4سنوات على حريق المسرح القومى.. ولا يزال الستار مسدلًا - بوابة الشروق
الثلاثاء 3 يونيو 2025 7:36 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

4سنوات على حريق المسرح القومى.. ولا يزال الستار مسدلًا


نشر في: الجمعة 11 مايو 2012 - 12:20 م | آخر تحديث: الجمعة 11 مايو 2012 - 12:20 م

  تحقيق ــ أحمد السنهورى:


أربعة أعوام مرت على حادث حريق المسرح القومى بالعتبة، وهو الحادث الذى اعتبره المسرحيون الخسارة الأكبر فى تاريخ المسرح المصرى، حيث تعد خشبته هى الأقدم بين المسارح العربية كافة.

 

وعلى الرغم من أن افتتاح مسرح بيرم التونسى فى الإسكندرية مؤخرا أدخل البهجة على قلوب المسرحيين، لكنها ظلت بهجة غير مكتملة، وبقى الحلم الأكبر بالنسبة لهم رفع الستار عن خشبة المسرح القومى وهى الخطوة التى تأجلت أكثر من مرة تارة بسبب اندلاع الثورة وتوقف إعادة ترميمه، وتارة بسبب نقص الأموال اللازمة لتنفيذ المشروع الذى يحتاج نحو 30 مليون جنيه ليخرج للنور.

 

كان من المفترض، بحسب د. أشرف زكى إبان إشرافه على البيت الفنى للمسرح قبل الثورة، أن يعاد افتتاح المسرح القومى نهاية 2010 الماضى، غير أن اندلاع الثورة وما تبعها من أحداث ساخنة تسببت فى إجراء الموعد إلى أجل غير مسمى، قبل أن يتم استئناف العمل فى إعادة الترميم مرة ثانية لكن بقى موعد الافتتاح غامضا حتى الآن.

 

المخرج ناصر عبدالمنعم رئيس البيت الفنى للمسرح يقول لـ«الشروق»: أكثر من 70% من أعمال تجديد القومى انتهت بالفعل غير أن باقى تلك الأعمال لا يوجد لها ميزانية متوفرة فى الوقت الحالى وهذا هو السبب الذى يجعلنا فى البيت الفنى للمسرح لا نملك تحديد موعد إعادة افتتاح المسرح.

 

تكلفة تطوير وترميم المسرح كانت تقع على عاتق صندوق التنمية الثقافية وهيئة الآثار معا، وعندما تم الفصل بينهما بعد أحداث الثورة لم نجد الموارد المتفق عليها مسبقا، بحسب عبدالمنعم.

 

وأضاف: المبلغ المطلوب لاستكمال ترميم القومى أكثر من 30 مليون جنيه ونحن الآن بصدد الاتفاق مع وزارة التعاون الدولى لمنحنا الموارد الكافية لإنجاز ذلك الحلم وبمجرد حصولنا على تلك المنحة سيتبقى على إنهاء تلك الأعمال نحو عشرة أشهر فقط.

 

ورفض عبدالمنعم تحمل مسئولية تأخر عملية الانتهاء المسرح قائلا: لم أتول قيادة البيت الفنى للمسرح سوى منذ أربعة أشهر فقط ومن المعروف أن حالة التخبط التى تعيشها البلاد الآن تؤثر سلبا على أى مشروع قائم فضلا عن أن موقع المسرح بميدان العتبة يحول دون تسهيل مهمة الشركة المسئولة عن إنجاز ذلك فى موعدها المحدد، فضلا عن أن الثورة غيرت بعض المفاهيم والثوابت منها استقلال الآثار عن صندوق التنمية الثقافية الذى أحدث إرباكا فى تطوير القومى.

 

وعن المراحل التى تم الانتهاء منها بالفعل، يوضح عبدالمنعم: انتهت الشركة المختصة بالتطوير من مراحل عدة أهمها ترميم الجزء الأثرى فى المسرح وصالة المدخل بارتفاع 9 أمتار حيث تم تلوينها بمعالجة أثرية على أن تكون بداخلها شبكة لإطفاء الحرائق.

 

بينما أخذت نقوش الصالة من صور قديمة لأحد أفلام محمد فوزى وإسماعيل ياسين حتى يعود شكل الصالة إلى حالتها فى العشرينيات، كما انتهت من إدخال الأنظمة الخاصة بالدفاع المدنى طبقا للكود المصرى لمكافحة الحريق وحماية المنشآت المدنية وتحت إشراف متخصصين من وزارة الداخلية وإدارة الدفاع المدنى.

 

وكذلك تم الانتهاء أيضا، والكلام لايزال لعبدالمنعم، من أعمال الترميم الإنشائى لعناصر «القبة والمنطقة المحيطة بها والسقف النهائى» وكذلك تم الانتهاء من رمى «الخوازيق» الخاصة بخشبة المسرح التى وصلت إلى 280 خازوق ستارة لمنع صعود المياه الجوفية من سطح الأرض الموجودة على عمق 160 سنتيمترا إلى جانب تزويد الخشبة بقرص دوار ومصاعد وميكانيزم حديثة.

 

إلى جانب بناء غرف الفنانين والمخازن وإنشاء مبنى جديد مكون من أرضى وثلاثة طوابق تحتوى على المكاتب الإدارية والخدمات، وكذلك تم اعتماد التصور الكامل للتصميمات الداخلية والخارجية.

