«الشروق» ترصد «حديث الخيانة» داخل الدوائر السياسية العليا - بوابة الشروق
السبت 15 نوفمبر 2025 5:27 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

كمشجع زملكاوي.. برأيك في الأنسب للإدارة الفنية للفريق؟

مقربون من الرئيس: مسئولون أخفوا عن الرئيس حقيقة أخطار سيناء وضخموا خطر «الجنازة»

«الشروق» ترصد «حديث الخيانة» داخل الدوائر السياسية العليا

مرسى يراس اجتماع مجلس الدفاع الوطنى امس الاول
مرسى يراس اجتماع مجلس الدفاع الوطنى امس الاول
كتبت ــ دينا عزت
نشر في: الجمعة 10 أغسطس 2012 - 9:55 ص | آخر تحديث: الجمعة 10 أغسطس 2012 - 9:55 ص

تتردد كثيرا كلمة «الخيانة» على لسان مصادر سياسية وأمنية فى حديثها عن واقعة رفح وما تبعه من حالة من الارتباك السياسى ثم الغضب السياسى والأمنى الذى تمثل حتى الآن فى حركة تغييرات واسعة لقيادات أمنية كبرى وعمليات تمشيط مكثفة تقوم بها القوات المسلحة والشرطة فى شبه جزيرة سيناء.

 

تهمة الخيانة متبادلة بين العديد من الأطراف، فمقربون من الرئيس يتهمون قيادات أمنية وسياسية تمت إقالتها عصر الأربعاء، بعد مشاورات جرت بين الرئيس محمد مرسى «الغاضب جدا» والمشير حسين طنطاوى «الذى يمارس أقصى درجات ضبط النفس»، بخيانة الرئيس بعدم تقديم صورة كاملة عن طبيعة التحذيرات التى تلقتها الأجهزة المعنية القادمة من العديد من الجهات بما فى ذلك جهات رسمية فى إسرائيل حول طبيعة الهجوم المحتمل ومداه. البعض، بحسب مصادر «الشروق»، أشار للتحذير إلى أنه «روتينى»، والبعض الآخر قال إنه لا يتوقع شيئا كبيرا.

 

كلمة «خيانة» تجرى أيضا على لسان بعض المقربين من دوائر مرسى فى حديثهم عن التقديرات التى عرضت على الرئيس حول احتمال تعرضه للأذى البدنى والمعنوى فى حال مشاركته شخصيا فى جنازة شهداء الواجب العسكرى الذين سقطوا فى ميادين الشرف مساء الأربعاء فى رفح. «لقد تم تضخيم الأمر وتم إحراج الرئيس حرجا بالغا والهدف فيما يبدو هو إضعاف شعبيته والتمهيد لإسقاطه».

 

التهمة ذاتها توجه من نفس الدوائر لبعض المسئولين فى الداخلية، تقول المصادر الرئاسية إنه جرى التحقيق معها وربما تجرى إقالتها، كان لها دور ولو غير مباشر فى أحداث رفح. «هناك فى الداخلية من يعاند اختيار الشعب المصرى للدكتور مرسى ومن يعمل لصالح النظام السابق وبدعم من رموز هذا النظام بما يسمح للمجموعات المسلحة من اختراق الأمن المصرى بهذه الصورة التى شهدناها يوم الأربعاء»، بحسب أحد المصادر. المصدر ذاته أضاف: «أن عدم وصول الدكتور مرسى لموقع حدوث الجريمة كان بسبب ما نقل عن تظاهرات محتملة من قبائل بدوية ضد الرئيس، وهناك ما يشير إلى أن هذه القبائل تم تحريضها».

 

من ناحية أخرى فإن مقربين من قيادات أمنية تمت إقالتها تتهم الرئيس مرسى بـ«خيانة» مسئولياته «كرئيس الجمهورية» عندما «اختار بمحض إرادته» أن يغيب عن جنازة الجنود المصريين ولجهاز الدولة المصرى «عندما قرر الإطاحة بقيادات أمنية للتغطية على فشله».

