مثل البدايات، وأقوم بتسريحه بـ«جيل» قبل أن أذهب للحفله، حتى لا أضطر لدفع 3 آلاف دولار فى كل حفلة لكوافير، خاصة أن هذا الرقم يمكن أن يوفر لكثير من المواطنين الذين لا يجدون قوت يومهم حياة كريمة.
* هل الضغوط التى تتعرضين لها بين الحين والآخر هى التى دفعتك لاتخاذ قرار مفاجئ بالاعتزال قبل أن تتراجعى عنه سريعا؟
ــ عندما قلت فى لحظة غضب أننى سأجلس فى البيت وأعتزل الفن، ربما كانت رسالة لأقرب الناس لى، بأننى أستطيع أن أتخلى عن هذه الشهرة فى أى وقت، ولكن بعد أن أعلنت القرار اكتشفت أنه ليس من حقى اتخاذه، فهناك جمهور كبير يحبنى، ولا يستطيع أن يعيش يومه بدون أن يستمع لصوتى، فتراجعت سريعا لأننى وجدت أنه ليس من الطبيعى أننى بعد أن وصلت للمكانة التى كنت أتمناها، أتنازل عنها بهذه السهولة.
* لماذا تأخرت 4 سنوات حتى طرحت ألبوم «نساى»؟
ــ العزيز دائما يكون غاليا، فلا يوجد أسهل من طرح الألبومات، لكن انا لا أعمل بمنطق «تعبية الأغانى»، فأنا أبحث عن الجيد، حتى يكون انتظار الجمهور لشىء يستحق.
ولا يجب أن ننسى أننى لم أغب عن الجمهور بشكل كامل خلال هذه الفترة، فقد طرحت مسلسل «طريقى» الذى حقق نجاحا كبيرا، وكان يضم عددا من الأغانى، وتواجدت أيضا من خلال برنامجى «ذا فويس» الذى كنت أشارك فى لجنة تحكيمه، وكذلك «شيرى استوديو» الذى كان قائما على الغناء، بالإضافة إلى حفلات ومشاركات فى المهرجانات بجميع أنحاء الوطن العربى، فالحمد لله أنا متواجدة بشكل مشرف ونشط طول الوقت، ولست مطربة كسولة.
* هل كان لحسام حبيب دور فى هذا الألبوم؟
ــ كان له دور كبير، فبمساعدته استطعت أن أطرح ألبوم «نساى» بشكل يواكب العصر، و«حسام» إنسان صريح وليس منافقا، وعندما استمع للألبوم قال إنه يحتاج بعض التعديلات، لكن اذا كان البعض سيغضب من خروج أغنياته فيمكن أن نطرحها بشكل منفرد، وهو ما حدث بالفعل بطرح اغنيتين مع احدى شركات الاتصالات، ثم تم طرح الألبوم كاملا بعد إضافة عدد من الأغنيات منها «نساى»، و«بحبك من زمان»، و«بياعين الصبر».
والحمد لله أن مجهودنا لم يضع هدرا، والجمهور أحب الألبوم وكل يوم يكتشف فيه الجديد.
وكثير من الأصدقاء فى الوسط الفنى، قالوا إنهم يشمون رائحة «حسام» فى الألبوم ويشعرون بوجوده، فهو كان مشرفا ومتابعا للمزيكا والصوت، وهذا يشعرنى بالأمان، فكم هو جميل أن يكون نصفك الثانى دليلك ليس فقط فى الحياة وإنما فى العمل أيضا.
وأنا وحسام نقدر ونساعد بعض جدا، ونتمنى أن يرى كل منا الآخر فى مكانة أفضل بكثير من التى عليها.
* هل حسام حبيب يتولى إدارة أعمالك؟
ــ لأننى مسئولة منه كزوجة، عندما يكون هناك اتفاقات كبيرة يتدخل، لأنه «أشطر منى» فى البيزنس، فالشراكة بينى وبين حسام حبيب ليست فى المنزل فقط، وإنما فى العمل أيضا، ونحن منذ فترة طويلة أصدقاء وكل منا يقدر مميزات الآخر جدا.
فحسام حبيب هو الذى يساعدنى على الاستثمار فى نفسى، لأننى لست عقلية تجارية، أما هو فدرس البيزنس، ويتميز بالقدرة على التسويق، وهو ما تحقق بالفعل فى الألبوم الأخير.
الآن، أصبحت أعرف جيدا قيمة المنتج الذى أقدمه، ولن أسمح لأحد أن يخدعنى مرة أخرى، بأن يعطينى «كام مليون»، ثم يعاملنى مثل غيرى، فأنا فضلت ألا أتقاضى مالا مقابل الألبوم لأكون ملك نفسى، وليكون الفن الذى أقدمه ملك أسرتى من بعدى.
فلم يشغلنى فى هذه التجربة تحقيق مكسب مالى سريع بالتعاقد مع شركة انتاج، واخترت أن يكون المكسب تدريجيا ومرتبطا بنسب استماع الجمهور عبر الوسائط المتعددة، التى تعبر عن حجم النجاح.
* صورت 3 أغنيات من الألبوم هى «نساى» و«بحبك من زمان» و«حبه جنة».. لماذا فى إيطاليا؟
ــ قمنا بتصوير الكليبات الثلاثة فى جزيرة بإيطاليا تشبه شرم الشيخ تسمى «ترييستا»، ولن يصدقنى أحد، عندما أقول بأننا اكتشفنا أنها بلد جدة حسام حبيب، بالمصادفة، فالذى اختار موقع التصوير كريم الحميدى صاحب الشركة التى أشرفت على الألبوم.
والكليب الأول الذى طرح بالفعل كان لأغنية «نساى»، أما «بحبك من زمان» و«حبه جنة» فلن تكونا مصورتين بالكامل، سأظهر فى جزء من الأغنية والجزء الآخر سيكون بطريقة «ليركس فيديو»، حتى أرضى الجمهور الذى يحب أن يشاهد الأغانى مصورة، فى وقت أصبح فيه كل شىء مكلفا جدا.
وهنا أتمنى أن يكون هناك تسهيلات لتصوير الكليبات فى الأماكن السياحية والأثرية المصرية، حتى لا نضطر للتصوير فى الخارج، نحن نريد أن نقدم صورة مشرفة لبلدنا عبر الفن، وأتصور أن ظهور الأماكن السياحية والأثرية فى الكليبات والسينما يساهم فى الترويج للسياحة.
* إلى أين وصل خلافك مع شركة «نجوم ريكوردز» التى كان من المقرر أن تنتج هذا الألبوم؟
ــ الدكتور حسام لطفى هو المحامى الخاص بى، والمسئول عن متابعة هذا الموضوع، والتصريح بشأنه، ولكن يمكننى القول بأن هذا الخلاف كان من الممكن ألا يحدث إذا كان الطرف الثانى تعامل بشكل أفضل، خاصة أننى لا يمكن أن آكل على أحد فلوسه، ولو له «جنيه» سيحصل عليه، فالدنيا لا تستحق مثل هذه الصراعات.
وحتى يكون الموضوع واضح للقارئ، فالمشكلة بالنسبة لى كانت تتلخص فى أن الشركة المنتجة تريد أن تحصل على فلوسها بالفوايد، والحقيقة انا لست «الريان» حتى أدفع أموال لم أحصل عليها، ولم أتربح من ورائها، وبالتالى كانت هناك وقفة، وتدخل المحامى حتى ينهى الخلاف بشكل قانونى.
* انتشر أخيرا فيديو لزياد الرحبانى فى منزلك يعزف على البيانو وتغنى معه لفيروز.. هل هناك عمل فنى يجمعكما قريبا؟
ــ أتمنى أن يجمعنى بزياد الرحبانى عمل فنى لأقدم ما هو مختلف، لكنها لم تكن زيارة عمل على الاطلاق، فالمحبة هى الدافع الأساسى، هو يعتبرنى من «ريحة مصر»، وهذا أسعدنى أن الفن المصرى لا يزال هو القوة الناعمة التى يجب أن نهتم بها.
وأعتبر تشريفه لى بزيارة منزلى وساما على صدرى، حينها شعرت أن لبنان بأكمله زارنى فى بيتى.
وأرى أن الفنانين اللبنانيين نموذج فى حب بعضهم، ولا يتوقف دعمهم عند حدود بلدهم، بل يدعمون كل فنان حقيقى، فمثلا فى أزمة «النيل» خرج الفنان راغب علامة ودافع عنى وقال إن ما يحدث كثير على «مزحة»، لكن لم يخرج فنان مصرى بحجمه ودافع عنى، أيضا عندما أقمت حفلا بلبنان حرص على حضورها الفنان وائل كفورى، فلماذا يأت هذا الدعم من الخارج وليس من فنانى بلدى؟
فى الوطن العربى أصبح هناك كثير من المشاهير لكن الفنانين قلائل يمكن عدهم على أصابع اليد الواحدة، فلابد أن نكون حريصين على بعض أكثر، ولا نكسر ونهدم كل ما هو جميل ليس فقط فى الفن، وإنما فى كل المجالات، فأحيانا أرى من يكسر فى مجاديف محمد صلاح رغم أن الجميع يجب أن يكون فخورا بما ينجزه ويدعمه ليتحقق أكثر ويرفع اسم مصر أكثر.
* هذا الدعم لابد أن يكون متبادلا.. فهل تدعم شيرين زملاءها؟
ــ أخيرا كنت أحضر حفلا لسميرة سعيد فى العين السخنة، وكنت أتحرك وراءها مرتدية «شورت» باعتبارى واحدة من جمهورها ولم يشغلنى الظهور والصور، وهنا لا أذكر هذا المثال حتى أثبت أننى دائما «أقدم السبت» كما نقول فى مصر، ولكن لأنى بالفعل أحبها، ومقتنعة أن الفنان يحتاج إلى الدعم وأن يشعر بحب زملائه.
* تغنى فى أوبرا الكويت ودبى وكثير من المهرجانات والمسارح فى الدول العربية.. لماذا ترفضى الغناء فى دار الأوبرا المصرية ومهرجان الموسيقى العربية؟
ــ لم أرفض الغناء فى دار الأوبرا المصرية لأن الوقوف على مسارحها شرف لأى مطرب، وعندما اعتذرت، كان الأمر مرتبطا بطلبات تتعلق بالتقنيات والتجهيزات الفنية التى تساعد فى خروج الحفل بصورة أفضل من وجهة نظرى، وليست شروطا مادية على الاطلاق، وإذا تحققت هذه الطلبات لدى استعداد أن أغنى فى دار الأوبرا المصرية كل أسبوع وليس كل شهر.
وأرى أن الدولة فى الوقت الحالى تقيم كثيرا من المشروعات المهمة، وأتمنى أن يكون فى خطتها أن تقيم مسرحا مجهزا على أعلى مستوى فى العاصمة الإدارية الجديدة، بحيث يكون فيه من الإبهار والإمكانات ما يجعل المطرب سعيدا وفخورا أنه يقف عليه، ويكون هناك حفلات شهرية لكل نجوم الفن المصرى والعربى أيضا، وليس لشيرين عبدالوهاب فقط.