• رئيس الوزراء المجرى اتخذ إجراءات «قاسية» للتصدى للمهاجرين على غرار مقترحات المرشح الرئاسى الأمريكى.. وأبدى عنصرية واضحة ضد المسلمين

فى الوقت الذى تفاقمت أزمة الهجرة إلى الحد الذى جعلها ــ فى الأيام الأخيرة ــ القضية الأولى على الساحة العالمية، لم يعد لدى قادة الدول الأوروبية سوى السير فى اتجاه التعاطف مع اللاجئين، والبحث عن حلول تكفل الحد الأدنى من حماية اللاجئين والغرب الأوروبى على السواء.

ففى بريطانيا، اضطر رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، إلى الإعلان عن استعداد بلاده لاستقبال آلاف من اللاجئين، رغم حساسية أزمة الهجرة عموما فى بريطانيا.
كما قررت ألمانيا قررت وقف إعادة طالبى اللجوء السوريين إلى دولة الوصول فى الاتحاد الأوروبى، وذلك رغم الانتقادات المتعددة التى واجهتها المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل من اليمين واليسار فى بلادها نتيجة ذلك القرار، فيما أبدت السويد والنمسا والنرويج استعدادها للتعاون وتحمل جزء من أعباء اللاجئين.

إلا أن رئيس الوزراء المجرى، فيكتور أوربان، هو الوحيد الذى يسير بقوة عكس ذلك الاتجاه، حيث مثلت تصريحاته ومواقفه أقصى ما توصل إليه الاتجاه اليمينى فى أوروبا. ففى مقال بصحيفة ألمانية، كتب أوربان أن تدفق اللاجئين إلى أوروبا «ومعظمهم من المسلمين» يهدد الهوية المسيحية للقارة.

كما حذر، أمس الأول، من أن استمرار تدفق اللاجئين إلى أوروبا من شأنه أن يجعل الأوروبيين«أقلية فى قارتهم».
وتقول صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إنه ألمح أخيرا إلى تاريخ معاناة أوروبا الشرقية إبان الغزو العثمانى فى القرنين 16 و17، لتبرير موقفه السلبى تجاه المسلمين أمام رئيس المجلس الأوروبى، دونالد توسك، الذى أعلن تضامنه مع المهاجرين.
ولم تكن تحركات أوربان أقل حدة من تصريحاته، حيث تعمل الحكومة حاليا على الانتهاء من بناء سور من الأسلاك الشائكة بطول 109 أميال على حدودها مع صربيا لمنع وصول اللاجئين، وأصدرت قانونا يقضى بالسجن 3 سنوات على من يحاول اجتياز الحدود بشكل غير قانونى.
كما منعت بودابست ــ التى ترفض نظام الحصص فى توزيع المهاجرين بين دول أوروبا ــ اللاجئين المتواجدين فيها من التحرك نحو النمسا واستكمال رحلتهم منعا لتحميس المزيد من اللاجئين للقدوم، إلا أنها تراجعت عن موقفها، أمس الأول، بعد ضغوط من الاتحاد الأوروبى، وبدأت بنقلهم فى حافلات للنمسا، بعد أن أعلنت النمسا وألمانيا استعدادهم لاستقبال آلاف المهاجرين.

وتثير مواقف رئيس الحكومة المجرية إزاء المهاجرين موجة من الانتقادات فى الأوساط العالمية، حيث وصفت «واشنطن بوست» الحكومة المجرية بأنها «غير ليبرالية»، مشيرة إلى إجراءات أوربان فى هذا السياق على أنها «قاسية».
وفى موضع آخر، وصفت الصحيفة ذاتها رئيس الوزراء المجرى بـ«دونالد ترامب أوروبا»، فى إشارة إلى المرشح الرئاسى اليمينى الأمريكى المثير للجدل، والذى يفصح عن آراء على قدر مشابه من التشدد فى مسألة الهجرة.

إقرأ أيضاً:

الرأى العام الأوروبى ينتفض لدعم المهاجرين