خبراء: الخطة طموحة.. وأعطت القطاع الزراعى دفعة قوية
وزير الزراعة: المشروع يخلق مجتمعات متكاملة خلال عامين
أعطت الخطة الطموحة التى أعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى مجال استصلاح الأراضى، بإعلانه عن مشروع قومى لزراعة واستصلاح 4 ملايين فدان، دفعة قوية للقطاع الزراعى، حيث وصلت المساحة المستصلحة من المشروع خلال العام الأول إلى نحو 500 ألف فدان بحسب التقديرات والبيانات المختلفة من المليون فدان الأولى خلال عام واحد فقط، وبهذا يكون مع مضى العام قد بلغت نسبة الانجاز فى عملية الاستصلاح نحو 50%، بحسب خبراء الزراعة، الذين وصفوا الخطة بـ«الطموحة». مؤكدين أن نتائجها جيدة، وأن ما نفذ منها بمثابة الإنجاز.
وقال الدكتور يحيى متولى، أستاذ الاقتصاد الزراعى بالمركز القومى للبحوث، إن هناك مجموعة من العقبات أدت إلى عدم الوفاء بالمطلوب خلال الموعد المحدد للانتهاء من استصلاح المليون فدان كمرحلة أولى من المشروع القومى، لافتا إلى أنه كان من المفترض الانتهاء من استصلاح المليون فدان الأولى خلال شهر ديسمبر الماضى، حسب الجدول الزمنى الذى تم تحديده للمشروع، لافتا إلى أنه حتى الآن لم يتم الانتهاء من عملية الاستصلاح نظرا لتبنى الدولة تلك المهمة مما عطل الأمر.
وأضاف متولى لـ«الشروق»، أن نسبة الانجاز فى مشروع استصلاح المليون فدان حتى الآن بلغت من 40 إلى 50% بمعدل من 400 ــ 500 ألف فدان، لافتا إلى أنه كان يتوجب ترك مهمة الاستصلاح للمستثمرين الجادين، وذلك لما لديهم من أموال تستطيع تخطى العقبات التى واجهت الحكومة فى مشروع الاستصلاح، وأن عمليات الاستصلاح مكلفة جدا، ومليئة بالعقبات التى يصعب تخطيها، متوقعا أن تنتهى الدولة من عملية الاستصلاح بنهاية العام الحالى.
ولفت متولى، إلى أن الأراضى عند استصلاحها تنقسم لثلاثة أقسام، أولها أرض «تحت الحدية» أى أن تكاليف الاستصلاح أكبر من الايرادات، وثانيها أرض حدية بمعنى التكاليف متساوية مع الايرادات، وهنا لا توجد أرباح أو خسائر، وثالثهما أرض فوق حدية بمعنى أن الايرادات أكبر من التكاليف وهنا يوجد الربح. مضيفا أن الفدان فى المشروع تتكلف عملية استصلاحه نحو 50 ألف جنيه، موضحا أن عملية الاستصلاح تشمل معرفة كميات المياه الجوفية الموجودة فى كل منطقة، وقياس نسبة الملوحة فى الأرض، بحيث ألا تزيد عن 60 «مليموز» (وحدة قياس الملوحة)، بجانب تسوية الأرض، والأضافات اللازمة لتحسين نوعية التربة حتى يمكن أن تكون قابلة للزراعة.
وأشار أستاذ الاقتصاد الزراعى، إلى أن البنية التحتية تتم من خلال عمل صرف زراعى بحيث لا يجعل مستوى سطح الماء أعلى من التربة، وتحديد كمية احتياجات مياه الرى اللازمة للأراضى، مضيفا أنه لابد أن يكون لوزارة الزراعة إشراف جدى على المستثمرين.
وقال مصدر مطلع لـ«الشروق»، إن الرئيس السيسى شدد على ضرورة الالتزام بالجدول الزمنى للمشروع، وأن وزارتى الرى والزراعة تجريان دراسة مشتركة الآن لتحديد الفترة الزمنية التى يمكن الاستفادة فيها بالمياه الجوفية، بعد أن أكدت دراسات سابقة أنها تكفى من 150 إلى 200 عام على الأقل، وأن الرئيس طلب من الوزارتين الانتهاء من تلك الدراسة خلال 3 أشهر تنتهى فى 23 يونيه القادم تكون بعدها الدراسة جاهزة أمام الرئيس، بحسب المصدر.
ويقول الخبير الزراعى الدكتور على إبراهيم، إنه حتى الآن لا توجد دراسات مكتملة لمشروع «المليون فدان»، لافتا إلى أنه لم يتم الإعلان عن الأماكن والمحافظات بشكل رسمى، عدا بعض المناطق التى تناثرت أقوال عنها مثل 150 ألف فدان جنوب شرق منخفض القطارة، قائلا إن هذه المنطقة ليس بها مخزون متجدد من المياه الجوفية.
وتابع: «ومن المناطق المعلن عنها أيضا، منطقة غرب المنيا وربما تكون مناسبة للتوسع الزراعى بعد الانتهاء من استكشاف مخزون المياه الجوفية بها، ثم منطقة الكريمات فى ريف الجيزة وهذه منطقة مناسبة».
