«هتكلم ومش فى خطتى السكوت يا عسكر»، عبارة مليئة بالتحدى عبرت بها إحدى الفتيات اللاتى قبض عليهن فى أحداث العباسية، آية محمد كمال، على حسابها الخاص على تويتر، عقب الإفراج عنها بساعات قليلة أمس الأول.

آية، الطبيبة النفسية صاحبة الـ25 عاما، ترفض الإفصاح عما حدث لهن بالتفصيل خلال فترة احتجازهن، إلا بعد أن تتقدم ببلاغ للنائب العام هى وزميلاتها الثمانى، وسمحت فقط بنشر تغريداتها على موقع تويتر، للتدوين القصير.

وقالت لـ«الشروق»: «تمت معاملتنا بشكل سيئ جدا، ولو بقينا يوم واحد فى سجن القناطر، كنا شوفنا أيام سودة».

«أنا محاصرة ومجموعة كبيرة من الناس جوه مسجد النور، الجيش محاصرنا وبيهددوا بالاقتحام وقتلنا وجريوا بالمدرعات ورا باقى الناس»، كانت هذه أول تغريدة لآية تصف بها المشهد فى أحداث العباسية، عصر الجمعة الماضى.

بعدها بلحظات قليلة انقطعت آية عن التغريد، لتخرج بعد ذلك بيومين وتحكى جزءا مما حدث معها وزميلاتها بعد القبض عليها: «عدد البنات المعتقلات 15 بس الحقيقة إن المعتقلات اللى فعلا من الثورة 8 بس والباقى كانوا تحريات حاطينهم وسطنا يراقبونا ويحاربونا نفسيا».

وتبع هذه التغريدة أخرى بها أسماء البنات، التى وصفتهم آية بـ«الثوريين»: «أسماء البنات الثوريين المعتقلين الحقيقيين نسرين، حياة، إسراء، نورا، هند، هاجر، منى وأنا، والباقى لمراقبتنا، حسينا من أول دقيقة لما محدش مد إيده عليهم».

عادت آية مرة أخرى لما حدث قبل القبض عليها، قائلة: «اقتحام مسجد النور بالبيادات كان قدام عينى وإطلاق رصاص على هاجر واعتقلت معايا، ملحوظة العساكر مقلعوش البيادات إلا لما قادتهم أمروهم».

وصفت آية ما شاهدته حتى وصلت إلى سجن القناطر بـ«الخطوات السوداء»، وأضافت: «قرار إرسالنا لسجن القناطر كان صادرا من قبل وصولنا أصلا للنيابة العسكرية للتحقيق معنا واللى بدأ على نص الليل والسجن كان متبلغ من قبل التحقيق».

آية اكتفت بهذه التغريدات عما حدث لها خلال فترة اعتقالها وقالت «هصرح إعلاميا مش لوحدى لازم أنا وزمايلى الـ7 ويكون كلامنا على أساس قانونى عشان بجد نجيب حقنا وحق غيرنا». لكنها عادت لتروى لحظات ما قبل الإفراج عنهن فى سجن القناطر «أول شىء عملناه قبل لحظة خروجنا من سجن القناطر سجدنا شكرا لله، وأول ما خرجنا من المباحث هتفنا يسقط يسقط حكم العسكر».

بحسب تغريدات آية فإن «الداخلية قالولنا إنتو زى أخواتنا مش هنطلعكم الساعه 2 بالليل هنسيبكم الصبح خليكم معانا ورفضوا نكلم أهلنا ييجوا ياخدونا»، مشيرة إلى «أنهم قعدوا يماطلوا فى الإجراءات لحد لما صلينا الفجر وفجأه قالولنا يلا أنتوا هتمشوا وطلعونا من مبنى المباحث».

عن لحظات خروجهم من سجن القناطر تروى آية قائلة «خرجنا مرعوبين معناش ولا مليم والدنيا لسه مطلعش فيها الشمس ومعناش تليفونات وفوجئنا بأن فى ناس مستنيانا، كانوا أصحابنا ورجعونا لأهلنا».