«اطلع جزيرة تيران في السعودية بـ150 جنيه».. ربما يبدو كمزحة مضحكة، لكنه واحد من الإعلانات التابعة لشركات السياحة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تعكس حالة من الارتباك أصابت تلك الشركات، بعد إعلان الحكومة المصرية عن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والمملكة العربية السعودية، والتي أسفرت عن وقوع جزيرتي «تيران وصنافير» في المياه الإقليمية للمملكة، حيث تعد جزيرة «تيران»، الواقعة على مقربة من محمية رأس محمد، واحدة من أهم عوامل الجذب السياحي بمدينة شرم الشيخ فيما يتعلق بسياحة الغوص.
لا يزال جمال. م، أحد العاملين بشركة من شركات السياحة المصرية التي توفر رحلات الغوص إلى جزيرة تيران من ميناء السقالة بخليج نعمة، يتلقى الاتصالات الهاتفية الخاصة بحجز اليخوت والمراكب المتجهة إلى الجزيرة للاستمتاع بسياحة الغوص في مياه حرم الجزيرة.
يقول جمال في تصريحات لـ«الشروق»: "حالة من الارتباك أصابت العاملين بالشركة بعد تداول الأخبار المتعلقة بإعادة ترسيم الحدود بين مصر والمملكة العربية السعودية"، مضيفا: "لا نرى في التصريحات سوى أنها عرفت المصريين أكثر بالجزيرة، فأغلب المعرفة كانت تأتي من الأجانب الذين يأتون إلى شرم الشيخ خصيصا للسباحة في مياه جزيرة تيران ورأس محمد"، متسائلا: "هل لن يصبح باستطاعتنا أن نرسل السياح إلى هناك؟".
ويوضح جمال أن تكلفة الرحلة إلى جزيرة «تيران» تختلف باختلاف طبيعة الزائرين، وما إذا كانت الرحلة خاصة أم مجموعات، "فهي تكلف ما يقرب من 30 دولارا للفرد في حالة كون المجموعة من الأجانب، تخرج في الصباح وترسو بجانب الجزيرة، حيث يقوم الزائرون بالغوص والاستمتاع بالشعاب المرجانية والكائنات البحرية النادرة، قبل أن نستدير ونعود بحلول عصر نفس اليوم"، مؤكدا أن المكالمات التي تأتيه أغلبها من أشخاص يسألونه عن مصير الرحلات وهل توقفت بالفعل بعد الإعلان عن وقوع «تيران» في المياه الإقليمية للسعودية؟.
من جهة أخرى، قال حاتم سامي، أحد الغواصين بمنطقتي تيران ورأس محمد، في تصريحات لـ«الشروق» إنه يعمل منذ 10 أعوام في مجال الغوص السياحي بـ«تيران»، مشيرا إلى أن الرحلات إلى جزيرة «تيران» تتم في إطار نشاط الغوص وكان يمنع نزول الناس على أرض الجزيرة.
وأشار سامي إلى أنه سيتوجه اليوم في رحلة إلى الجزيرة مع مجموعة من السياح الذين تأثر عددهم كثيرا عقب ثورة يناير، إضافة إلى حادث الطائرة الروسية، قائلا: "لسنا في حاجة أيضا إلى أن ينخفض أعداد السائحين الذين يأتون خصيصا للجزيرة بسبب ما يحيطها من أنباء حول تبعيتها للمكلة العربية السعودية"، مضيفا: "مصابون بحالة من الاندهاش ونقرأ الأخبار ونتابع دون أن نعرف ماذا سيأتي به الغد".
من جانبه وصف هاني الشهاوي، صاحب إحدى شركات تنظيم الرحلات بشرم الشيخ، جزيرة تيران بأهرامات الجيزة بالنسبة لزوار المدينة، سواء من السياح العرب أو الأجانب، وأن 95% من السياح يحرصون على تنظيم رحلة بحرية للجزيرة.
وقال الشهاوى لـ«الشروق» إن سعر الرحلة للفرد لجزيرة تيران ما بين 90 إلى 130 جنيها في الوقت الحالي، وتنطلق الرحلات يوميا من الساعة الثامنة صباحا وحتى الثالثة مساء، وتستغرق المدة الزمنية للوصول إلى الجزيرة قرابة 35 دقيقة.
وأشار الشهاوى إلى أن شرم الشيخ تعاني الفترة الحالية بسبب الأوضاع التي تشهدها مصر والتي أثرت بالسلب على قطاع السياحة، خاصة عقب حادث الطائرة الروسية، التي تعد «القشة التي قسمت ظهر البعير»، على حد تعبيره.
وحول تأثر السياحة عقب إعلان سيادة المملكة العربية السعودية على جزيرتي تيران وصنافير، قال الشهاوي: "لا شك أن السياحه ستتأثر بالسلب، حتى وإن كانوا لم يبلغونا رسميا بوقف الرحلات حتى الآن".
وشدد الشهاوى أن قطاع السياحة في حاجة للمساندة في الوقت الحالي، وأن مصر في حاجة إلى التسويق الجيد في الخارج لجذب السياحة، "وكنا نتمنى تأخير إعلان هذة الاتفاقية في الوقت الراهن، خاصة مع اقتراب مواسم الإجازات".