منذ أكثر من ثمانى سنوات بدأ المطرب رامى عصام مشواره الفنى الذى واجه فيه صعوبات تشبه النحت فى الصخر للدرجة التى جعلته يقف فى الشارع ليغنى للمارة من خلال «مشاكل» تلك الفرقة التى يدل عليها اسمها، إلى أن حدثت الطفرة الكبرى فى حياته الفنية بانطلاق ثورة 25 يناير وكانت بداية التعارف الحقيقى بينه وبين الجمهور، ليقول عبارته الشهيرة «بعد أن أغلقت كل الأبواب فى وجهى، تأكدت أن الشارع هو الداعم الأكبر». وتمر الأيام وينجح رامى فى تدشين «منشورات» أولى ألبوماته بطعم الثورة.
والآن بعد سخرية رامى وانتقاده لعديد من الأوضاع التى أعقبت الثورة وتخللتها، فإنه قرر الغناء على لسان فتاة تعرضت للتحرش فى أحدث أغنياته «قطع إيدك»، كاشفا عن سبب غنائه إياها، ومؤكدا فى الوقت ذاته أنه يفكر فى ضمها لألبومه الجديد الذى لن يكون بأكمله سياسيا ثوريا، ويجيب عن سؤال «الشروق»: هل يخلع رامى عصام الرداء الثورى ويتجه للغناء الاجتماعى؟.
«يا أبو نظرة طمعانة وخسعة لو تستخبى تكون واسعة لو تتكشف تقلب خاشعة وتقول حرام ودا عيب ودا ليه منتاش أبويا تربينى.. ولا ظل حيطة بتحمينى عشان تقول حكمك فيا.. كان حد سألك لابس إيه.. وهقولك إيه غير متحرش.. هقولك إيه غير متحرش.. عينى مرايا فيها حقيقتك.. بص كفاية احفظ خيبتك».. بتلك الكلمات يبدأ رامى عصام أغنية «قطع إيدك» المناهضة للتحرش الجنسى، حيث يقول عن الأغنية «حدة التحرش بدأت تزيد فى المظاهرات لكى يمنعوا البنات من النزول، ووجدت فتيات كثيرات يطلبن منى تقديم أغنية ضد التحرش، ولذلك فكرت فى تلك الأغنية، ويأتى السبب الثانى لطرحها هو أننى من قبل أصدرت أغنية (بنت النيل) التى وصفت فيها عظمة المرأة، ولكنى تحدثت بشكل عام عنها، ولذلك قدمت (قطع إيدك) لأعبر بصورة شخصية أكثر قربا».
وعن السبب فى اختياره غناءها على لسان فتاة، قال «لو غنتها بشكل عادى، كانت ستحمل معنى النصح وستخرج ضعيفة، أما بتلك الطريقة فإنها خرجت قوية وخصوصا أن البنت عندما تتعرض لهذا الموقف فإنها ترغب فى الصراخ، لكنها تتراجع وتخاف من الحكى لأنه شىء محرج لها، كما أننى فكرت فى طريقة مختلفة للتعبير عن تلك القضية».
«لن أخلع ثوب الغناء الثورى أبدا، فالثورة هى نقطة انطلاقى الحقيقية».. بهذه الكلمات وصف رامى عصام ألبومه الجديد، نافيا ابتعاده عن الروح الثورية التى غلفت غناءه، ولكنه أكد فى المقابل قائلا «الدنيا ليست كلها ثورات، فهناك أمور اجتماعية مهمة يجدر الحديث عنها، وبناء عليه فألبومى المقبل ــ الذى أعد له حاليا ــ سيتحدث عن الإنسان المصرى بشكل عام وبنفس الروح السابقة، فمثلا هناك بعض الأغانى التى ستكون باللغة العربية الفصحى، فى إشارة إلى أهمية تلك اللغة».
وأكد أنه سينتج الألبوم على نفقته الشخصية «كل من أتعاون معهم فى التلحين والكلمات أصدقائى يؤمنون بهدفنا، وليس كل همهم المال، بل كثيرا جدا يعملون بدون أجر، وهذا ما يجعلنى أحقق المعادلة الإنتاجية الصعبة».
وبسؤاله عن أنه كيف يضحى بالشهرة والانتشار بشكل أوسع برفضه التعاون مع شركة إنتاج بالرغم من العروض التى تلقاها، رد قائلا «حتى لو خسرت الشهرة التى ستحققها لى شركة الإنتاج، فأنا أثق فى فنى، كما أننى لست مستعجلا على تلك الشهرة الواسعة وهو ما يجعلنى هادئا ورزينا فى اختياراتى».
وعن إمكانية تأسيس شركة إنتاج خاصة به، قال رامى عصام «أطمح فى تأسيس كيان إنتاجى فى شكل مؤسسة ترعى المواهب الشابة الذين يشبهوننى ويواجهون نفس المتاعب التى صادفتنى، ولكنها خطوة مازال الوقت أمامى لتحقيقها».