بعد طول مقاومة.. أمريكا تمد يدها للإخوان (القوة الوحيدة على الأرض) - بوابة الشروق
الجمعة 27 سبتمبر 2024 2:19 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد طول مقاومة.. أمريكا تمد يدها للإخوان (القوة الوحيدة على الأرض)

المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين محمد بديع
المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين محمد بديع
واشنطن - الفرنسية
نشر في: الأحد 8 يناير 2012 - 11:25 ص | آخر تحديث: الأحد 8 يناير 2012 - 1:40 م

تمد الولايات المتحدة، بعد تحفظ طويل في الماضي، يدها إلى الإخوان المسلمين، في محاولة للتكيف مع الواقع السياسي الجديد في مصر، لكنها تشعر بالقلق من موقف الجماعة من الأقليات والمرأة واتفاقية السلام مع إسرائيل.

 

وفي أول انتخابات برلمانية بعد تنحي مبارك، أعلن حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين فوزه بـ 35.2% من أصوات الناخبين في المرحلة الأولى من الجولة الثالثة والأخيرة.

 

ولم تحصل أحزاب المعارضة الليبرالية والعلمانية على عدد كبير من الأصوات، فيما علقت عليه مارينا أوتاواي، التي ترأس برنامج الشرق الأوسط في واشنطن لمعهد مارنيجي للسلام الدولي: "من الواضح أن الإخوان الآن هم القوة الوحيدة على الأرض.. وعلى المسئولين الأمريكيين التحدث إليهم".

 

وحتى قبل بدء الانتخابات، كانت الولايات المتحدة تدرك أن عليها التعامل مع الإخوان المسلمين، الحركة السياسية الأفضل تنظيما في مصر، في جمهوريتها الجديدة التي لم يعد يهيمن عليها الحزب الوطني الديمقراطي الذي كان يقوده مبارك.

 

وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قبل الانتخابات: إن الولايات المتحدة أجرت "اتصالات محدودة" مع الإخوان المسلمين في إطار "استئناف سياسة" طبقت قبل ست سنوات، في ضوء التغيرات السياسية في مصر.

 

وأوضحت أوتاواي أن إدارة الرئيس السابق جورج بوش كفت عن الحديث عن برنامجها لتشجيع الحرية والديمقراطية بعدما فاز مرشحون مدعومون من الإخوان المسلمين بـ20% من مقاعد البرلمان في انتخابات 2005.

 

وأضافت، أن ادارة بوش "أقرت بشكل أساسي صحة خط مبارك" بأن الإخوان المسلمين والناشطين الإسلاميين المرتبطين بهم يشكلون تهديدا لمصر ولاستقرار المنطقة، مع أنهم تخلوا عن العنف منذ عقود.

 

وتحولت مصر إلى محور أساسي في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط منذ 1979، بعدما أصبحت أول دولة عربية توقع اتفاقية سلام مع إسرائيل.

 

وقالت أوتاواي: إن "الولايات المتحدة دعمت أساسا مبارك في قمعه الإخوان المسلمين"، وأضافت، أن مسئولين أمريكيين رفضوا دعوات من المجموعة الفكرية التي تنتمي إليها، لحضور اجتماعات مع مجموعات عربية إسلامية، بينها الإخوان المسلمين بعد انتخابات 2005.

 

وتابعت أوتاواي: "بالنسبة للولايات المتحدة، أن تمد يدها الآن للإخوان المسلمين هو خطوة كبيرة، خطوة كان يجب أن تتم من قبل، لكن الولايات المتحدة قاومتها"، وأضافت: "إنه تغيير هائل وهم يفعلون ذلك لضرورته".

 

من جهته، قال المحلل ناثان براون: إن الاخوان المسلمين "أصدروا إشارات مطمئنة كافية لتعزيز الارتياح لهم في الولايات المتحدة وتبرير الاتصالات".

 

وأضاف براون، الاستاذ في جامعة جورج واشنطن، أن الإخوان المسلمين يعترفون أيضا بواقع أن الولايات المتحدة تبقى لاعبا دبلوماسيا مهما عليهم العمل معها.

 

وتابع: "لا شك أن الاخوان المسلمين منظمة محافظة جدا اجتماعيا وسياسيا" تثير القلق بشأن مكانة المرأة والأقلية المسيحية في مصر.

 

وأشار إلى أن موقف الاخوان المسلمين من اتفاقية السلام مع اسرائيل يبقى "مصدر قلق كبير في السياسة الخارجية".

 

وأوضح براون أنه "على هذا الصعيد، أصدر الاخوان مؤشرات مطمئنة لكنهم اكتفوا بالحديث بشكل عام عن هذه النقطة"، مشيرا إلى أن الإخوان المسلمين "كمنظمة قريبون من حماس ومعادون لإسرائيل".

 

أما شبلي التلحمي، الأستاذ في جامعة مريلاند، فقال إن الإخوان المسلمين لا يريدون "زعزعة الوضع في السياسة الخارجية" أو إجراء تغييرات جذرية، بينما يسعون إلى إصلاح الاقتصاد المتضرر جدا في مصر.

 

وأضاف أنهم يريدون أن تواصل مصر الحصول على المساعدة الأمريكية والأجنبية، و"يبدو أنهم لا ينوون، على الاقل في الامد القصير، حظر المشروبات الكحولية أو السياحة الشاطئية في إطار عملهم لإنعاش القطاع السياحي".

 

وقال إنهم سيكونون أكثر تجاوبا مع الرأي العام مما كان مبارك، مضيفا: "إذا شنت إسرائيل هجوما على قطاع غزة كما فعلت في ديسمبر 2008، فقد تتخذ مصر بقيادة الإخوان المسلمين موقفا "أكثر عدائية" حيال الدولة العبرية، وإن كانوا لا يريدون إلغاء معاهدة السلام".

 

وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند الخميس الماضي في واشنطن أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر قدمت للولايات المتحدة ضمانات بالنسبة إلى احترام معاهدة السلام مع إسرائيل، وقالت المتحدثة للصحفيين: "قطعوا تعهدات لنا بهذا الشأن".

 

وأضافت: "حصلنا بالنسبة لهذا الموضوع على ضمانات من جانب مختلف المحادثين، وسنواصل السعي وراء الحصول على ضمانات أخرى في المستقبل".

 

وقالت نولاند إن الولايات المتحدة تحرص على التذكير بأنها تتوقع من "كل الفاعلين السياسيين في مصر أن يحترموا الالتزامات الدولية للحكومة المصرية".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك