بعد إعلان وزير الداخلية، في مؤتمر صحفي عُقد عصر اليوم السبت، عن إلقاء القبض على خلية إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة في أفغانستان كانت تخطط للقيام بأعمال إرهابية بالبلاد، وضبط 10 كيلوجرامات متفجرات بحوزة ثلاثة إرهابيين، بالإضافة إلى ملفات عن كيفية صناعة المتفجرات والقذائف.
وقد تسببت تصريحات الوزير في فتح باب الجدل على مصراعيه حول حقيقة وجود تنظيم القاعدة في مصر، ومن جانبها فتحت «بوابة الشروق» هذا الملف في محاولة منها لحسم هذا الجدل الدائر بشأن «القاعدة» وأعضائها وكشف عما إذا كان هناك شبكة إرهابية بسيناء وتحولها إلى «وكر» لخلفاء «بن لادن» أم أن «الأمن الوطني» سيحسم هذا الملف.
وفي سياق ذلك، أكد اللواء محمد عبد الفتاح عمر وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب الأسبق، وجود تنظيم القاعدة في مصر بعد وصول التيار الإسلامي للحكم، وبعد انتشار التيارات الجهادية السلفية ووجود الجماعة الإسلامية في مصر والسماح لها بالعمل علناً.
وربط عبد الفتاح بين خطاب محمد الظواهري شقيق أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، وبين الخلية التي تم القبض عليها اليوم، وتحديدًا بعد أن هدد «محمد» خلال خطابه بالقيام بأعمال انتحارية وتفجيرية معتبرًا ذلك تهديداً واضحاً لتنظيم «القاعدة» في مصر.
كما أضاف اللواء عمر أن تعدد التيارات والمعتقدات في مصر في الفترة الأخيرة ربما يسفر عما هو أخطر من ذلك، ولابد من التصدي لتسلق الجماعات التكفيرية والجهادية إلى مصر ونشر أعضائها والقيام بأعمال تخريبية تضر بمصالح البلاد.
وطالب وكيل لجنة الدفاع القومي الأسبق، وزير الداخلية محمد إبراهيم بضرورة تجميد نشاط الخلايا الموجودة بالحدود السيناوية؛ وخصوصًا بعد إعلان الجهاديين منذ شهر ونص عن وجودهم داخل سيناء ودعمهم من جانب بعض القبائل ومد يد العون لهم بالسلاح والمؤن، مضيفاً: « لو أرادت الداخلية ضرب هؤلاء في مقتل لفعلت في غمضة عين».
ومن جانبه، قال اللواء فاروق حمدان مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن العناصر الإرهابية التي قبض عليها اليوم مجرد عمليات استكشافيه تجريها «القاعدة»؛ لجس نبض الأمن الوطني، والتعرف على إمكانية اختراق مصر وسهولة هذه الخطوة.
وواصل حمدان، حديثه قائلا إن تصدي وزارة الداخلية لهذه الخلية دليل على يقظة الأمن الوطني وقيامه بمهامه، ولابد من متابعة ما ستفضي له التحقيقات وكشف العلاقة بين هذه الخلية وبين خطاب محمد الظواهري الأخير الذي اعتبره «جر رجل» القاعدة في مصر.
وذكر أن ما يجري على أرض سيناء يثير المخاوف والشكوك لتحول سيناء لـ«عشة» للعناصر الإرهابية، وعلى الداخلية اتخاذ الحذر.