رحب عدد من الخبراء السياسيين، بتصدر المملكة العربية السعودية أولى الزيارات الخارجية، لمحمد مرسي رئيس الجمهورية، معتبرين الاختيار موفقًا، ويحمل رسائل إيجابية، تصب في تعميق العلاقات الاقتصادية بين البلدين، فيما فسر آخرون الزيارة برغبة مرسي في استقطاب السعودية إلى صفوف الثورة.
في الوقت الذي استبعدوا فيه أن يكون مقصد الزيارة خدمة سياسية «أسلمة الدولة» كما يردد البعض، موضحين أن هذه التفسيرات غير منطقية؛ لأنه لا يمكن أن تصدر السعودية نموذجها الإسلامي، لتخلق منافسًا لها فيما تتميز فيه.
وقال الدكتور حسن أبو طالب، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: "إن اختيار مرسي للسعودية محاولة منه لإرسال رسالة لدول العالم والمنطقة العربية بشكل خاص، بأن وصول إخواني لرئاسة الجمهورية لا يعني الإضرار بالمصالح السعودية، بل هو فاتحة خير على البلدين، كما أن الزيارة تصب في التأكيد على تعميق العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية بين البلدين."
وأشار أبو طالب، أن: "مرسي يرغب في الحصول على تطمينات بشأن أمن وسلامة الأعداد الكبيرة من الإخوان، الذين يعملون ويستقرون في السعودية"، مؤكدًا أن: "هؤلاء لن يكونوا مصدرًا لإثارة التوترات داخل المملكة السعودية".
موضحًا، أن: "مصر والسعودية يشكلان النظام الإقليمي العربي، الذي انهار منذ أن انشغلت مصر بشؤونها الداخلية، ما أضر بالمصالح السعودية في المنطقة."
وأشار أبو طالب إلى: "تخوف دول الخليج من تصدير مصر لثورتها إلى شعوبهم، حيث سبق لمرسي وأكد على أن مصر لن تصدر ثوراتها إلى أحد، ولم ترغم الشعوب على اتباع وسائل التغيير رغمًا عن أنفهم، مما يحتم ضرورة إدراج هذه الدول في أول قائمة جدول زيارات مرسي الخارجية، لتتلوها بعد ذلك زيارات أخرى لدول المغرب العربي و السودان وشمال إفريقيا وحوض النيل، والتي تتطلب إعدادًا جيدًا للزيارة، ودراسة عميقة للملفات المشتركة بين مصر وهذه الدول".
فيما رأى أبو طالب، إرجاع البعض للزيارة بأنها تخدم سياسة «أسلمة الدولة»، بأنه: "تفسير غير منطقي، وذلك لأن السعودية لا ترغب في تصدير نموذجها الإسلامي إلى دول أخرى؛ لأنها متميزة بذلك النموذج الذي يجعلها زعيمة للعالم الإسلامي، ومن غير المعقول أن تقدم على خلق منافس لها بنفسها".
واعتبر الدكتور محمد الجوادي الخبير السياسي، أن اختيار مرسي للسعودية لتكون أول الدول بقائمة جدول الزيارات الخارجية، هو اختيار موفق، جاء محاولة منه لاستقطاب السعودية ضمن صفوف الثورة، في ظل محاولات قيادات الثورة المضادة للاستحواذ على دعمهما، وأن هذه الزيارة سيكون لها انعكاس طيب وإيجابي على الجانب السعودي.
موضحًا أن: "مرسي استند في اختياره للسعودية على أسباب أخرى؛ منها حصوله بها على أعلى معدل لأصوات المصريين بالخارج، فضلاً عما تمثله السياحة السعودية من أهمية لمصر"، مستنكرًا اتهامات تفسير البعض لهذه الزيارة على أنها امتداد لما يُعرف بـ«أسلمة الدولة».
موضحًا، أن: "المهاجمة المستمرة من جانب الناصريين واليساريين القدامى للإسلاميين، تخوفًا منهم من «أسلمة الدولة»، ستسيء الدول الغربية فهمها."
ورأى الجوادي، أنه: "من الأنسب أن تتصدر زيارات مرسي القادمة الدول التي سبق لها وقدمت مساعدات لمصر، كألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وأسبانيا، ثم يستكمل زياراته لليونان وتركيا وأمريكا ودول الاتحاد السوفيتي."