صعّدت إسرائيل هجومها العسكري على قطاع غزة، ردًا على إطلاق صواريخ على جنوبها؛ حيث قتل اليوم الاثنين خمسة فلسطينيين، ما يرفع حصيلة ضحايا الغارات الجوية إلى 23 قتيلا منذ الجمعة.
وفي آخر غارة، قتل رجل وابنته في جباليا شمال قطاع غزة، فيما كان فتى قتل قبل ساعات قرب بيت لاهيا، وفلسطينيان اثنان كما أفاد مصدر طبي، وقال أدهم أبو سلمية، المتحدث باسم اللجنة الإسعاف والطوراىء: "استشهد محمد مصطفى الحسومي (65 عامًا) وابنته فايزة الحسومي (35 عاما) في منطقة تل الزعتر بجباليا شمال قطاع غزة ".
وأضاف أبو سلمية: "إن الفتى نايف قرموط (15 عاما) استشهد وأصيب ستة فتية آخرين، جميعهم من طلاب المدراس استهدفتهم طائرة استطلاع إسرائيلية، عندما كانوا متوجهين إلى المدرسة" في مدينة بيت لاهيا شمال القطاع.
وأوضح أن "رأفت أبو عيد وحمادة أبو مطلق وهما في الرابعة والعشرين من العمر، قتلا قرب مدينة خان يونس، جنوب القطاع، فيما أصيب اثنان آخران بجروح في غارة جديدة شنها الطيران الإسرائيلي"، وأضاف أبو سلمية: "سقط 23 شهيدا وأكثر من 73 جريحا في أكثر من 37 غارة جوية على المدنيين" منذ يوم الجمعة.
من جانب آخر، أكدت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، اليوم الاثنين، عدم التزامها بأية تهدئة مع إسرائيل "تخضع لشروطها المجحفة" مشددة على عزمها مواصلة "خيار الجهاد والمقاومة" إثر التصعيد الإسرائيلي الأخير في غزة.
وقال متحدث باسم سرايا القدس في مؤتمر صحافي: "نعلن عدم التزامنا بأية تهدئة مع العدو، تخضع لشروطه المجحفة، ولن نقبل بتهدئة تستبيح دماء شعبنا كلما أراد العدو ذلك".
وأضافت: "ندعو الذين يلهثون وراء أي تهدئة أيا كانت شروطها من مختلف الأطراف، بتوجيه رسائلهم للعدو وليس للمقاومة، فلا تهدئة بعد اليوم إلا بشروط المقاومة صاحبة الكلمة العليا في الميدان"، وأعلنت السرايا مسؤوليتها عن "قصف المدن والمغتصبات الصهيونية والمواقع العسكرية ومهابط طيران العدو بـ 180 صاروخا وقذيفة" مؤكدة على "استمرار خيار الجهاد والمقاومة كخيار أمثل ووحيد في مواجهة الغطرسة الصهيونية حتى لو تخلى الجميع عنا وبقينا في الساحة وحدنا"، وأوضحت "أننا مستمرون في قصف المدن الصهيونية بالصواريخ رغم التحليق غير المسبوق لطيران الاحتلال في سماء غزة ورغم حالة الاستهداف الواضحة لمقاتلينا في مختلف الأماكن".
من جهته قال فوزي برهوم، المتحدث باسم حركة حماس لفرانس برس: "إن "المشكلة هي أصلا في الاحتلال الصهيوني وليست المقاومة هي التي بدأت العدوان، وهو الذي يجب أن يوقف القتل وهو الذي يتحمل مسؤلية استمرار التصعيد ضد قطاع غزة"، وأكد برهوم أن "ما تقوم به المقاومة هو دفاع عن النفس وردا على العدوان وهذا حق للمقاومة الفلسطينية "، وأضاف أن "استمرار العدوان على غزة رغم الجهود المصرية يعني أن العدو الصهيوني غير معني بالتهدئة، وهذا يتطلب من المقاومة أن ترد على هذا العدوان حتى تجبر الاحتلال على وقف الهجوم على غزة".
وقد كثفت إسرائيل ليل الأحد الاثنين هجومها على القطاع ،مع شن ثماني غارات، أوقعت 35 جريحا، حسب مصدر فلسطيني، وذلك ردًا على إطلاق قذائف من غزة على جنوب إسرائيل، وأعلن ناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن حوالي 180 صاروخا، سقطت من قطاع غزة على إسرائيل منذ يوم الجمعة.
وأكدت متحدثة إسرائيلية من جانبها ست غارات، موضحة أنها استهدفت "مستودعا للأسلحة وأربعة مواقع لإطلاق الصواريخ، في شمال قطاع غزة، وموقعًا آخر في الجنوب"، وأوضح المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد ردا على أسئلة فرانس برس، أنه تم إطلاق 11 صاروخًا، ليل الاحد الاثنين من قطاع غزة على الأراضي الإسرائيلية، وألحقت الصواريخ أضرارًا بمبنى يقع في كيبوتز بدون أن تسفر عن وقوع ضحايا.
وأوضح متحدث عسكري إسرائيلي، أن نظام "القبة الحديدية" تمكن منذ الجمعة من اعتراض ما لا يقل عن 37 صاروخًا، أطلقت من غزة على جنوب إسرائيل، وأعلن الجنرال يواف موردخاي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لإذاعة الجيش "ضربنا حتى الآن عشرين فلسطينيا في عمليات محددة الأهداف، جميعهم من الإرهابيين باستثناء طفل اقترب من موقع إطلاق صواريخ للجهاد الإسلامي".
وأرجع موردخاي سبب ارتفاع عدد الجرحى إلى أن إلجهاد الإسلامي "خبأت في الطبقة الأرضية من المبنى (المستهدف) كميات أكبر مما كنا نظن من الأسلحة، مصدرها إيران خصوصًا، ما أدى إلى إصابة منزل مجاور"، وأوضح أن "المسؤولين السياسيين (الإسرائيليين) أجروا اتصالات مع مصر" للدفع في اتجاه وقف العنف، لكنه حذر من أنه "إذا لم نتوصل إلى إزالة تهديدات الإرهابيين لجنوب البلاد، فإن الجيش الإسرائيلي على استعداد لإطلاق عملية برية" في غزة.
وقال: "إن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة لا تطلق النار لكنها تغض الطرف عن أنشطة الجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية التي الحقنا بها ضربات بالغة الشدة"، وقتل في هذا التصعيد الجديد الأمين العام للجان المقاومة الشعبية، الشيخ زهير القيسي ومحمود الحنني، القيادي في اللجان، إضافة إلى عشرة من عناصر الجهاد الإسلامي.
وقال موردخاي "نعتبر حماس مسؤولة عما يجري في غزة، يمكنها إن أرادت أن تفرض إرادتها على المنظمات الأخرى"، من جانبه أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الأحد، خلال زيارة لجنوب إسرائيل الذي طاولته في نهاية الأسبوع عشرات الصواريخ الفلسطينية "أمرت بضرب جميع من يخططون لشن هجمات علينا، سبق أن وجه الجيش الإسرائيلي ضربات قاسية للمنظمات الإرهابية".
ونقلت الإذاعة العامة عن نتانياهو، تأكيده إثر لقائه ثلاثين رئيس بلدية في جنوب إسرائيل أن "العمليات في غزة ستتواصل ما دام ذلك ضروريا"، وعلى الصعيد الدبلوماسي، يُعقد الاثنين، في مجلس الأمن الدولي في نيويورك اجتماع للجنة الرباعية حول الشرق الأوسط، التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، سعيًا لإعطاء دفعة لعملية السلام المتعثرة.
وفي ردود الفعل الدولية، دعت بكين إسرائيل الاثنين، إلى وقف الغارات الجوية التي تشنها على قطاع غزة، ردًا على إطلاق صواريخ فلسطينية على جنوب أراضيها، مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار.