التزام الغرب الصمت حيال تصاعد الفوضى واللعب بورقة دعم طرف على حساب آخر يعقّد المشهد
بعد فشل مساعى دولية وإقليمية وأممية فى إيجاد حلول سياسية للأزمة الليبية المتصاعدة، وفى ظل تصاعد حدة الفوضى وانتشار العنف بين الأطراف المتصارعة، لا تملك القوى الكبرى ودول المنطقة سوى خيارات قليلة جدا من ضربات عسكرية محتملة محدودة وصولا إلى السعى، ــ وهو لايزال فرضيا ــ، إلى حل سياسى.
ففرنسا التى تجد نفسها فى الواجهة بسبب تدخلها العسكرى فى منطقة الساحل، استبعدت أمس سيناريو التدخل عسكريا فى ليبيا على المدى القصير، حيث قال الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند، أمس، ان «فرنسا لن تتدخل فى ليبيا لأنه يتعين اولا على الأسرة الدولية تحمل مسئولياتها والسعى لإطلاق حوار سياسى لايزال غير قائم، وثانيا اعادة النظام». لكن بحسب وكالة الصحافة الفرنسية فإن لأمور لا تسير فى هذا الاتجاه.
وبينما نقلت الوكالة عن الخبير فى معهد الدراسات الاستراتيجية فى لندن ريتشارد كوكران، إن «الغرب يركز الآن على سوريا والعراق لكن بالتأكيد ليبيا تشكل تهديدا أكبر وخصوصا أنها تقع جنوب أوروبا». قال مصدر دبلوماسى فرنسى، إنه بسبب تصاعد العنف والتشدد فى ليبيا وظهور معسكرات لتنظيم داعش شرق ليبيا، فإن كل انجازات عملية سرفال (التدخل العسكرى الفرنسى فى مالى ضد التطرف) يمكن أن تصبح مهددة».
لكن رغم ذلك لا يبدو أى طرف مستعد لإرسال مقاتلات ومروحيات إلى ليبيا كما حصل عام 2011. إذ بدت المجموعة الدولية بعد سقوط القذافى بدون أى رؤية واضحة بالنسبة لليبيا.
وقال المصدر الحكومى الفرنسى للوكالة، دون ذكر اسمه، إن «عملية جديدة للناتو غير واردة، لن نعيد الكرة.. بأن نصل ونضرب ونجلب لكم الديموقراطية والوحدة الوطنية». وهذا الأمر من شأنه ان يزيد من الفوضى.
وباستثناء فرنسا، فإن الاوروبيين والامريكيين الذين خسروا سفيرهم فى بنغازى (شرق) فى 2012، يلزمون الصمت حيال الوضع ويكتفون بالدعوات إلى «وقف المعارك فورا». فيما تبدو الجزائر، اللاعب الأساسى فى المنطقة، تعارض بشدة أى تدخل خشية عودة التهديد الاسلامى عبر حدودها وتدعو ايضا إلى مصالحة وطنية فى ليبيا، فيما تسعى دول المنطقة للعب بورقة دعم طرف أو آخر عسكريا. وهو ما تفعله مصر والإمارات وقطر، بحسب الوكالة. لتبقى مساعى الأمم المتحدة للحوار بين الأطراف دون جدوى.