اعتبر الفنان المصري هاني رمزي أن المصريين أجهضوا الثورة بعدما ظلوا يتحدثون لمدة سنة كاملة عن الخمر والبكيني في ظل صعود التيارات الإسلامية، وابتعدوا عن أهداف الثورة، معربًا عن رأيه بأن الشعب المصري كله يحتاج إلى طبيب نفسي بسبب الإحباط الذي وصلوا إليه لعدم تحقيق أهداف الثورة.
وقال رمزي في مقابلة مع برنامج "ستوديو النهار" على قناة "النهار الفضائية المصرية : "المصريون تفرغوا لمدة سنة كاملة في الحديث بوسائل الإعلام عن الخمر والبكيني، وإذا ما كان حرامًا أم حلالا في ظل ظهور التيار الإسلامي على الساحة، وسيطرته على البرلمان".
وأضاف "أن الجميع نسي أهداف الثورة تمامًا، وانخرط في مناقشات ليست لها فائدة، وقد استغلت وسائل الإعلام هذه المواضيع لتحقيق نسب مشاهدة، لكن الوصول إلى منع الخمور أو البكيني لن يبني البلاد أو يحقق أهداف الثورة".
وشدد الفنان المصري على أن الشعب المصري كله يحتاج إلى طبيب نفسي بسبب حالة الإحباط والانهيار التي يعيش فيها الآن من جراء عدم تحقيق أهداف الثورة، فضلا عن الأزمات التي تمر بها البلاد، بداية من أحداث مسرح البالون مرورًا بأحداث إمبابة ثم محمد محمود ومجلس الوزراء وبورسعيد، ثم أخيرًا أحداث وزارة الداخلية.
ورأى رمزي أن المجلس العسكري فشل في القيام بمهامه الذي جاء بعد تنحى الرئيس السابق لتحقيقها خاصة مطالب الثورة، لافتًا إلى أن هناك فرقًا كبيرًا بين استقبال المصريين للمجلس في بداية ولايته وترحيب الشعب به، وبين ما يمر به الآن ومطالبة الشعب له بالرحيل.
وأشار إلى أن هناك مؤامرة من الجيش على الجيش، خاصة أن الجيش يتعمد الخطأ في معالجة أي أزمة يمر بها، مستبعدًا أن تكون هناك صفقة بين المجلس العسكري والتيارات الإسلامية، خاصة أنهم أكثر من استفادوا من الثورة.
وحذر الفنان المصري من استمرار تدهور الأوضاع خلال حكم المجلس العسكري، خاصة أن هذا الأمر قد يحتاج إلى ثورة ثانية لإسقاط المجلس حتى يشعر الشعب أن أهداف الثورة بدأت تتحقق، معتبرًا أن تقاعس المجلس عن سماع تحقيق هذه الأهداف يؤدي إلى خسارة رصيده لدى الشعب.
وانتقد رمزي الأحزاب التي تم تشكيلها مؤخرًا، حيث إن معظمها قام على أساس ديني وهو مخالف للدستور والقانون مثل أحزاب الحرية والعدالة والفتح والكتلة المصرية، مشيرًا إلى أن الكنيسة كانت تطالب المسيحيين بانتخاب الكتلة، والإسلاميون يطالبون بانتخاب الحرية والعدالة أو الفتح.
وأشار إلى أن هناك جهات كثيرة تريد سرقة الثورة في الوقت الذي لم يجنِ فيه صناعها شيئًا حتى الآن، مبديًا قلقه من صعود السلفيين وحصولهم على مقاعد كثيرة في البرلمان، لكنه شدد في الوقت نفسه على عدم خوفه من أي تيار.
وكشف رمزي أن مسلسله الجديد "ابن النظام" يتناول تفاصيل فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك بما فيها من تفاصيل غير مُعلنة في وسائل الإعلام، لافتًا إلى أن المسلسل سيكشف تفاصيل الصفقات المشبوهة وخبايا الاستثمارات وأصحاب رؤوس الأموال ورجال الأعمال في هذه الفترة.
وأعرب عن أمله أن يكون هناك جزء ثانٍ من مسلسل "ابن النظام" حتى يتناول فيه الفترة التي تولى فيها المجلس العسكري حكم البلاد، والأخطاء التي وقع فيها وأدت إلى عدم تحقق الكثير من أهداف الثورة، كما تمنى أن يقدم جزءًا ثالثًا يتناول الرئيس الجديد لمصر.
ومسلسل "ابن النظام" بطولة هاني رمزي، أميرة فتحي، حسن حسني، لطفي لبيب، ومن تأليف حمدي يوسف ومن إخراج أشرف سالم.