قبل عام من اليوم، تحول المجلس العسكرى من «كيان مجهول» ربما لا يعرف غالبية المصريين عنه شيئا، إلى «رئيس» ملأ السمع والبصر.
علاقة بدأت بثقة أقرب إلى المطلقة، وانتهت إلى شك أقرب للمطلق. عام، جرت خلاله فى النهر مياه كثيرة، وتعرضت الصورة لاهتزازات وشد متبادل وتشويش وتشويه ما بين متعمد وعفوى، وفى كل الأحوال كان المجلس العسكرى يلجأ إلى «البيانات» كنافذة يطل منها على الشعب المصرى، لتوضيح صورة أو تصحيح أخرى أو لفت الانتباه لثالثة، أو «الإيهام» برابعة.
كانت البداية فى اليوم الأخير من شهر يناير 2011، حين ظهر عضو المجلس العسكرى ورئيس إدارة الشئون المعنوية المقال، إسماعيل عتمان، تليفزيونيا، ليؤكد أن «القوات المسلحة لن تستخدم القوة ضد المحتجين، وأن حرية التعبير مكفولة لكل المواطنين الذين يستخدمون الوسائل السلمية»، وصولا إلى بيان أخير يؤكد فيه المجلس أنه كان يتوقع الثورة، وأنه سيعلن (يوما ما) عن حقائق «تجعل هذا الشعب يزداد فخرا بأبنائه فى القوات المسلحة».
وحيثما كان الظهور التليفزيونى وسيلة للمجلس العسكرى لإلقاء بياناته، كانت الوسيلة الأكثر استخداما هى صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى، فيسبوك، كلمات بخط أبيض على خلفية بلون أسود، كان المصريون يقرءونها رسائل بيضاء على خلفية بيضاء تستمد لونها من نصاعة سمعة قواتهم المسلحة، لكن، ومع دوران الشهور والأحداث والأزمات، صار بعضهم يقرؤها على العكس: كلمات سوداء على خلفية لم تعد بيضاء..
من (الاسترضاء) إلى (التحذير) إلى (الاستقواء)
رسائل الموبايل (العسكرية).. مسلسل من (التخويف)
عن (جدار الثقة الذى انهار).. يتحدثون
ألوان الخطوط: الأسود حازم.. والأحمر خطر
خبير إعلامى: وكأنهم مبارك