مصر لن تكون قبلة المطربين العرب خلال الصيف المقبل أيضا ليس بسبب الأحداث السياسية التى ما أن تهدأ حتى تعود إلى بؤرة الاشتعال مرة أخرى. ولكن لأننا لا يوجد لدينا أى مهرجان مصرى يستطيع ان يجذب أى مطرب عربى. القاهرة اصبحت للمطربين العرب مجرد مدينة ترانزيت للقاء يجمع شاعرا أو ملحنا مصريا بمطرب عربى ليس إلا. لو استطلعنا جوازات سفر نجوم الغناء العربى خلال العامين الأخيرين ستجدها إما أنها تخلو من تأشيرة الدخول أو أن الدخول كان لمرة أو مرتين ومدة الإقامة لا تزيد على أيام تعد على أصابع اليد الواحدة.

راغب علامة أبرز المطربين الذين هجروا مصر خلال العام ونصف العام الماضى رغم انه طوال العشر سنوات التى سبقت هذا التاريخ كان يقيم بشكل شبه دائم بين القاهرة وبيروت. وهو من جانبه تمنى أن يزور مصر بعد غيابه عنها لأول مرة فى حياته لمدة 18 شهرا. ورغم ان راغب لم يبد تخوفه من الأحداث السياسية التى تمر بها مصر لكنها العامل الأهم الذى أدى لابتعاده.

وائل جسار أصبحت القاهرة بالنسبة له مجرد لقاء يجمعه بالشاعر نبيل خلف والملحن وليد سعد رفقاء النجاح فى آخر ألبوماته وحضر أكثر من مرة لكنه لم يظهر فى الصورة بسبب تزايد الانفلات الأمنى.

أليسا ونانسى عجرم تعاملتا مع القاهرة بنفس المنطق لذلك لم نرهما حتى خلال موسم أعياد الربيع «شم النسيم» لان المتعهدين خشوا ان يتم التعاقد معهما ثم يحدث مكروه ويتم الالغاء وبالتالى يطير مقدم العقد. أما هيفاء وهبى فزواجها من رجل الاعمال المصرى خفف من وطأة ابتعادها عن مصر كما انها دخلت عملا دراميا بعنوان مولد وصاحبه غايب يعرض خلال رمضان مما استوجب وجودها.

كاظم الساهر رغم انه يمتلك شقة بالقاهرة فإن زياراته لها اصبحت شبه معدومة ربما ليس بسبب الأحداث لان كاظم قد قلل من نشاطه الفنى فى مصر قبل 2009 وكانت آخر زيارة أعلن عنها التى كانت بسبب وفاة والدته فى مارس 2009 ثم سافر بعدها للعراق من اجل دفنها ومنذ ذلك التاريخ لم يعلن عن حضوره بشكل رسمى للمشاركة فى أى حفل.

هناك أسماء أخرى كانت علاقتها بالقاهرة متقطعة مثل نوال الزغبى وديانا حداد وصابر الرباعى وجورج وسوف ونجوى كرم.

وإذا كان ذلك حال المطربين العرب فالمطربون المصريون أصبح تواجدهم الفنى فى مصر شبه معدوم والظهور أصبح فى أضيق الحدود وهو ما جعل بعضهم يفكر جديا فى الذهاب لدبى مثل عمرو دياب ورغم أنه نفى ذلك فإن الجلسات الخاصة بينه وبين بعض المطربين المقربين منه شهدت نقاشا حول سفره إلى دبى وهو ما يؤكد ان الامر كان يأخذه عمرو بشكل جدى الا ان جلسة العشاء الأخيرة مع المطرب محمد منير قد حسمت الامر حيث نصحه الأخير بضرورة البقاء فى مصر مهما كان الوضع. وبالفعل انغمس عمرو فى إعداد ألبومه الجديد.

شيرين عبدالوهاب وجدت فى السوق الخليجية للحفلات متنفسا لها وكذلك بيروت وبالتالى فالوضع هناك أفضل ماديا ومعنويا. والموسم الصيفى المقبل سوف يشهد جولات أخرى جديدة لها. وستحظى انغام بنفس الفرصة فى العمل بالمهرجانات الخليجية والعربية الأخرى مثل جرش وقرطاج وبيت الدين وتأتى معهما آمال ماهر صاحبة الشعبية فى الخليج منذ ان كانت تغنى لأم كلثوم فقط والآن أصبحت لها اعمالها الخاصة والتى فتحت لها مجالات جديدة هناك. هانى شاكر ربما يكون الأكثر حظا بين مهرجانات شمال أفريقيا حيث يغنى خلال مايو الحالى بمهرجان موازين.

داخل مصر الأمور غير واضحة المعالم لا مهرجانات، لا حفلات بما فى ذلك التى تقام فى الساحل الشمالى لا حس ولا خبر عنها حتى الان ربما يكون الشىء الواضح هو 6 حفلات خاصة بمنير بدعم من الراعى الرسمى له شركة المحمول والتى أقيم منها حفل فى عيد الربيع ويتبقى خمس إحداها ربما تكون فى الساحل داخل إحدى القرى السياحية. أما مهرجانات الأوبرا التى تعتمد فى الغالب على نجوم أقل شعبية حتى الآن لم يعلن أن كانت