«الشىء الأكيد الوحيد فى الموضوع ده، إن فيه محاولة بل واستعداد لخروجه من مزرعة طرة»، هكذا تحدث مصدر طبى عسكرى عما يتردد حول الحالة الصحية للرئيس السابق محمد حسنى مبارك، الذى يقضى عقوبة المؤبد فى سجن مزرعة طرة.
المصدر الطبى العسكرى الذى تحدث لـ«الشروق» صباح امس والذى قال انه لا يسمح له بالدخول للغرفة العناية المركزة بمستشفى السجن حيث يرقد مبارك، أضاف أن الحديث بالدقة والتحديد عن تدهور حاد فى حالة مبارك الصحية واحتضاره هو أمر يتم بناء على معلومات «غير كاملة» يقول بها من يسمح لهم بالدخول إلى المنطقة الطبية التى يرقد فيها مبارك.
«ما فيش حد بيقول كلام كامل، بنسمع كلام زى تعبان قوى ومش مركز ومش قادر وشكله خلاص، لكن طبيا ما نسمعه يشير إلى حالة صحية سيئة لشخص متقدم فى العمر ومحبط نفسيا وقد يكون على شفا الاحتضار وقد لا يكون،» ــ هكذا المصدر أضاف.
وبالفعل تتفاوت التوصيفات التى تقول بها المصادر المتحدثة عن الحالة الصحية لمبارك، ففى حين قالت بعض هذه المصادر إن الرئيس السابق تم وضعه على جهاز تنفس صناعى، قالت مصادر أخرى إنه يحصل على أكسجين ليساعده فى التنفس بسبب ضعف وصول الأكسجين من الرئة للمخ، وفى حين تحدثت بعض المصادر عن ارتفاع حاد فى ضغط دم مبارك، قالت مصادر أخرى إن المشكلة الرئيسية التى يعانى منها هى هبوط حاد فى ضغط الدم بصورة متكررة تهدد بتوقف عضلة القلب، بينما تشير مصادر إلى ضعف متوال للمؤشرات الحيوية لجسد الرئيس السابق.
وتقول مصادر أخرى، إن ما يعانيه مبارك من ضعف فى التنفس وفى النبض وفى أداء وظائف الكبد والكلى هى أمور طبيعية بالنسبة للمرحلة العمرية، ومجمل «البروفايل» المرضى لرجل يعانى من جملة مشاكل صحية من بينها سرطان رأس البنكرياس.
فى الوقت ذاته قالت مصادر بمستشفى المعادى العسكرى إن هناك استعدادات لنقل الرئيس السابق إلى هناك فى أقرب وقت، وإن طابقا تم تخصيصه للرجل الذى جلس على سدة حكم مصر ثلاثين عاما قبل ان يضطر للتنحى يوم 11 فبراير 2011، جراء ثورة شعبية عمت البلاد لمدة 18 يوما بدءا من الخامس والعشرين من يناير.
مصادر اخرى اشارت لنقل محتمل لمبارك ثانية للمركز الطبى العالمى، مشيرة إلى حالة استنفار هناك ايضا، بينما تشير مصادر رسمية إلى استعدادات لنقل مبارك للعلاج فى الخارج ــ دون تحديد ما إذا كان الخارج هو بلد عربى كرر خلال الايام الماضية عرضا بالاستضافة لتقديم الرعاية الطبية أو بلد اوروبى.
من ناحية أخرى، قالت شخصيات سياسية مشاركة فى التظاهرات التى استعادت تكثيفها فى ميدان التحرير واماكن اخرى فى محافظات عديدة، ان خروج مبارك من سجن مزرعة طرة سيكون إهانة اضافية لشعب ثار لإزاحة رئيسه وغضب لتبرئة المحكمة لمساعدى وزير الداخلية المتهمين بتنفيذ اوامر بقتل المتظاهرين العزل فى ميدان التحرير خلال أيام الثورة الاولى.
وقال وائل خليل، الناشط السياسى البارز، ان هناك شعورا عاما بأن قصة تدهور صحة مبارك التى تتناقلها وسائل الاعلام، بالأساس بناء على ما توفره وسائل الاعلام الرسمية التابعة للدولة من معلومات، هى «بصورة أو أخرى قصة مبالغ فيها وتمثيلية أكثر منها حقيقة».