من بين محاسن الثورة فنيا أنها استطاعت أن تغير من مفاهيم السوق الغنائية وأصبح من الممكن الآن قبول أنماط غنائية مختلفة وهو ما ادى إلى سطوع جيل جديد من المطربين والمطربات، يضع كل قواعد السوق جانبا ويقرر ما يريده بعيدا عن أية ضغوط إنتاجية، قديما كان من يفعل ذلك نقول إنه يسبح ضد التيار وأحيانا ينزوى وربما يختفى تدريجيا وربما ينتهى به الحال إلى مهنة اخرى بعيدا عن الفن، لكن جيل 25 يناير مختلف، متفائل ومقاتل يسبح كيفما يشاء ويطوع الريح لمصلحته فلا تكسر مجاديفه أية أعاصيف سوق أو شلالات انتاج نمطى، من بين هؤلاء المطربة الشابة فيروز كراوية وان كانت تجربتها بدأت قبل سنوات من بداية الثورة وكانت وقتها تسبح مع من يسبحون ضد التيار ولكن أنها تحسب على جيل مطربين يناير والتى طرحت مؤخرا البومها الأول «برة منى» والذى ضم عددا من الأغنيات الطازجة والجديدة التى تحمل تفاصيل وحكايات عن بنت من هذا الجيل الذى قاد ثورة وخرج للحياة من فضاء الكترونى وتربى فى عصر الملتيميديا متنمرا وثائرا، ألبومها الأول «بره منى» إعلان عن جيل يرفض الرومانسية الساذجة المفتعلة المبالغ فيها دون مبرر والتى ظلت لسنوات طويلة تهيمن على الاغان، الرومانسية التى كانت تهين أحد الأطراف وتخلق منه عبدا ذليلا، الرومانسية التى تضع الرجل والمرأة على سطر واحد وفى مكانة واحدة
«أول مرة تقولى إحنا بعد ماكانت أنا ملياك.. أول مرة تقولى رأيك من غير ما أطلب واترجاك انت أجمل منجم حب قلبى اكتشفه بالحرية عايزة ارمى برا منى كل شىء يربطنى بيك عايزة القى جوا منى روحى إلى نسيتها فيك عايزة ابطل كره جسمى لما تستتخنى عينك».
حتى فتى الأحلام سطرت فيروز فى تجربتها الأولى نموذجا واقعيا بعيدا عن خزعبلات الاختيارات الرومانسية التقليدية، عاشق بقلب خالٍ انت بطلى المثالى لأنك مش مثالى ولأنك خيالى عايش ع الأحلام.
إنت نجم الكوميديا فى عصر المالتى ميديا ومتر الأرض عندك سعره مترين سلام.
تجربة فيروز كراوية، تجربة طازجة بكتاب أغانيها «كوثر مصطفى ونصر الدين ناجى، ورامى يحيى، وعمر طاهر، إسلام حامد، هيثم دبور، أحمد حداد، أحمد الفخرانى، تامر فتحى وبألحانها التى قام بها عمرو جاهين وأكرم مراد، شريف الوسيمى، إيهاب عبدالواحد، محمد رمزى» وبصوتها التعبيرى الذى لا يشبه أحد، فيروز كراوية تجربة وليس صوتا وهو أبرز مافى «بره منى».