بعد دعوة الرئيس.. هل يشرب المصريون مياه الصرف الصحي المعالج قريبا؟ - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 9:43 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد دعوة الرئيس.. هل يشرب المصريون مياه الصرف الصحي المعالج قريبا؟

تقرير – مصطفى ندا
نشر في: الإثنين 8 فبراير 2016 - 5:17 م | آخر تحديث: الإثنين 8 فبراير 2016 - 5:20 م
- «القابضة للمياه»: الأولوية من المعالجة الثلاثية للزراعة قبل الشرب
- المدير الأسبق لـ«القومي للسموم»: لا خطورة على صحة المصريين في تحويل الصرف لمياه للشرب
- الأمين العام لخبراء البيئة العرب: مصر تواجه أزمة في فصل مخلفات المصانع عن الصرف الصحي

«نحن في حاجة إلى إنشاء محطات معالجة ثلاثية بحوالي مليار متر مكعب لمياه الصرف الصحي على الأقل سنويا»، هكذا كان توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، والحكومة المصرية، فيما يتعلق بكيفية الاستفادة من مياه الصرف من خلال تحويل محطات المياه لنظام المعالجة الثلاثية؛ من أجل الاستفادة من المياه المهدرة بالزراعة، وتحويلها أيضا لمياه صالحة للشرب، وفقًا للاجتماع الأخير لمجلس الوزراء، والذي أقر بهذا المبدأ.

«الشروق»، حاورت خبراء في شؤون البيئة، والقائمين على الشركة القابضة للمياه، والمدير الأسبق للمركز القومي للسموم، لتوضيح الصورة للمواطنين حول كيفية تحويل مياه الصرف الصحي من خلال المعالجة الثلاثية إلى صالحة للشرب، واستخدامها بشكل آمن في الزراعة.

العميد محسن الصيرفي، المتحدث باسم الشركة القابضة للمياه والصرف الصحي، قال: إن «تحويل مياه الصرف الصحي لمياه صالحة للشرب كانت تجربة ناجحة في كثير من بلدان العالم، ومنها سنغافورة التي تضع نظام معالجة رباعية لمياه الصرف لتكون صالحة للشرب، مشيرا إلى أنه أتى بزجاجة من تلك المياه لمصر للتأكد من صحة الأمر.

وأوضح «الصيرفي»، «المعالجة الرباعية لمياه الصرف التي استخدمتها سنغافورة مكلفة للغاية، وتحتاج لتقنية عالية»، لافتا إلى أن مصر تمتلك محطات معالجة ثنائية وثانوية لمياه الصرف، ولكن نريد تحويل محطاتنا إلى نظام المعالجة الثلاثية، والتي تمكنا من زراعة جميع المحاصيل المختلفة بدلا من المعالجة الابتدائية، والتي ينتهي بها المطاف لزراعة عدد محدود من النباتات مثل الكافور وبعض القشريات مثل الموز، والبرتقال».

وأضاف «هناك بعض الخلط في فهم حديث الرئيس السيسي، لأنه قال: (نتمنى تحويل جميع المحطات إلى المعالجة الثلاثية)، ومبرره في ذلك إن مصر تنتج 24 ونصف مليون متر مكعب مياه من المحطات، وفي الوقت نفسه هناك 13 مليون متر مكعب من مياه الصرف تذهب إلى النهر، وبالتالي هو أمر غير جيد؛ لأننا نعمل على تنظيف مياه نهر النيل، والاستفادة منها بشكل أكبر في الزراعة».

وتابع «لدينا عجز مائي، وإذا لم يكن هناك استغلال لمياه الصرف من خلال معالجتها ثلاثيا، والاستفادة منها في الري وزراعة المحاصيل والشرب، فسيكون هناك مشكلة حقيقية، وهو ما كان يقصده الرئيس في حديثه».

ولفت إلى أن «الرئيس السيسي، يتحدث عن خطة استراتيجية طويلة الأجل من أجل تحسين جودة المياه في المصارف، وفي هذه الخطة ستكون أولوية الاستفادة من محطات المعالجة الثلاثية للزراعة، وفي مرحلة أخرى من الممكن توسيع استخدام مياه الصرف وتحويلها لصالحة للشرب، وفقا للإمكانيات ومعدلات الاستثمار المتاحة من الخارج في تلك المحطات».

وفيما يتعلق بمخاوف المواطنين من تحويل مياه الصرف لصالحة للشرب، قال الدكتور عبد الرحمن النجار، أستاذ الأدوية بطب القصر العيني، والمدير الأسبق للمركز القومي للسموم، إن «المعالجة الثلاثية لمياه الصرف لاستخدامها في الري أمر معمول به في جميع أنحاء العالم؛ لأن مياه الصرف بها نسبة أموانيا، وهي عنصر مفيدة للتربة، ومن الممكن استخدامها في الشرب، ولكن تحتاج لتكلفة أعلى».

وأضاف «من الناحية العلمية ليس هناك أي خطورة على صحة المواطن في تحويل مياه الصرف من خلال المعالجة الثلاثية لصالحة للشرب، ولكن الأولى يجب تحلية مياه البحر أو المياه الجوفية».

ويرى الدكتور مجدي علام، الأمين العام لاتحاد خبراء البيئة العرب، أن «هناك دول تستخدم المعالجة الثلاثية في الشرب من خلال خلطها مع موارد مياه عزبة نقية، ووفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية، تؤكد أن مياه الصرف صالحة للشرب من خلال المعالجة الثلاثية، ولكن المصريين لن يصدقوا ذلك».

وتابع «الأزمة التي تواجه الدولة هي عدم قدرتها على فصل شبكة الصرف الصناعي عن شبكة الصرف الصحي، فجميع المصانع تلقي مخلفاتها بمحطات الصرف، وهو ما يصعب مهمة استخدامها بمياه الشرب»، مضيفا «لابد من عملية معالجة لجميع المعادن الثقيلة، ولكل الأملاح والكيماويات التي توجد بمخلفات المصانع، وهو ما يتطلب تكلفة مرتفعة للغاية».

وأشار إلى أن مصر تستخدم المعالجة الثنائية في زراعة 20 ألف فدان، ولدينا طموحات لزراعة نصف مليون فدان غابات خشبية من خلال استخدام مياه الصرف، وهو ما يوفر استيراد الورق بحوالي 1.2 مليار دولار.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك