ذكرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية، في تقرير لها يوم أمس الأحد: "أن حادث قتل الجندي الأمريكي للمدنيين الأفغان قد يتسبب في زيادة حدة التوتر بين القوات الدولية والأفغان والتي هي متوترة بالأساس بعد حادث حرق نسخ من القرآن الكريم في قاعدة باجرام الأمريكية هناك".
وأوردت الصحيفة على موقعها الإلكتروني: "أنه يبدو أن الجندي الأمريكي قام بهذا العمل بشكل منفرد بعد خروجه من القاعدة، وانه قتل ما يصل إلى 17 مدنيا أفغانيا من بينهم نساء وأطفال وأصاب 5 آخرين إثر هجومه وهو في حالة هياج على ثلاثة منازل في إقليم قندهار في وقت سابق يوم أمس الأحد، وقد اعتقلت القوات الدولية الجندي وتعمل مع السلطات الأفغانية على التحقيق في الحادث".
ونقلت الصحيفة عن الكابتن بسلاح الجو الأمريكي جاستن بروكهوف، متحدث باسم قوات المساعدة الأمنية الدولية: "أن التقارير الأولية تشير إلى أن الجندي مطلق النار تصرف بشكل منفرد وأن هذا الحادث لم يقع بالتزامن مع أو خلال أي عملية لقوة المساعدة الأمنية الدولية"، مضيفا: "أنه ليس من الواضح في هذا الوقت ماذا كانت دوافعه كما لا نعرف إذا كان الجندي لديه أي علاقات أو القضايا مع الذين تعرضوا للهجوم".
وأوضحت الصحيفة الأمريكية: "أن التوتر كان قد تصاعد بين قوات حلف شمال الأطلنطي والأفغان بعد حادثة حرق نسخ من المصحف في قاعدة أمريكية أسفر عن احتجاجات عنيفة استمرت لأسبوع خلال الشهر الماضي. وأن إطلاق النار قد يزيد من غضب الأفغان تجاه القوات الغربية هنا".
غير أن الصحيفة استطردت: "مع ذلك، فإن الشعب الأفغاني من المعروف عنه تقليديا أنه لا يرد بالعنف أو الاحتجاجات واسعة النطاق على مثل هذه الحوادث، وأنهم قد تعرضوا بشكل كبير لهذا النوع من السلوك كنتيجة مألوفة جدا للحرب، كما أن هناك حوادث سابقة شملت القتل المتعمد لمدنيين أفغان من قبل فصيلة سترايكر المارقة وحادث تبول بعض قوات مشاة البحرية على جثة طالبان ولم تسفر عن أحداث عنف".
وقال عبد الرحيم أيوبي، عضو بالبرلمان عن إقليم قندهار: "هذا الحادث يقدم لنا رسالة مفادها أن الجنود الأمريكيين ليسوا تحت سيطرة جنرالاتهم، وأن هؤلاء الجنرالات الأمريكيين فشلوا في إدارتهم"، مضيفا: "أن هذا الحادث سوف تزيد بالتأكيد الكراهية بين الشعب الأفغاني ضد الأمريكيين".
وأشارت مونيتور إلى: "أن الحادث قد أثار تكهنات بشكل واسع على أن مطلق النار كان متواطئا في ارتكاب الحادث، إلا أن تلك المعلومات لا تزال غير مؤكدة".
ونقلت الصحيفة عن حاجي فضل محمد، زعيم قبلي في بنجواي التي شهدت الحادث: "أنه زار اثنين من المنازل التي تعرضت للهجوم، وأنه قتل في منزل واحد احد عشر شخصا كان من بينهم ثلاث نساء وأربعة أطفال"، مضيفا: "أنه على ما يبدو أن مطلق النار حاول إشعال الحريق في المنزل تاركا العديد من الجثث محترقة"، موضحا: "أن الجميع قد لقوا حتفهم جراء إطلاق النار على ما يبدو".
وتناولت الصحيفة الاتفاق حول بقاء قواعد أمنية أمريكية في أفغانستان، مشيرة إلى: "أن تلك الحادثة يمكن أن تعزز من المعارضة الأفغانية إلى هذا الاتفاق طويل الأمد الذي يهدف إلى الإبقاء على مجموعات صغيرة من القوات الأمريكية إلى ما بعد الانسحاب النهائي في عام 2014".
وتسعى الولايات المتحدة إلى الحصول على الحصانة من الملاحقة القانونية الأفغانية للقوات الأمريكية، وهذه هي نقطة الخلاف التي يمكن أن يصبح أكثر صعوبة التراجع عنها بالنسبة للقادة الأفغان بعد الهجوم الذي وقع اليوم.وقد أفسدت قضية الحصانة معاهدة مماثلة سعت الولايات المتحدة إبرامها مع العراق.