 

«هو أصلا مش كان قال إنه مش خايف من الموت. وقال أنا مش لابس قميص واقى، ما راحش ليه؟ على العموم السبب إنه لم يذهب لم تكن تقارير رئيس الحرس الجمهورى، هو كان ناوى يمشيه فى كل حال وكلنا كنا عارفين، لكن السبب أنه كان عارف إن فى مظاهرات ضد الإخوان وضده، وهو بيتصرف كمندوب للإخوان وليس رئيس للجمهورية،» بحسب تعبير أحد العاملين فى أحد القطاعات الأمنية.

 

حالة الاستعداء البادية بين الرئيس وبين بعض الدوائر الأمنية والشرطية لم تكن وليدة واقعة رفح، بل هى سابقة عليها وهى مرشحة، بحسب ما تتسم به لهجة الجانبين من عدائية مفرطة، فى أن تمتد بصورة أو أخرى.

 

وفى حين يبدو الرئيس مستقويا بدعم تيار الإسلام السياسى وجماعة الإخوان المسلمين القادم من صفوفها إلى جانب دوائر من الجماعة الوطنية مازلت مبقية على الأمل فى أن يحسن مرسى من أدائه رغم انتقاداتها له خشية أن يكون تعثر مرسى فاتحا باب عودة النظام القديم، فإن الرافضين لمرسى مستقون بدورهم بغضبة يقولون إنها كبيرة فى صفوف الشعب، بما فى ذلك من صوتوا لمرسى رئيسا، بسبب تراجع حال الخدمات الأساسية بصورة غير مسبوقة وما يشارف الانهيار الأمنى وحالة التخبط التى تمر بها مؤسسة الرئاسة.

 

الغضبة ليست واسعة فى دوائر الجهات المعنية بسبب تغيير القيادات ولكنها بحسب رصد الشروق واضحة وقد يكون لها ردة فعل بصورة أو أخرى حتى ولو أن التعديلات التى جرت تمت بموافقة المشير.

 

الاختلاف الأساسى اليوم بين الرئيس وبين القطاعات الأمنية والسياسية الرئيسة فى جهاز الدولة هو فى كيفية التعامل مع قطاع غزة، وتقدر المصادر أن هناك تفوقا حاليا لأصحاب المدرسة التقليدية القائلة بوجوب تفعيل أقصى درجات التشدد ستستمر بالأساس بسبب الاتهامات الأمريكية الصريحة التى نقلت للقاهرة بـ«العبث فى التعامل مع أمن سيناء» بما يهدد المصالح الإسرائيلية.

 

إسرائيل بدورها، بحسب مصادر دبلوماسية، لا تتدخر وسعا فى شن حملة سياسية واسعة على مصر «والرئيس المصرى المتواطئ مع حماس»، بحسب ما تنقل مصادر دبلوماسية غربية فى القاهرة.

 

الخطة الأمنية التى نقلت «الشروق» تفاصيلها أمس الأول والتى بدأ تنفيذها بالفعل مرشحة لأن تستمر لأسابيع قادمة، وسيكون ملف سيناء واضحا فى محادثات مرسى التى سيجريها مع كبار المسئولين الغربيين فى نيويورك لدى مشاركته فى أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة فى شهر سبتمبر المقبل.

 

من ناحية أخرى، قال مصدر معاون لرئيس الوزراء هشام قنديل إنه سيتم الإعلان خلال أيام عن خطة كبرى لتطوير سيناء، غير أن المصدر ذاته قال إن هناك صعوبات «كبيرة جدا» فى جذب استثمارات لسيناء حاليا بالنظر إلى الأوضاع الأمنية بالغة السوء، وبالنظر إلى شكاوى المستثمرين العاملين فى سيناء بالفعل من المعوقات الكبيرة التى تواجههم والتى قد تضطر بعضهم لتعليق أعماله.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك