عام كامل مر على ذكرى فض اعتصام ميداني رابعة العدوية في مدينة نصر ونهضة مصر في الجيزة، بالقرب من جامعة القاهرة، والذي تواجد فيهما أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، وجماعة الإخوان، في اعتصام استمر لمدة 48 يومًا، قبل أن تتدخل قوات الشرطة لفضهما، في 14 أغسطس من العام الماضي بتفويض من مجلس الوزراء.
قال اللواء هاني عبد اللطيف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، إن «إجمالي أعداد "شهداء" الشرطة، خلال فترة فض اعتصامي رابعة والنهضة بين يومي 14 إلى 31 أغسطس 2013، بلغت 114 شهيدا، بينهم 30 ضابطا و82 مجندا وفرد شرطة وموظف مدني واحد وخفير واحد»، على حد قوله.
وأعرب عبد اللطيف عن اعتقاده بأن «رجال الشرطة حموا بأرواحهم الشعب المصري في معركة ضد الإرهاب، هي الأقوى في التاريخ»، لافتا إلى أن «رجال الشرطة سيحيون ذكرى الأحداث من خلال اليقظة والاستنفار الأمني، والتعامل مع أي تهديدات بقوة وحسم»، بحسب وصفه.
وشدد المتحدث باسم وزارة الداخلية على أنه «لن يسمح بأي شكل من الأشكال بالخروج عن القانون أو محاولة تكدير أمن وسلامة المواطنين»، مشيرا إلى أن «اعتصامي رابعة العدوية والنهضة كانا جريمة ترتكب وسط العاصمة، تستوجب التعامل الأمني منذ اللحظات الأولى، وأنه تم العثور على كمية من الأسلحة والذخائر داخل نعوش بمحيط الاعتصام»، وفقا لما ذكره اللواء عبداللطيف.
وتابع: «لم تستغرق عملية فض الاعتصام في البداية سوى ساعتين تقريبا، قبل أن تفاجأ القوات بوابل من الأعيرة النارية من داخل حديقة الأورمان، وكذلك مبنى كلية هندسة القاهرة».
وأضاف: «لم تمر سوى ساعة واحدة من بداية دعوة المعتصمين للخروج عبر الممرات الآمنة، حتى بدأ عناصر جماعة الإخوان في ممارساتهم الإرهابية، من خلال اعتلاء الحواجز الرملية التي تم وضعها على مداخل اعتصام رابعة العدوية، وإطلاق النار بكثافة على قوات الأمن التي كانت متمركزة ببداية شارع النصر مع تقاطعه مع شارع عباس العقاد، وكذلك بشارع أنور المفتي خلف مسجد رابعة العدوية، حتى سقط أول شهيد من رجال العمليات الخاصة، وتلاه بدقائق 3 آخرون من زملائه»، بحسب المتحدث باسم الداخلية.
وأشار اللواء هاني عبداللطيف إلى أن «المعركة بين قوات الأمن والمعتصمين المسلحين على أطراف الميدان استغرقت أكثر من سبع ساعات، في الوقت الذي قام فيه عناصر جماعة الإخوان بالهجوم والاعتداء على المنشآت والمواقع الشرطية والكنائس فى حوالى 14 محافظة، وأضاف، أن الإخوان هاجموا أكثر من 180 منشأة شرطية، و22 كنيسة، و55 محكمة ومنشأة عامة، لإشاعة الفوضى في البلاد.
أول «شهداء» الشرطة
«الملازم أول محمد سمير، النقيب شادي مجدي، والملازم أول محمد محمود عبد العزيز، كانوا هم أول ثلاثة شهداء في عملية فض اعتصامي رابعة والنهضة»، وفقا لما ذكرته مصادر أمنية لـ«بوابة الشروق».
النقيب شادي مجدي
قال والد النقيب شادي مجدي عبد الجواد: «ابني كان ضابطا بقطاع العمليات الخاصة، قطاع الشهيد كريم وجيه، واستشهد إثر إصابته بطلق ناري في فض اعتصام رابعة العدوية»، بحسب قوله.
وأضاف والد النقيب مجدي لـ«بوابة الشروق»: «أنا من اختار له عمله في الأمن المركزي، وإدارة العمليات الخاصة، وكان دائما يتمنى أن ينال الشهادة في سبيل عمله».
