من منا الآن لا يعرف شيئا حتى ولو قليلا عن الفيس بوك الذى كان وسيلة المواطن المصرى والعربى الأولى (للفضفضة) عن هموم وآمال الأوطان فى ظل ديكتاتوريات شائخة، إلى أن وصلت تلك الفضفضة لثورات أطاحت بتلك الديكتاتوريات، لكن هل يعلم المستثمر المصرى والعربى أنه يستطيع الآن أن يكون أيضا شريكا فى ملكية الفيس بوك بعد أن كان شريكا لها فى العالم الافتراضى عبر شبكة التواصل الاجتماعى.
فقد كشفت فيس بوك الأسبوع الماضى عن خطة لإجراء أكبر طرح عام أولى لموقع إلكترونى على الإطلاق لجمع نحو عشرة مليارات دولار. وإن كانت الشركة التى أسسها مارك زوكربرج، الطالب فى جامعة هارفارد الأمريكية فى غرفته قبل 8 سنوات، وتضم الآن 845 مليون مستخدم، لم تحدد وقت الطرح أو عدد الأسهم أو سعر السهم عند طرحه، إلا أنه من المؤكد أن الإعلان حرك مشاعر الحماس الاستثمارى لدى العديدين فى العالم العربى ومصر، مثلما أججت شبكة التواصل الاجتماعى الشهيرة الحماس الثورى لدى الثوار من قبل، فهل يستطيع المستثمر فى مصر أن يحصل على أسهم فى فيس بوك؟
(طبعا يستطيع المستثمر فى أى مكان فى العالم شرقا أو غربا أن يشترى أسهما فى الفيس بوك عند طرح أسهمها)، هكذا كان رد على الطاهرى، رئيس مجلس إدارة شركة دلتا المالية للاستثمار، وخبير أسواق المال، موضحا أن المستثمر الذى يرغب فى المشاركة فى اكتتاب فيس بوك يستطيع ذلك من خلال فتح حساب فى إحدى شركات السمسرة فى الأوراق المالية التى ستشارك فى الطرح إما بإدارة الطرح أو مساعدة شركة الإدارة. ويتم ذلك من خلال متابعة أخبار الطرح، والتى ستمده بدورها بالمعلومات المالية بكل تفاصيلها عن الشركة، (ولكن يجب أن يكون المستثمر قادرا على قراءة وفهم تلك المعلومات التى ستكون باللغة الإنجليزية، أو يكون هناك من يساعده فى ترجمتها)، كما ستنفذ أوامر الشراء فى حالة اقتناع المستثمر بوضع الشركة الجيد. وتفرض قوانين البورصات فى جميع أنحاء العالم على الشركات التى تعتزم طرح أسهم فى البورصة للاكتتاب العام أو الخاص بتوفير كافة المعلومات اللازمة عنها لمساعدة المستثمرين فى اتخاذ قرار استثمارى سليم. وقال الطاهرى إنه عادة ما يتم طرح الاسهم بسعر يقل عن قيمته العادلة بنسبة تتراوح ما بين 10، و15%، تشجيعا للمستثمر (وحتى يشعر أنه حقق ربحا فيزيد ارتباطه بالسهم منذ اليوم الأول للطرح والذى يعتبر الأهم فى بناء تلك العلاقة).
وأضاف الطاهرى إن الشركات التى تعتزم طرح أسهم لزيادة رأس المال، ومن بينها فيس بوك، تمنح المستثمرين الأفراد أهمية خاصة كونهم سيكونون المحرك الأساسى لسيولة السهم فى البورصة لان المستثمر الفرد يبيع ويشترى بسرعة، عكس المؤسسات التى عادة ما تحتفظ بالأسهم لفترة طويلة ولا تبيعه إلا إذا كان هناك سبب جوهرى.
ويتشابه نظام طرح الأسهم للاكتتاب العام فى البورصة المصرية مع دول العالم المختلفة، كما يقول الطاهرى، (مما يعنى أن المسألة لن تكون صعبة الفهم على المستثمر المحلى كى يشارك فيها فى بورصة خارجية)، لكن الطاهرى يرى أن هناك احتمالات أن تفضل بعض شركات السمسرة المشاركة فى الطرح باستبعاد المستثمرين الجدد، لصالح المستثمرين الذين يتعاملون معها منذ فترة طويلة. وقال الطاهرى إن القوانين فى البورصات الأمريكية والأوروبية تمنح حق استبعاد مستثمرين من الشراء، وهى القاعدة الوحيدة التى تختلف عن البورصة المصرية حيث تفرض توزيع الأسهم على كل المستثمرين بشكل متساو لضمان عدالة توزيع فرصة الشراء، ويرجع ذلك إلى أن شركات الدولة كانت هى أول من تم طرحها فى البورصة للاكتتاب العام، (ولم يتغير ذلك فى القانون بعد قيام شركات خاصة بطرح أسهم زيادة رأس المال).