7أيام على حكم سيادة الرئيس - بوابة الشروق
الأحد 16 نوفمبر 2025 10:52 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

كمشجع زملكاوي.. برأيك في الأنسب للإدارة الفنية للفريق؟

أيهما ينتصر: «الرئيس الزعيم» الذى يبحث عن عباءة ناصر أو «الرئيس المواطن» الذى يخرج للصلاة فى المسجد المجاور لمنزله

7أيام على حكم سيادة الرئيس

سمر الجمل
نشر في: السبت 7 يوليه 2012 - 9:40 ص | آخر تحديث: السبت 7 يوليه 2012 - 9:40 ص

شارع التسعين هو الأكبر فى «القاهرة الجديدة».. طريق طويل يقطعه مسجد بلونه الأبيض يرجع له الفضل فى تحديد معالم تلك المنطقة التى تتشابه كثيرا، بنايات لم تكتمل وطرقات غير ممهدة، وسيارة «بوكس» للشرطة تقف على زاوية ميدان صغير، وعسكرى يستند تحت شمس هذه المنطقة شبه الصحراوية إلى الحاجز الحديدى.

 

على بعد أمتار من جامع فاطمة الشربتلى يشير المارة إلى منزل الرئيس مرسى.. يقف الحرس الجمهورى أمام مدخل الفيللا خلفهم سيارة إسعاف، وفى إحدى جوانب الطابق الثانى الذى يسكنه محمد مرسى وأسرته يرتفع علم مصر، وفى المنزل المجاور احتلت صورة مرسى «الانتخابية» واجهة البلكونة، ولكن أخفت جزءا من معالمها سجادة وضعها أصحابها طمعا فى بعض من أشعة الشمس الصباحية.

 

مضى أسبوع منذ أن جلس ساكن هذه البناية الصغيرة على الكرسى الأهم فى الدولة، لكن لا شىء تغير، باستثناء تلك التفاصيل وهؤلاء الضيوف الجدد على شارع عبدالناصر.

 

«الرئيس الزعيم» الذى يبحث عن عباءة ناصر، هكذا أريد له بعض خطبته فى المتظاهرين فى الميدان، ثم كلمته الطويلة فى جامعة القاهرة، أو «الرئيس المواطن» الذى يخرج للصلاة فى المسجد الأبيض المجاور لمنزله غير مكترث بالبروتوكولات والأمن، أو «الرئيس الأوحد» الذى يدير كل شىء بنفسه.

 

من المبكر جدا عقب مرور أسبوع واحد الحكم على خليفة مبارك فى الحكم، على الأقل هذا ما يقوله من تحدثت إليهم «الشروق»، وتراجعت فكرة الزعامة بحكم «القدرات الشخصية والتربية الإخوانية التى تنشئ رجلا إصلاحيا وليس زعيما»، كما يعتقد المدير التنفيذى لمنتدى البدائل محمد العجاتى. ولم تستقر فكرة الرئيس «الذى يقوم بكل شىء وتراجع هو لصالح مؤسسة الرئاسة التى عادت مكوناتها لتعمل بقوة»، يقول العجاتى فى إشارة إلى تدخل «الدواعى الأمنية» أحيانا فى تحركات الرئيس الجديد وتفويضه شخصيات للقاء المعتصمين وإنشائه ديوانا للمظالم.

 

الدكتور الرئيس شكل لجانا للمعتقلين أمام المحاكم العسكرية، وأخرى للبحث عن ملابسات وأدلة قال الثوار فى يناير ٢٠١١، إجراءات تكسبه قدرا من الشعبية.

 

بذل مرسى جهدا للوصول إلى هذا المنصب ــ دعمته فيه جماعته للإخوان المسلمين ــ والتفت حوله قوى سياسية أخرى ضاعفت من أصوات ناخبيه، لكنه يبدو وللوهلة الأولى غير مكترث بالنفوذ الذى منحه له هذا المنصب.

 

«هو بالفعل مواطن لأنه أول رئيس من خارج دوائر السلطة»، يقول الناشط السياسى وائل خليل فى إشارة إلى رؤساء سابقين سبق تنصيبهم سنوات فى دوائر وكواليس حكم مصر ومناصب رائعه فى الجيش، مرسى على النقيض أكاديمى وسياسى محدود الشهرة حتى شهور مضت.

 

هذه السابقة «صادفت أيضا أنه متواضع الحال وليس من النخبة ويشبه كثير من المصريين، يشبه الأغلبية»، كما يصفه وائل خليل الذى التقى مرسى المرشح عشية الجولة الثانية للانتخابات، ومرسى الرئيس بعد 3 أيام من أدائه اليمين الدستورية. يقول: «هو ليس من الأعيان ولم يتعلم فى مدرسة أجنبى وأخوه بيشتغل بذراعه وزوجته عادية»، وتظهر هذه البساطة فى لغة خطابه وطريقة أدائه وإلقائه رغم أنه أظهر جرأة وانفتاحا يتجاوزان الثقافة التقليدية للإخوان.

 

ويعتقد سياسيون ممن التفوا حول مرسى دعما له فى مواجهة أحمد شفيق أنه عندما احتكم للصندوق كان بحاجة للشارع والقوى السياسية، واليوم وهو يحتكم إلى أداء رئيس بعد ثورة يتعاظم هذا الاحتياج، أيا كانت المواجهات المقبلة فى طريقه، «لأن شرعية الميدان بالمعنى السياسى للكلمة هى أعلى شرعية».  «مرسى نجح بالثورة» هذا ما قيل له صراحة يوم أن استقبل فى قصر الاتحادية أعضاء «الجبهة الوطنية»، وجزء من التحدى أمام مرسى هو إدراكه لهذا الأمر ولقدرته على الارتكان للشارع، رغم تعارض الفكرة مع تاريخ الإخوان وتاريخه هو شخصيا. موكب رئاسى لا يغلق الشوارع ورئيس يستقبل متظاهرين يحمل بعضا من دلالات تنظر إليها نخب سياسية ومواطنون يتوجس، فمبارك الذى حكم ٣٠ عاما بدأ باستقبال المعتقلين فى الرئاسة وبدلة «عمالية» صنعت فى مصر وانتهى ديكتاتورا يرتدى بدلة حيكت لشخصه وتحمل خطوطها حروف اسمه.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك