- الشاهد الرئيسى: محمود دفع 1000 جنيه لإنهاء المشكلة ولكن لم ينج من بلطجة عمال الكافيه.. تصورنا أنه سقط أرضا من قوة اللكمة ثم اكتشفنا أنها طعنة
- شاهدة من سكان الحى: خطيبته وقعت مغشيا عليها.. و6 أشخاص ضربوه بلا رحمة بتحريض صاحب المكان.. وعمال الكافيه يعاملون جميع السكان بأسلوب لا يليق
- أمن القاهرة: المتهم الرئيسى من الشرابية وطعن الضحية بـ«مطواة» وعثرنا على قميص ملطخ بالدماء فى منزله ومعه 2 جرام هيروين
- مصدر أمنى لـ«الشروق»: مدير الكافيه صادر ضده 5 أحكام «شيكات»
لم تمر ساعات على اشتعال «فيسبوك» فى جدل خسارة المنتخب الوطنى كأس الأمم الإفريقية، مساء الأحد الماضى، حتى تحول الجدل إلى غضب شديد يجتاح الموقع الأزرق، عندما انتشر خبر الشاب الذى فقد حياته أثناء مقاومة لم تتعد حدود الكلام لبلطجة أصحاب وعاملى كافيه «كيف» فى مصر الجديدة، حيث كان يشاهد المباراة مع خطيبته.
حرك مقتل محمود بيومى، صاحب الـ24 عاما، الرأى العام وعددا من أجهزة الدولة، بعد مصرعه نتيجة تكالب أكثر من عامل عليه وطعنه، بسبب مشادة بينه وبين صاحب الكافيه، بعد انتهاء المباراة، فيما تم القبض على 3 أشخاص من بينهم المتهم الرئيسى، وأمرت نيابة مصر الجديدة برئاسة المسشتار أحمد يوسف بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.
«الشروق» التقت صديق الضحية والشاهد الرئيسى على الواقعة، وتحدثت معه بعد أن طلب عدم تصويره أو ذكر اسمه.
الشاب البالغ من العمر 22 عاما، قال إنه يسكن فى النزهة الجديدة، وتعرف على محمود فى الجامعة، بعدها تحولت العلاقة بينهما لصداقة كبيرة، وأصبحا أكثر من أخوين، حسب قوله: «محمود تخرج فى كلية التجارة بالجامعة البريطانية عام 2015، وتربطنى به علاقة صداقة كبيرة»، مضيفا أنه تحدث معه صباح يوم الأحد واتفقا على الذهاب إلى كافيه «كيف» بمنطقة مصر الجديدة لمشاهدة المباراة النهائية بين مصر والكاميرون.
وأشار صديق الضحية إلى أن محمود ذهب فى وقت مبكر بصحبة خطيبته وحجز له مقعدا، وقال: «ذهبت مع أربعة من أصدقائى بعد بدء المباراة والأماكن المتاحة كانت امتلأت من الزحام، وبدأنا فى الحصول على كراسٍ والجلوس بمحيط الطاولة التى كان يجلس عليها محمود، وفى منتصف الشوط الثانى طلبنا من أحد العاملين بالمطعم إعداد بيتزا وانتظرنا لنهاية المباراة إلا أنه لم يحضرها واتفقنا على مغادرة المكان».
يتابع صديق الضحية: «بعد نزولنا للطابق السفلى اعترضنا أحد البودى جاردات المسئولين عن تأمين الكافيه، ومنعنا من الخروج إلا بعد إظهار تذكرة بثمن دفع المشروبات والمأكولات التى لم نأكلها وعدد الأفراد الحاجزين، فأخبرته أننا لم نحصل عليها، ولكن فوجئنا بأن أحد العاملين، ويدعى سيد، يطالب بدفع شيك قدره 100 جنيه».
يكمل صديق محمود: «طلبنا منه التحدث مع مسئول الكافيه، قبل أن يتحول الحديث لمشادة كلامية، وهددناه بإحضار شرطة السياحة لأننا اعتبرنا أن ذلك نصب، لكنه أصر على احتجازنا ودفع الـ100 جنيه دون أن نشرب كوب ماء».
يضيف الشاب، أنه فى هذه اللحظة تدخل محمود وتحدث مع مسئول المكان بأدب قائلا له: «أنهم أصدقائى، حضروا للكافيه ولم يجلسوا أكثر من ثلث ساعة ولم يطلبوا مشروبات».
يكمل الشاهد صديق الضحية: «إلا أن الرجل تحدث مع محمود بأسلوب تهديد محتميا فى البودى جاردات، يستعرض قوته، ثم حضر العامل الذى يدعى سيد للمرة الثانية يتحدث معنا بصوت عالٍ فدفعه مدير الكافيه، قائلا له أنا موجود متتكلمش، ذلك قبل أن يتدخل البودى جاردات، وبدأوا بتهديدنا ودفعنا وكأنهم يسوقوننا».
وتابع: «أصابنى الاندهاش عندما تدخل محمود لإنهاء المشكلة وأخرج من جيبه 1000 جنيه وأعطاها لمدير الكافيه، فأخذها وحرر بها شيكا وسلمه الفاتورة حتى يأذن لنا بالخروج، ولكن أثناء صعودنا على السلم بدأ عمال الكافية يوجهوا لنا ألفاظا نابية ويتهموننا بالسرقة وتشويه سمعة المطعم، ثم أثناء المشادات الكلامية سقطت شيشة أسفل السلم، فأسرع أحد العاملين يتهمنا بالبلطجة واستعراض القوة ويسبنا بأهلينا، وانتظروا حتى خروجنا وبرفقتنا محمود، ثم بدأوا فى إلقاء كراسى المطعم علينا والتشاجر معنا لعدم وجود كاميرات بالخارج ترصد تصرفاتهم التى أزعجت كثيرا من الزبائن، الذين أبدوا استياءهم من سلوكياتهم الهمجية، وعندما ترك محمود خطيبته وحاول التدخل أسرع أحد العمال وضربه بلكمة حادة فى صدره سقط بسببها على الأرض، ولكن عندما حاولنا مساعدة محمود معتقدين أنه سقط من شدة اللكمة التى تلقاها فى صدره، اكتشفنا أن خطيبته تصرخ لأنها شاهدت العامل يضربه بآلة حادة وليس بيده، وأشار محمود لها، أثناء محاولته تهدئتها بأنه غير قادر على الكلام ثم سقط على الأرض ثانية، قبل أن يسرع أحد أصدقائنا، وهو طبيب أسنان، بنزع ملابسه لنفاجأ بمكان الطعنة فى منتصف صدره، وهو غارقا فى الدم».
على جانب آخر قالت شاهدة عيان، إن نحو 6 أشخاص ضربوا الضحية دون رحمة، مضيفة أن مدير المكان حرضهم على ضربه، بعد مشادة بينهما، وقال له «انزل تحت وأنا هوريك مقامك»، وبعدها تحول المكان كله إلى ساحة معركة والبلطجية يضربون فى الضحية.
أما المهندس إيهاب عزت، أحد شهود العيان، قال إن الضحية خاف من الضرب والمشاجرات، وطلب أن يدفع الحساب ويغادر حرصا على سلامة على خطيبته، إلا أنهم لم يرحموه وأوجعوه ضربا حتى كان ينزف دما، وألقوا الكراسى فوق رأسه.
وقال كريم أحد أصدقاء القتيل: «الخناقة بدأت داخل الكافية، ثم وصلت إلى الشارع، ومفيش كاميرات خارج المكان»، مضيفا: «محمود من أرجل الناس اللى شوفتها فى حياتى، والكافيه من أسوأ الأماكن فى مصر»، مشيرا إلى حب الجميع للضحية ظهر فى جنازته بالمنصورة: «إحنا مش عايزين مشاكل، ولا عايزين نتهور، عايزين حق أخونا».
وقالت السيدة رشا، إحد القاطنات بجوار الكافيه، إن خطيبة القتيل وقعت مغشيا عليها وأخذناها داخل منزلنا حتى فاقت من غيبوبتها، وحكت لنا القصة أن خطيبها ضربوه بالكرسى وبمطواة وقتلوه، مشيرة إلى أن هذا المكان يعامل كل أهل المنطقة بأسلوب لا يليق، وأنه يستحق الإغلاق ولا يعرف أحد قانونية وجوده وترخيصه من عدمه.
فى السياق نفسه، ألقت قوات أمن القاهرة القبض على المتهم الرئيسى فى الجريمة، واثنين آخرين، أحدهما مدير الكافيه.
وكان مستشفى كليوباترا أخطر باستقباله محمود محمد بيومى، 24 سنة، حاصل على بكالوريوس تجارة، مصاب بجرح نافذ بالصدر، وتوفى أثناء إسعافه.
وقال والد الضحية، الدكتور محمد، 63 سنة، أستاذ متفرغ بكلية الطب، جامعة المنصورة، إنه أثناء جلوس ابنه على كافيه «كيف» بالعقار 52 شارع النزهة حدث مشادة كلامية بينه وبين مدير الكافيه بسبب خلاف بينهما حول ثمن المشروبات قام على إثرها عمرو مصطفى حسين، وشهرته «فزاع»، 30 عاما، عامل بالكافيه، ومن أبناء الشرابية بضربه بآلة حادة، نتج عن ذلك إصابته التى أودت بحياته.
وتمكن ضباط مباحث القسم بعد خطة أشرف عليها اللواء خالد عبدالعال مدير أمن القاهرة، واللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، من ضبط مدير الكافيه عبدالرءوف محمود أحمد محمود، من أبناء مصر الجديدة والذى كان سببا رئيسيا فى المشاجرة التى أدت للحادث، وقال مصدر أمنى لـ«الشروق» إنه صادر ضده 5 أحكام «شيكات».
وبإعداد الأكمنة تمكن ضباط مباحث القسم من ضبط المتهم الرئيسى الهارب، عمرو مصطفى أحمد حسين وشهرته «فزاع» وبحوزته 2 جرام هيروين، وأرشد عن ضبط السلاح المستخدم «مطواة صغيرة الحجم»، وقميص عليه آثار دماء، واعترف بارتكابه الواقعة، وأضاف أن الهيروين بحوزته بقصد التعاطى، كما تم ضبط أسامة السيد النجار، مالك الكافيه من منطقة مربع الوزراء بالشيراتون.
ونفذت قوات الشرطة قرار تشميع «الكافيه» بناء على طلب النيابة، وشنت حملة مكبرة فى مصر الجديدة والنزهة لغلق المقاهى والكافيهات «المخالفة».
من جانبه، قال ياسر الرفاعى محامى أسامة النجار مالك الكافيه، إنه لن يستبق تحقيقات النيابة، وأن المشاجرة كانت خارج «حيز الكافيه»، وسيتم معاقبة أى مخطئ فى الواقعة، مشيرا إلى أنه يتم فحص جنائى لكل العاملين فى الكافيه، وأكد أن الدفاع سيجيب عن كل الأسئلة فقط أمام النيابة، وأعلن التضامن مع أسرة الضحية وأهله، قائلا إنه «على الجميع انتظار تحقيقات النيابة، وأوضح أن موكله لم يهرب وتم حجزه على على ذمة التحقيقات فى النيابة، وحبس العامل 4 أيام.
من جانبه قال اللواء محمد نور مساعد وزير الداخلية السابق والخبير الأمنى، إن أول قرار للنيابة تطلب تحريات المباحث، وأوضح أن النيابة سوف تستدعى بناء على التحريات كل من حضر فى الكافية أثناء الواقعة وكان شاهدا عليها، لسؤاله، موضحا أن الكاميرات الموجودة فى المكان من الممكن أن يتم التلاعب بها إذا لم تتحفظ النيابة عليها.
فيما أمرت النيابة برئاسة المستشار أحمد يوسف، وإشراف المستشار إبراهيم صالح المحامى العام الأول لنيابات شرق القاهرة الكلية بحبس المتهم الرئيسى، قبل أن تصرح بدفن الجثة، بعد أن تبين من مناظرتها أن المجنى عليه تلقى طعنتين بالرئة والبطن بآلة حادة، وطلبت تحريات الأمن واستدعاء خطيبته، وتقرير الطب الشرعى عن الواقعة.