وأشار إلى أن «نجله أصيب 3 مرات سابقة، في جبل الحلال كانت المرة الأولى، والثانية في أحداث بورسعيد، والثالثة في قاعة محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك، مؤكدا أنه «لم يتقاعس عن أي مأمورية طوال فترة عمله».
وأوضح والده آخر دقائق تحدث فيها مع نجله، قائلا: إنه «جاء إلى منزل الأسرة قبل ليلة فض الاعتصام، وتناول معهم وجبة العشاء، وأخبرهم بعملية الفض».
وأضاف: «تابعته هاتفيا منذ بداية فض الاعتصام، وبعدها بـ5 دقائق انقطع الاتصال، وقرأت خبرًا عن استشهاده عبر موقع التدوينات القصيرة تويتر».
وذكر والد النقيب، «نجلي لديه طفلة تسمى فريدة وتبلغ من العمر 5 سنوات، وسوف أتبرع بمبلغ مالي صدقة جارية على روحه لمستشفى سرطان الأطفال 57357، في ذكرى العام الأول له».
وتابع: «العلاقات الإنساية في وزارة الداخلية لم تتركنا لحظة، وهناك رعاية كاملة لنا ولكل أسر شهداء الشرطة».
الملازم محمد عبدالعزيز
صباح الأحد 15 سبتمبر، توفى داخل مستشفى بمدينة لندن بالمملكة المتحدة، الملازم أول محمد محمود عبدالعزيز، الضابط بقطاع الأمن المركزي، متأثرا بإصابته بطلقات نارية بالصدر، خلال تعامله في فض اعتصام بميدان النهضة، يوم 14 أغسطس من العام الماضي.
وقال والد الملازم أول محمد محمود عبد العزيز: «إن نجلي كان ضابطا بالأمن المركزي بالجيزة قطاع خالد بن الوليد، واستشهد في لندن أثناء علاجه على أثر إصابة في فض اعتصام ميدان النهضة»، وفقا لما ذكره والد الملازم.
وأضاف في تصريحات لـ«بوابة الشروق»: «لم أندم يوما على التحاقه بقطاع الأمن المركزي أو وزارة الداخلية، ولو عندي 10 أولاد تاني هدخلهم الشرطة»، لافتا إلى أن «نجلي ظل يعالج في لندن لمدة شهر تقريبا، ولكنه فارق الحياة، ونال الشهادة كما تمناها»، بحسب قوله.
واستطرد: «ابني لم يتزوج لكن شقته كانت جاهزة، ويوم فض الاعتصام لم يخبرني، بس وهو نازل يركب عربيته نظر نظرة لي خطفتني وكأنه يودعني».
وأشار إلى أن «نجله كان في إجازة، لكن وزارة الداخلية طلبته، ولم يتأخر، فقرر قطع إجازته والتوجه للمهمة»، منوها أنه «في بداية الأيام الأولى لإصابة نجلي وفور إفاقته من البنج أول ما سأل عنه هو سلاحه الميري».
وقال والد الملازم أول محمد محمود عبد العزيز: «سوف أتبرع صدقة على روحه في الذكرى الأولى لمستشفى سرطان الأطفال، كما سأتوجه يوم 14 أغسطس إلى تقديم وجبة غداء لكل زملائه في الكتيبة الذين لم ينسوه وأسرته يوما ما».
ولفت إلى أن «العلاقات الإنسانية في وزارة الداخلية توفر لهم كافة أوجه الرعاية، لكنه يطلب من وزير الداخلية تغيير وسام نجله إلى الدرجة الثالثة أسوة بزملائه "الشهداء"، حيث حصل عليه عن طريق الخطأ من الدرجة الرابعة، متمنيا القصاص لنجله»، بحسب قوله.
من جانبه، ذكر مصدر أمني مسئول في وزارة الداخلية لـ«بوابة الشروق»، أن «الوزارة لن تنسى جميع شهداء الشرطة في كل أنحاء الجمهورية يوما ما، كما أن هناك رعاية كاملة لذويهم وأسرهم»، على حد تعبيره.
نصر ممدوح محمد درويش
براهيم عيد تونى ابراهيم
بدراوى منير عبدالمالك فضل
تامر عبدالله محمد محمد رمضان
كمال محمد السيد احمد مرعى
محمد جودة
النقيب الشهيد- شادي مجدي
النقيب الشهيد- شادي مجدي