الكل فى انتظار الرئيس المصرى القادم. هذا الأمر لا ينطبق على الوسط الغنائى المصرى فقط، بل امتد إلى دول أخرى على اعتبار أن السوق المصرية هى دائما فى بؤرة اهتمام أى مطرب عربى. والكثيرون يعتبرون أن الألبوم إذا لم يطرح فى أسواق القاهرة كأن لم يكن له وجود. فالجمهور المصرى الأكثر عددا وتأثيرا ودائما هو محور قياس أى نجاح فى المنطقة العربية. أمور أخرى كثيرة متعلقة بالغناء فى انتظار السيد الرئيس منها تفعيل قوانين حقوق الملكية الفكرية، مستقبل المهرجانات، حقوق جمعية المؤلفين والملحنين المصرية لدى اتحاد الإذاعة والتليفزيون.
أكثر من نجم كبير قرروا انتظار قدوم الرئيس المصرى القادم، ليس للاحتفال به ولكن من أجل أن يستشعروا باستقرار الأوضاع فى مصر. فى مقدمة هذه الأسماء المطربة الكبيرة ماجدة الرومى التى أجلت ألبومها إلى الصيف القادم فى محاولة منها لخروج عملها الأول منذ ثلاث سنوات وهو بعنوان «وعدتك» رغم أنها وضعت اللمسات النهائية للألبوم منذ أسبوعين تقريبا. لكنها أجلت لأنها تعلم أن تحسن الأوضاع فى القاهرة من شأنه انتشار الألبوم على أكثر من مستوى منها الانتشار الجماهيرى حتى ولو كانت عملية البيع والشراء فى سوق الغناء تمر بمرحلة خطيرة منذ سنوات نتيجة القرصنة وما صنعته فى تلك الصناعة. كذلك على مستوى اهتمام القنوات الغنائية والفضائية العامة بعرض الأغنية التى تنوى تصويرها والمرشح لها بقوة قصيدة وعدتك ألحان كاظم الساهر وكلمات نزار قبانى وهى القصيدة التى كان من المقرر أن يغنيها الساهر فى ألبومه السابق لكنه تنازل عنها لماجدة الرومى بعد أن أبدت إعجابها بالكلمات التى تم تغيير مقاطع منها لتتناسب مع كونها امرأة. تتعاون ماجدة فى هذا الألبوم مع ملحم بركات فى أغنية «تتغير الدقايق» إلى جانب ألحان أخرى مع مروان خورى. كما تتعاون مع الموزع الموسيقى جان مارى رياشى. ومن خلال الأسماء التى عملت مع ماجدة فى هذا الألبوم يبدو أنه يجمع بين الشكل الكلاسيكى الذى يقدمه الساهر والمودرن الذى اشتهر به مروان خورى وجان مارى.
ثانى المطربين الذين ينتظرون قدوم الرئيس هو المطرب محمد منير ورغم أنه أعلن على المستوى الفنى أنه لا يرتبط بطرح ألبومه فى موسم معين لكن المؤشرات تؤكد أن الصيف القادم هو الموعد الأقرب لطرح ألبومه خاصة أنه أعاد فتح ألبومه من جديد بعد تسرب بعض أغانيه وضم أغانى أخرى من تأليف عبدالرحمن الأبنودى وألحان محمد رحيم وهى بعنوان «افتحوا يا حمام كراريس الرسم» كما أن هناك تعاونا جديدا مع عمار الشريعى وسيد حجاب فى أغنية «عيون» وهناك عمل آخر لنبيل خلف كان قد لحنه الراحل أحمد منيب قبل سنوات وربما تكون هناك مفاجآت أخرى فى الألبوم طالما أن الوقت مازال معه.
المطرب خالد سليم الذى تعاقد مؤخرا قالها بشكل صريح لا ألبوم قبل أن تهدأ الأوضاع فى مصر. وتوقع خالد أن هذا الأمر لن يحدث قبل انتخاب الرئيس القادم. هناك نجوم أخرى كثيرة رغم عدم ظهورها فى المشهد وإعلانها عن طرح ألبوماتها إلا أنهم جميعا يعملون فى الخفاء واستغلوا انشغال الشارع المصرى والعربى بما يحدث وقرروا العمل فى هدوء منهم هانى شاكر الذى انتهى من تسجيل ألبوم دينى ربما يطرحه فى رمضان القادم كما أنه يعقد جلسات عمل مع ملحنين منهم وليد سعد ومحمد رحيم لاختيار أغانى ألبومه العاطفى. عمرو دياب أيضا يختار أغانى ألبومه بعيدا عن أعين المراقبين. وهناك أنغام ونجوى كرم.
القرصنه وحقوق الأداء
على مستوى المشروعات الكبرى علقت جمعية منتجى الكاسيت رغبتها فى التعامل مع الحكومة بشأن إصدار قرار ملزم لوزارة الاتصالات بحجب وغلق مواقع القرصنة على الانترنت لحين قدوم الرئيس. خاصة أن أكثر من وزير ثقافة جاء بعد الثورة ولم يهتم بهذا الأمر الذى كانت الجمعية قد قطعت فيه شوطا كبيرا قبل الثورة وخلال وجود فاروق حسنى على رأس وزارة الثقافة وكان القرار على بعد خطوات قليلة من التنفيذ. عن طريق قرار يصدر من الرقابة وينفذه جهاز الاتصالات.
جمعية المؤلفين والملحنين من أكثر المؤسسات شغفا لقدوم الرئيس لأنها لم تحصل من التليفزيون المصرى على مستحقاتها وقيمتها 400 ألف فى السنة. كما ينتظر القائمين على الجمعية تنفيذ الوعود التى تلقوها فى الفترة الماضية بشأن زيادة حصة الجمعية إلى ما هو أكثر من هذا الملبغ على اعتبار أن عدد القنوات والإذاعات التابعة للاتحاد ضخمة وجميعها تستغل المصنفات الفنية التابعة للجمعية التى تعد خلفا للمؤلفين والملحنين فى مصر العالم العربى. وبالتالى حجم ما يتم الاستفادة به أكبر مما يتم دفعه. محمد سلطان رئيس الجمعية أعلن مرارا وتكرارا أنه لن يطلب الآن أى أموال من الاتحاد مراعيا لظروف البلد. ولكنه شدد أن الجمعية عندما تستقر الأوضاع سوف تخوض حربا من أجل الحفاظ على حقوق أعضائها. خاصة ـ والكلام على لسانه ـ أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون يدفع مبالغ خيالية فى مباريات كرة القدم تصل إلى خمسة ملايين فى المباراة الواحدة. فى الوقت الذى لا تحصل فيه الجمعية على ربع هذا المبلغ طوال العام. كما أن ماسبيرو كان يدفع الملايين أيضا لمقدمين برامج فى الوقت الذى نتسول فيه من أجل المبدعين الحقيقين الذين حققوا لمصر ما لم يحققه آخرون وضرب سلطان المثل بعبدالوهاب والسنباطى وسيد درويش والموجى والطويل وبليغ ومحمود الشريف هذا من الملحنين وهناك مرسى جميل عزيز وأحمد شوقى وحسين السيد وأحمد شفيق كامل ومأمون وكامل الشناوى وعبدالوهاب محمد وأسماء أخرى كثيرة راحلة وباقية على قيد الحياه قدوما لمصر الكثير. لذلك لا أتصور أن يذهب ما قدموه لصاح آخرين.
المهرجانات وحفلات الساحل
على مستوى المهرجانات الغنائية الصورة غير واضحة وهى أيضا تنتظر الرئيس القادم خاصة العام الماضى ألغيت مهرجانات مثل الموسيقى العربيه بالاسكندرية وهو يقام فى يوليو من كل عام ومهرجان قلعة قايتباى بالإسكندرية أيضا. إلى جانب الحفلات التى كانت تقام فى الساحل الشمالى طوال فترات الصيف لعمرو دياب ومنير ونانسى عجرم واليسا وآخرين توقفت هذا الصيف الماضى نتيجة عدم الاستقرار الأمنى على طريق الساحل. متعهدى الحفلات ينظرون للرئيس القادم على أنه المنقذ لهذه الصناعة التى تدر دخلا كبيرا لمصر وتعمل على إنعاش السياحة الفنيه التى تنافسنا فيها دول مثل تونس التى استردت عافيتها بعد الثورة وهناك المغرب على الأطلسى وهناك الأردن على الجانب الآخر. وهناك دول الخليج خاصة الإمارات. بالنسبة لأهل المغنى لأنهم ينظرون له على أنه المنقذ والداعم لأهم رافد من روافد الدخل القومى المصرى. الرئيس القادم لن يكون دوره سياسيا فى المقام الأول.