وأضاف إبراهيم، لـ«الشروق»، أنه من الملفت للنظر تعرض منطقة الفرافرة، التى تم اختيارها كبداية للمرحلة الأولى من المليون فدان، تعرضها لحادثين إرهابيين فى العام الماضى، متسائلا عن الهدف من استهداف المنطقة تحديدا، لافتا إلى أن عمق المياه فى آبار منطقة الفرافرة، نحو 1200 متر أيضا، كما أنها غنية بالأملاح وخام الحديد، حتى أن المياه تخرج حمراء أحيانا من بعض الآبار بسبب غناها بعنصر الحديد، ناصحا بإنشاء المصانع اللازمة لتصنيع المحاصيل التى ستنتجها تلك المناطق فى أماكنها وبذلك يكون لها جدوى اقتصادية وعائد مادى عالى وكبير حتى يكون لزراعتها جدوى خاصة.
وقال إن أفضل المحاصيل الزراعية المناسبة لمنطقة الفرافرة، هى محاصيل الوقود الحيوى مثل أشجار الجاتروفا والبونجاميا لإنتاج الديزل الحيوى (السولار) الذى تستورد مصر منه نحو 50% من احتياجاتنا بسعر يصل إلى 10 جنيهات للتر الواحد، وبالتالى يمكن إقامة مصنع للوقود الحيوى فى الواحات داخل الحقول ليقوم بإنتاج السولار وتوفير حاجة المحافظة وما حولها من السولار الشحيح لأهميته الكبيرة فى المحافظة لوسائل المواصلات وماكينات الرى والجرارات الزراعية وسيارات نقل المحاصيل وسيارات النقل وغيرها.
وقال أستاذ الأراضى والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة، الدكتور نادر نور الدين، إن الرئيس صرح بأن المليون فدان الأولى مخصص لها نحو 25 مليار جنيه مصرى، لإقامة مجتمعات عمرانية متكاملة وليس استصلاح أراضٍ فقط، أى أن كل منطقة سيكون بها شبكة طرق ومبانٍ سكنية ومستشفيات ومدارس ومساجد وأندية رياضية ومحلات بيع وغيرها، من المجتمعات العمرانية.
وأضاف نور الدين لـ«الشروق»، أن وزير الرى، أعلن أنه سيتم حفر نحو 200 بئرا فى توشكى لرى 150 ألف فدان بأعماق من ألف إلى 1200 متر، لافتا إلى أنها أعماق كبيرة. وأضاف: «لا نمتلك الآن إلا 55.5 مليار متر مكعب + 5 مليار مياه جوفية نستهلكها حاليا بإجمالى 60 مليار متر مكعب فقط»، لافتا إلى أن أى توسع زراعى يحتاج إلى تدبير موارد مائية أولا من المياه الجوفية، أو شراء وحدات معالجة متقدمة لمياه الصرف الزراعى والصحى والصناعى، والتى يمكن أن تضيف لمواردنا المائية مجتمعة نحو 20 مليار متر مكعب سنويا تكفى لزراعة 4 ملايين فدان، وتنقذ نهر النيل والترع والمصارف من التلوث، وتنقذ حياة الفلاحين والمصريين من الأمراض المنقولة بالمياه، وتوفر لمصر صادرات زراعية آمنة بعد أن يعلم العالم أن مصر قضت على تلوث مياه نهر النيل علما بأن إجمالى تكلفة هذه المحطات المعالجة لن تتكلف إلا نحو 17 مليار جنيه مصرى ولا تزيد تكلفة معالجة المتر المكعب من المياه بها عن جنيه واحد وهو سعر جيد.
يذكر أن وزير الزراعة قد أعلن أن مشروع المليون فدان يهدف لبناء مجتمع متكامل سيتم إنجازه خلال عامين، وتوزيعه وفق آليات واضحة حتى لا تتكرر الأخطاء الماضية، مؤكدا أنه مستهدف نحو مائة ألف فدان بمنطقة الفرافرة، وتم الانتهاء من 10 آلاف فدان كنموذج لمجتمع زراعى وصناعى متكامل.
وأكد هلال، على أنه سيتم توزيعها على الشباب والفئات الاجتماعى أول أكتوبر المقبل، كما تم إنشاء 500 منزل يتم توزيعها على الشباب منتهية البنية الأساسية، لافتا إلى أن مشروع الفرافرة يمثل نموذجا لقرى التوطين مع قرية الأمل فى شرق قناة السويس، وهما نموذجان لباقى القرى فى مشروع المليون فدان، مؤكدا حرص الحكومة على تذليل جميع العقبات أمام المستثمرين، ودفع عجلة وضمان جدية الاستثمار الزراعى فى هذه المناطق.
اقرأ أيضا:
رؤساء الأحزاب يقيِّمون عامًا من حكم الرئيس
قناة السويس الجديدة.. «ترمومتر الإنجاز» للسنة الأولى من حكم السيسى
عمرو الشوبكى: السيسى يدير البلاد بالطبعة الأخيرة لنظام مبارك
السيسى ومجلس النواب.. عام من الوعود والآمال المؤجلة
خبراء يختلفون حول دور المجالس التخصصية المعاونة للرئاسة
يسألونك عن توسعات الطرق فقل: فيها منافع لقناة السويس الجديدة
السيسى.. 365 يوما فى الحكم