 

وتطرق خالد الذهبى، مدير المسرح القومى، إلى المشاكل الادارية التى تحول دون رفع الستار عن المسرح القومى بالقول: مشاكل إدارية ومالية وفنية تواجه الشركة المتختصة بتطوير المسرح ومن المقرر أن تنتهى خلال الأيام القادمة حيث أعددنا لجنة للوقوف على تلك المشاكل ومحاولة حلها بأسرع وقت ممكن.

 

وأضاف أن تلك المشاكل تتلخص فى توفير بعض الخامات التى تستخدم فى تشطيبات المسرح وهى خامات خاصة تحافظ قدر الإمكان على طابع المسرح الأثرى والتراثى فضلا على بعض الأمور المادية التى تقف أيضا عائقا أمام سير العمل بالمسرح بشكل طبيعى.

 

وعن الموعد المحدد لافتتاح المسرح قال الذهبى: إذا ما تخلصنا من تلك العوائق التى تواجهنا فى عمليات التطوير فمن المقرر أن يتم افتتاح المسرح خلال عام من الآن أى فى شهر مايو 2013.

 

الفنان عزت العلايلى، أحد أبرز الفنانين الذين وقفوا على خشبة القومى، يقول: أول يوم دخلت فيه المسرح القومى كنت أجسد دورا صغيرا مع العمالقة أمينة رزق وسميحة أيوب وعمر الحريرى، وأتذكر أهم أعمالى التى قدمتها مسرحية «دماء على ملابس السهرة» سنة 1978 ثم مسرحية «أهلا يا بكوات» التى حققت أكبر عائد مادى فى تاريخ المسرح القومى حيث بلغت إيراداتها 14730 جنيها بواقع 9234 تذكرة وهو رقم قياسى فى ذلك الوقت.

 

واستطرد العلايلى: المنطق يؤكد أن المسرح القومى سيعود لأمجادة كصرح حضارى فعال فى تاريخ مصر بمجرد انتهاء تلك التجديدات التى طالت كثيرا، وأنا آمل على المستوى الشخصى أن يعاد عرض مسرحية «أهلا يا بكوات» والجزء الثانى منها «وداعا يا بكوات» تأليف لينين الرملى وإخراج عصام السيد لجرأتها.

 

بلغ المسرح القومى ذروة تألقه خلال الفترة من 1995 إلى 2001 وهى الفترة التى تولت فيها د. هدى وصفى قيادة القومى حيث حققت تواصلا مسرحيا وتبادلا ثقافيا بين مصر وبقية دول العالم المتقدمة مثل إيطاليا وفرنسا وألمانيا وغيرها.

 

عن تلك السنوات تقول د. هدى وصفى: خشبة المسرح القومى تحمل معى أجمل الذكريات لأنها تجبر كل من يعمل عليها أن يكون ناجحا والدليل على ذلك أنها شهدت انطلاقات فنية كبيرة للكثير من النجوم أذكر منها مسرحية «جوازة طاليانى» المأخوذة عن نص جسدته صوفيا لورين فى المسرح العالمى وقد لعب بطولتها الفنان يحيى الفخرانى والفنانة دلال عبدالعزيز وهى تحقق تبادلا ثقافيا بين مصر وإيطاليا حيث كان الهيكل الخارجى إيطالى متمثلا فى المخرج «روجينيو» بينما كان الهيكل الداخلى مصرى.

 

وأضافت: كانت تلك المسرحية دافعا للفخرانى لأن يركز اهتماماته فى الأعمال المسرحية العالمية فاقترحت عليه العودة إلى شكسبير وتحديدا «الملك لير» وبالفعل استطاع الفخرانى أن يحقق بها نجاحات لم يسبق لها مثيل حيث استمرت 8 سنوات تحمل لافتة كامل العدد على الرغم من أن بعض النقاد أكدوا أن زمن مسرحيات اللغة العربية الفصحى قد ولى، ولكن الفخرانى أثبت أن العمل الجاد لابد أن يجد لنفسه جمهورا واسع النطاق.

 

وأضافت وصفى: شهد القومى كذلك انطلاقة فنية لمصطفى شعبان فى مسرحية «مشاجرة رباعية» والفنان خالد صالح فى مسرحية «هذا هو أنفى»، والغريب فى الأمر أن الكاتب أسامة انور عكاشة الذى لم يحالفه الحظ فى نجاح مسرحياته حقق نجاحا منقطع النظير عندما كتب مسرحية «الناس إللى فى التالت» بطولة سميحة أيوب ورياض الخولى وفاروق الفيشاوى وإخراج محمد عمر وهى مسرحية تتحدث عن الحاكم الديكتاتور كما كانت انطلاقة سمية الألفى وأسامة عباس فى مسرحية «حكمت هانم ألمظ» التى تحدثت عن تزوير الانتخابات.

 

وعن سر ازدهار القومى فى فترة إدراة وصفى، أوضحت: كنت أقدم فيه ثلاثة أشكال للإنتاج.. ففى قاعة «عبدالرحيم الزرقانى» قدمت الأعمال العالمية، كما قدمت فقرة ماتينيه لأعمال المخرجين الشباب منهم خالد جلال وهانى عبدالمعتمد وهانى مطاوع وغيرهم، بينما خصصت حفلة سواريه للأعمال المصرية العتيقة، معربة عن أملها فى أن إعادة افتتاحه لأن اغلاقه حتى الآن جرح فى قلب كل مسرحى.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك