عن مينا دانيال ومذبحة ماسبيرو نتحدث .. الشاب الذى تلقى رصاص الغدر بدلًا من صديقه فى المظاهرات - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 12:07 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عن مينا دانيال ومذبحة ماسبيرو نتحدث .. الشاب الذى تلقى رصاص الغدر بدلًا من صديقه فى المظاهرات

جرجس فكرى
نشر في: الثلاثاء 9 أكتوبر 2012 - 11:00 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 9 أكتوبر 2012 - 11:00 ص

وسط 22 جسدا لشهداء كنيسة القديسين، وقف شاب ثائر فى قداس الجنازة ينظر إلى صناديق الجثامين، ويسيطر الصمت عندما يعود الأنبا يؤانس سكرتير البابا شنودة حينها والمرشح للكرسى الباباوى الآن، فى عظته ليشكر الرئيس محمد حسنى مبارك، ليتفاجأ بصراخ الشاب الثائر فى كلمة واحدة: «لا» ليرددها بعده الحاضرون، فينظر الأنبا يؤانس فى عيون مينا دانيال لكى يصمت، لكنه يستمر فى صراخه معترضا على كلامه.

 

لم يكتفِ مينا دانيال، يومها، بذلك بل خرج بعدها ليقود مظاهرات شبرا، ونجح فى إقناع المتظاهرين الأقباط فى التظاهر خارج أسوار الكنيسة ليصفعه أحد الكهنة المتربصين له والغاضبين من حماسه وجراءته ثم يفقد بعدها دانيال الوعى.

 

عندما أفاق مينا، بدأت مرحلة جديدة فى عمره بالخروج من أسوار الكنيسة إلى النضال من أجل الوطن، حسبما ذكرته مارى، شقيقته لـ«الشروق»، حيث أصبح مؤمنا بأن حل المشكلة القبطية يبدأ بتحرير الوطن من نظام فاسد يقمع الكل».

 

«أول ما تعرفت على مينا كنا فى مظاهرات بالإسكندرية، وأصيب بدل منى برصاص الشرطة، مينا مستعد يموت علشان أى حد»، كلمات قالها صديقه طارق، وهو يغالب دموعه بعد مرور عام على رحيله، ليتابع: «مر عام، وكل يوم اجلس فى المقهى الذى كان يجمعنا وأتذكر أجمل أيامى معه، مينا كان عضو فى حركة شباب من أجل الحرية والعدالة وحزب التحالف الشعبى الاشتراكى ولم يترك مظاهرة قبل الثورة إلا وشارك فيها وعندما اشتعلت الثورة شارك فيها وأصيب من موقعة الجمل ولكن عندما نصحه  طبيب الميدان بالراحة تركه ولم يبال بنصائحه وابتسم وذهب ليكمل معركته مع النظام الذى اتهمه بالاشتراك فى تفجير كنيسة القديسين والفساد وقمع الحريات».

 

وتتذكر مارى دانيال شقيقته والتى يعتبرها أمه الثانية أنها اتصلت به فى ذلك اليوم وطمئنها، قائلا: «متخافيش يا ماما أنا بعيد عن الضرب أنا بتفرج بس»، لتصطدم بعدها بأنه مصاب.

 

وتابعت: «قبل استشهاد مينا بيوم جاء لى ومعه حبيبته التى ترفض الزواج حتى الآن، وتعتبر أنه مازال حيا، لكن القدر لم يمهلهما، واختار لمينا أن يرحل».

 

وتكمل مارى أن مينا قال لها قبل نزوله المظاهرة «أنا هنزل يا ماما وحاسس إن هموت لكن لازم أنزل»، وتعاتب مارى نفسها وتتمنى لو عاد هذا اليوم لمنعته من النزول إلى أى مظاهرة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك