بعد عشرة أيام من توليه منصب رئيس البلاد، فاجأ الرئيس محمد مرسى ليس فقط مصر والعالم العربى بل العالم الغربى أيضا بأول قرار جمهورى له بإلغاء قرار المجلس العسكرى بحل المجلس الشعب ليعود إلى ممارسة صلاحياته مرة أخرى، الأمر الذى ادى إلى انقسام داخلى بين مؤيد ومعارض.
فذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن القرار يعد خطوة مهمة اتخذها «زعيم السلطة» التى كان فى موضع جدل حول وضعه فى ظل احكام قبضة المجلس العسكرى على السلطة التشريعية بالبلاد قبل يومين من أن يكون رئيسا للبلاد.
وأضافت الصحيفة أن محللين لا يتوقعون وجود علاقة جيدة بين المجلس العسكرى والرئيس الاسلامى، لكنهم يرون أن مرسى سيخطو كل خطوة بحذر ليتجنب تلك المواجهة.
أما صحيفة واشنطن بوست فذكرت أن قرار مرسى بعد 10 أيام من توليه حكم البلاد خطوة جريئة، وشرارة النزاع بينه ومؤيديه الإسلاميين من ناحية، وبين المجلس السكرى والقضاة من ناحية أخرى.
واشارت الصحيفة إلى ان بعض الخبراء يرون أن العسكر يبدو على علم بخطة مرسى، فى الوقت نفسه يرى البعض الآخر أن جنرالات العسكرى لن يغفروا مثل هذا التحدى على سلطاتهم.
وأضافت الصحيفة أن إدارة اوباما امتنعت عن التعليق حول قرار مرسى، وذلك بعد زيارة نائب وزيرة الخارجية وليام بريز لمصر ودعوة أوباما لمرسى من أجل زيارة نيويورك لحضور مؤتمر الأمم الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر المقبل.
ووصفت شبكة سى. بى. اس الأمريكية هذا القرار «بالمفاجأة» وحتما ما سيؤدى إلى نزاع مع جنرالات العسكر، مضيفة أن هذه الخطوة تم اتخاذها بشكل كبير ليؤكد مرسى مدى قوته أمام العسكر.
وأفادت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور أنه من غير الواضح ما إذا كان قرار مرسى يعد تحديا مباشرا ضد العسكر أو أنه صفقة من خلف الأبواب المغلقة.
كما رأت صحيفة وول ستريت جورنال أن هذا القرار يعد هجوما شرسا على قوة العسكر المترسخة فى السلطة التشريعية لانتزاعها مرة أخرى.
فيما تساءلت التايم الأمريكية عما إذا كان هذا القرار هو بالفعل بداية المواجهة بين مرسى وجماعة الاخوان المسلمين من طرف والمجلس العسكرى من طرف آخر أو أن يكون القرار يخدم أغراض الطرفين.
وأشارت الجارديان البريطانية إلى أن الرئيس مرسى يبدو أنه أعد العدة للمواجهة مع العسكرى التى ستتبع هذا القرار الذى يلغى القرار الذى قد كان أصدره المجلس العسكرى بناء على حكم المحكمة الدستورية العليا بحل مجلس الشعب.
ورأت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن قرار الرئيس المصرى محمد مرسى بدعوة مجلس الشعب للانعقاد هو استعراض للقوة أمام المجلس العسكرى ضاربا عرض الحائط بقرار المحكمة الدستورية والمشير محمد حسين طنطاوى بحل البرلمان بحجة وجود أخطاء تشوب العملية الانتخابية.